طغيان الأجواء الضبابية إقليمياً وارتداداتها الداخلية، من حيث استمرار خلو منصب رئيس الجمهورية في ظل أوضاع أمنية مثيرة للمخاوف في أكثر من منطقة لبنانية حساسة شمالاً وبقاعاً، أبقى بورصة بيروت أمس أيضاً في ظروف غير مؤاتية لاتخاذ مبادرات صريحة في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها. وهكذا ظلت مقاربة المتعاملين فيها لهذه الصكوك حذرة جداً لتقتصر على تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها والمتدنية اجمالاً، في إطار سعي البعض الآخر الى إعادة ترتيب محافظه المالية العائدة اليها. وأدى ذلك الى تقلبات نزولاً لأسعار أسهم “سوليدير” بفئتيها و”بنك بيبلوس” العادية في قطاع المصارف. في المجال الأول، مضت أسهم هذه الشركة المنوط بها إعادة إعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت في التقلب نزولا من أعلى على 11,97 دولاراً الى أدنى على 11,78 دولاراً قبل أن تقفل الفئة “أ” منها بـ11,92 دولاراً في مقابل 11,99 أول من أمس (ناقص 0,58 في المئة) والفئة “ب” بـ11,81 دولاراً في مقابل 12,09 في الفترة عينها (ناقص 2,31 في المئة). وفي المجال الثاني، الذي شهد قبيل الاقفال صفقة خاصة كبيرة على أسهم “بنك بيبلوس” العادية تناولت تبادل 425000 سهم دفعة واحدة بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ1,62 دولار للسهم الواحد (ناقص 0,61 في المئة) بعد تداوله صباحاً وفقاً لقاعدة العرض والطلب التقليدية بسعر 1,61 دولار لما مجموعه 114582 سهماً بسعر 1,61 دولار للسهم الواحد، وقت استقرت أسعار أسهمه التفضيلية – 2008 على 101,00 دولار مع أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة على 8,75 دولارات.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بمزيد من التراجع مقداره 3,73 نقاط ونسبته 0,32 في المئة على 1169,26 نقطة، في سوق هادئة تبودل فيها ما مجموعه 559093 صكاً قيمتها 1,512,808 دولارات، في مقابل تداول 142704 صكوك قيمتها 1,672,496 دولاراً أول من أمس.
تراجع الأورو وتحسن البورصات على جانبي الأطلسي
في الخارج، عاد الأورو الى الاهتزاز في أسواق القطع العالمية متأثراً سلباً بصدور بيانات احصائية في منطقته تؤكد مخاوف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتي أعربا عنها في تقريرهما الى الاجتماعات التي انعقدت في واشنطن لدورة الخريف.
وفي هذا المجال، توقف المستثمرون عند اعلان مؤسسة الاحصاء الأوروبية (Eurostat) ان الانتاج الصناعي في منطقة الأورو انخفض بنسبة 1٫8 في المئة في آب بعد ارتفاعه بنسبة 0٫9 في المئة في تموز وبوتيرة سنوية نسبتها 1٫9 في المئة، وقت تبين ان مؤشر ZEW الذي يقيس ثقة المستثمرين في المانيا تراجع إلى ناقص 3,6 في تشرين الأول، وهو الأول منذ سنتين، من زائد 6٫9 في أيلول وان معدل النمو المتوقع للاقتصاد الالماني تمت مراجعته نزولاً من 1٫8 في المئة الى 1٫2 في المئة لسنة 2014 ومن 2٫00 في المئة الى 1٫3 في المئة لسنة 2015 بحسب المؤسسة الالمانية للاحصاء التي عزت ذلك الى ارتدادات احداث أوكرانيا على أكبر اقتصاد في منطقة الأورو. وقد تداخلت هذه المعطيات، الى المخاوف من تفاقم مشاكل فرنسا التي خفضت وكالة “ستاندارد أند بورز” تقويمها لها من “مستقرة” الى “سلبية” وايطاليا وغيرها من دول جنوب أوروبا لتضغط على الأورو الذي لامس فترة عتبة الـ 1٫2625 دولار نزولاً قبل أن يقفل في نيويورك بـ 1٫2655 دولار في مقابل 1٫2720 أول من أمس، في تطور جعل المعادن الثمينة تتماسك، فأقفلت أونصة الذهب بـ 1233٫60 دولاراً في مقابل 1232٫00 في الفترة عينها.
إلا أن أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي أظهرت ميلاً الى التعافي في آخر التعاملات بعد الخسائر التي منيت بها طوال الجلسات الثلاث الأخيرة مع تحول تركيز المستثمرين من المخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي العالمي الى النتائج الفصلية للشركات التي حركت الطلب على عدد منها أوروبياً وأميركياً. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الأورو بارتفاع راوح بين 0٫33 في المئة في مدريد و0٫09 في المئة في ميلانو من جهة، وبين 13٫51 نقطة على 4227٫19 نقطة لمؤشر ناسداك مع تراجع طفيف لمؤشر داو جونز الصناعي مقداره 5٫88 نقاط على 16315٫19 نقطة عند الاقفال.