افتتح مؤخراً متحف فريد من نوعه في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث تعرض فيه مختلف أنواع الميكروبات المنتشرة من حولنا. وهي الكائنات الأكثر عدداً على الأرض، إذ تشكل ثلثي المادة الحية الأساسية لمستقبل كوكب الأرض. ويجدر الاشارة الى أن الإنسان البالغ يحمل في جسمه حوالي 1.5 كغم من الميكروبات التي لا يمكنه العيش من دونها.
ويعد هذا المتحف أول حديقة تفاعلية للميكروبات في العالم. ويحتوي على ماسح ضوئي، يمكن من خلاله التعرف إلى عدد الميكروبات ومكانها في جسمك. وهي منتشرة حول الأنف والأذنين والإبطين والعينين وفي الفم والمعدة وعلى الجلد وأسفل قدميك، حتى على الهاتف النقال، الذي يحتوي غالباً على 25 ألف جسم بكتيري في كل سنتمتر مربع، وهذا يمثل عدداً أكبر مما على مقعد المرحاض.
ويحتوي المتحف على شاشة كبيرة في المصعد، حيث تعرض عن قرب الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش أسفل الجفون، ثم تقوم الكاميرا بتكبير صورة البكتيريا التي تعيش على الجفون، كما تقوم بعدها بتكبير صورة الفيروس الذي يعيش على البكتيريا.
ولأن هناك نحو 700 نوع من الميكروبات في فم الإنسان، فإن باستطاعة رواد هذا المكان محاولة تجربة جهاز قياس حجم الميكروبات التي تنتقل عبر التقبيل مثلاً، لمعرفة العدد الذي ينتقل منها خلال هذه العملية. ولهذا، فإن المرض يرتبط غالباً بالفيروسات والفطريات والبكتيريا التي تنتقل بين الناس، لكنها ضرورية أيضاً لمستقبل البشرية وحياة كوكب الأرض، إذ من المعروف أن الطحالب الدقيقة في المحيطات تنتج نصف الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي.
