رأى عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب فريد الخازن ان المقلق في المشهد اللبناني هو وجود خطوط تماس متحركة، اول مذهبي قابل للسيطرة عليه من قبل الجيش والقوى الأمنية كما حصل في طرابلس، والثاني بين لبنان والارهاب على امتداد السلسلة الشرقية، ومفتوح عمليا على الحربين السورية والعراقية، مؤكداً أن هذين الخطين لا يعنيان إطلاقا أن لبنان تحول أو سيتحول الى ساحة حرب مفتوحة، خصوصا أن هناك إرادة وطنية كبيرة بتجنيب لبنان الفتنة المذهبية دون انزلاق اللبنانيين الى حرب أهلية جديدة.
ولفت الخازن في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، الى أن هناك إجماع إقليمي ودولي على إبقاء لبنان خارج دائرة النزاعات في المنطقة، علما أن لبنان ليس بمنأى عن محيطه الملتهب، خصوصا أن الارهابيين المتمركزين على الحدود بين لبنان وسوريا، حاولوا انطلاقا من عرسال وأخيرا من بريتال سحب لبنان الى حروبهم، الا ان محاولاتهم تلك باءت بالفشل بفضل جاهزية الجيش.
واعتبر ان وضع المسيحيين في لبنان يختلف عن وضعهم في العراق وسوريا، اذ أن مصلحة المسلمين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم، تقضي بعدم استهداف المسيحيين أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، مشيراً الى ان المسلمين على يقين بأن سقوط الوجود المسيحي سيؤول حتما الى سقوط كل المكونات اللبنانية وانتهاء الكيان اللبناني برمته.
وعن الانتخابات الرئاسية اعتبر االخازن ان أسباب تعثر الانتخابات الرئاسية تعود الى عاملين أساسيين: استعادة المكون المسيحي في لبنان لدوره ووزنه الطبيعي على الساحة السياسية، ووجود شرخ مذهبي عميق وخطير في لبنان والمنطقة، يرخي بظلاله على الاستحقاق الرئاسي ويساهم في العرقلة وتأخير الحلول. ويؤكد الخازن أن الانتخابات الرئاسية في لبنان كناية عن عملية سياسية من شأنها أن تكون مناسبة لتوسيع حلقة الحوار بين القيادات اللبنانية الرئيسية، أي بين العماد عون والرئيس الحريري والرئيس بري والسيد “حسن نصرالله” والذي سيكون له ارتدادات إيجابية وكبيرة على كامل الوضع اللبناني في حال نجاحه ووصوله الى خواتيمه المرجوة، معتبرا أن أمام اللبنانيين فرصة لتحويل الاستحقاق الرئاسي الى مناسبة لمصالحات حقيقية فيما بينهم.