محمد وهبة
وقّع مساهمو بنك فرعون وشيحا، في باريس في نهاية أيلول الماضي، اتفاقاً مبدئياً مع مجموعة «ZR HOLDING»، يقضي باستحواذها على حصّة 80% من الأسهم في المرحلة الأولى، على أن تبقى في هذا المرحلة حصة 20% مع بعض المساهمين الحاليين، منهم ناجي فرعون الذي يمتلك حالياً نحو 61% من الأسهم، وبيار ضومط (14.6% من الأسهم) والوزير ميشال فرعون وشقيقتاه (نحو 5% من الأسهم). وينص الاتفاق أيضاً على أن تكون هذه المرحلة انتقالية ريثما يتولى فريق المجموعة الإدارة.
ففي هذه المرحلة ستبقى الإدارة في عهدة المدير العام الحالي غسان مهنا، كذلك سيبقى الموظّفون البالغ عددهم نحو 100 موظف.
يمتلك الأخوان ريمون وتيدي رحمة هذه المجموعة، وهي مجموعة ناشطة في مجال تملّك الأسهم والحصص في شركات داخل لبنان وخارجه، ولديها استثمارات في العراق، ولا سيما في مجال الاتصالات بالشراكة مع «أورانج» الفرنسية، كذلك سبق أن حصلت على عقود من الجيش الأميركي لتوريد الطعام إلى جنوده في العراق.
حقق البنك أرباحاًتبلغ 4.8 ملايين دولار في 2013
بحسب مصادر مطلعة على هذه الصفقة، يقضي الاتفاق كذلك بأن تبادر المجموعة، في وقت قريب وبعد الحصول على الموافقة النهائية من مصرف لبنان، إلى مضاعفة الأموال الخاصة للبنك من نحو 40 مليون دولار حالياً إلى 80 مليون دولار.
مصادر في البنك أكّدت توقيع المساهمين الاتفاق، واستبعدت أن يعارضه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وأوضحت هذه المصادر أنه لم يتسنّ بعد الاطلاع على موقف سلامة، إذ إن الاتفاق حصل في نهاية الشهر الماضي بالتزامن مع سفر سلامة في الثاني من تشرين الأول الجاري إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يعود اليوم إلى بيروت. وأشارت هذه المصادر إلى أن المدير العام للبنك زار سلامة قبل توقيع الاتفاق وأطلعه على مضمونه ولم يسمع منه أي تحفّظ، ما عدا أن طبيعة الجهة المشترية قد تؤدي إلى إجراءات أطول مما لو أن مصرفاً يريد الاستحواذ على مصرف آخر. وكانت مصادر مختلفة قد أشارت في مراحل سابقة إلى أن سلامة لا يحبذ بيع المصارف إلى أفراد.
بحسب المعطيات، يرغب الأخوان رحمة في شراء مصرف محلّي يتيح لهما توسيع أعمال مجموعتهما القابضة. إلا أن عرضهما شراء بنك «فرعون وشيحا» لم يكون الأول، إذ سبق أن استكشفت مجموعة ميقاتي أوضاع البنك وموجوداته، ولا سيما العقارية، كما أن «بنك لبنان والخليج» فاوض لتملّكه، ولكنه اشترط استثناء العقارات من أي صفقة محتملة. وتفيد المعلومات بأن رأسمال بنك «فرعون وشيحا» (تأسس سنة 1876) يتضمن عقارات في محيط القصر الجمهوري (مملوكة 100%) وجزء من أسهم عقارات في اللويزة، وهذه العقارات مصادرة من قبل الجيش اللبناني، وهي محل نزاع قضائي تحت قانون المصادرات لسنة 2003، إذ صدرت أحكام نهائية في بعضها ولا تزال قضايا أخرى في مرحلة الاستئناف. وبحسب المعلومات، فقد وافق الأخوان رحمة على أن تكون هذه العقارات ضمن الصفقة.
وكشفت المصادر أن قيمة البنك خمّنت بمبلغ 90 مليون دولار تقريباً، لكنها رفضت أن تكشف عن السعر الذي سيدفعه الأخوان رحمة، واكتفت بالقول: «إنه سعر جيّد في ظل الظروف القاتمة في لبنان والمنطقة».
وكان بنك فرعون وشيحا قد حقق أرباحاً تبلغ 4.8 ملايين دولار (من دون احتساب بدلات المصادرة) في نهاية 2013، وبلغت ودائعه 242.8 مليوناً، وتسليفاته 94.2 مليوناً، وارتفعت حقوق المساهمين إلى 38.18 مليوناً.