تقرير خالد مجاعص
كما كان متوقّعاً، أقفل صباح يوم الأربعاء على أسبوع كامل من تصفيات بطولة أمم أوروبّا في كرة القدم. فشهدت مرحلتا هذا الأسبوع الماراتونيّ مفاجآت بالجملة، انطلقت بسقوط إسبانيا، بطلة أوروبّا أمام سلوفاكيا، مروراً بتعثّر إنكلترا، وسقوط العملاق البرتقاليّ، وصولأً إلى أمّ المفاجآت، مع سقوط أبطال العالم، منتخب ألمانيا في وارسو أمام منتخب بولّندا بنتيجة 0-2.
مع هذا السيناريو الدراماتيكيّ، كان على منتخب المانشافت أن يلتقط أنفاسه، ويعطي موعداً جديداً لنجومه لتنقية صورته كبطل للعالم في كرة القدم، في فرصته الذهبيّة أمام منتخب إيرلندا المتواضع، إنّما العنيد. فكلّ هذه المعطيات حوّلت لقاء مساء أمس بين ألمانيا وإيرلندا، من لقاء عاديّ في تصفيات البطولة، إلى لقاء جاءت أهمّيته بالنسبة إلى جمهور المانشافت، كما نهائي كأس العالم. وقبل لحظات من انطلاق اللقاء، كان يواكيم لوف يجري تعديلات طفيفة في منتخبه، دافعاً بتشكيلة هجوميّة صرف، ليضرب بها دفاعات إيرلند، ويحقق فوزاً كبيراً يعيد البسمة إلى جمهوره. إلاّ أنّ حسابات الحقل، لم تتطابق مع حساب البيدر، واستمرّت كبوة المنتخب الألمانيّ بعد هزيمته في الجولة الماضية أمام بولّندا بهدفين نظيفين، ليهدر الفريق نقطتين جديدتين بتعادله مع ضيفه الإيرلنديّ، وبعد شوط أوّل متكافئ لم يشهد فرص حقيقيّة من الجانبين، بقيت فيه النتيجة سلبيّة. وانطلق الشوط الثاني بضغط من الجمهور الألمانيّ على لاعبيه ترجم بمحاولة سيطرة ألمانيّة على وسط الملعب تقدّمت فيه الماكينات الألمانيّة بهدف حمل توقيع لاعب وسط ريال مدريد الإسبانيّ توني كروس في الدقيقة الـ72 بقذيفة صاروخيّة سدّدها كرووس من على بعد 25 متراً، انفجرت في زاوية المرمى البريطانيّ. ولكنّ المنتخب الإيرلنديّ، خطف هدف التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع من المباراة عن طريق جون أوشي مدافع سندرلاند. ورفع المنتخب الألمانيّ رصيده إلى أربع نقاط، ليقتسم المركز الثالث مع نظيره الاسكتلنديّ، بينما يقتسم المنتخبان الإيرلنديّ والبولّنديّ صدارة المجموعة برصيد سبع نقاط، ويحتلّ منتخب جورجيا المركز الرابع برصيد ثلاث نقاط، بينما تتذيّل جبل طارق الترتيب بلا رصيد من النقاط. وبهذه النتيجة، يكون يواكيم لوف مدرّب المانشافت قد فتح صفحة جديدة من الانتقادات اللاذعة التي سوف تلاحقه بها الصحافة الألمانيّة، التي بدأت ملامحها في الظهور، فجر يوم الأربعاء عندما عنونت صحيفة بلد في صفحتها الرئيسيّة: “هل هذا هو منتخب أبطال العالم سيّد يواكيم”.