يأمل القادة الاوروبيون المجتمعون في ميلانو مع نظرائهم الاسيويين في احراز تقدم في ملف اوكرانيا لمناسبة لقاء مرتقب الجمعة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو.
ويجمع المنتدى الاسيوي الاوروبي حوالى خمسين بلدا حول موضوع التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية.
لكن هذه السنة لن تكون الاجواء هادئة للنسخة العاشرة للقمة التي بدأت اعمالها بعد ظهر الخميس.
وتراجعت البورصات الاوروبية الخميس جراء المخاوف المرتبطة باليونان والركود المستمر في منطقة اليورو. وخسرت بورصة ميلانو حيث تعقد القمة ثلاث نقاط بعد الظهر.
وعزا الرئيس فرنسوا هولاند هذه الازمة الجديدة التي تشهدها البورصات الاوروبية “للركود في اوروبا” و”الشكوك على الساحة الدولية”.
واوضح “من هنا جهودي لتعزيز النمو وضمان شروط عودته”.
لكن على هامش القمة تبقى الاضواء مسلطة على لقاء مرتقب الجمعة بين الرئيسين الروسي والاوكراني، في حين ان المعارك مستمرة في شرق اوكرانيا رغم وقف اطلاق النار المبرم في ايلول وانفراج دبلوماسي محدود.
واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء في باريس بدء انسحاب القوات الروسية من المنطقة الحدودية وكذلك من اوكرانيا، في وقت تنفي موسكو بشكل متواصل ان تكون ارسلت قوات الى الاراضي الاوكرانية، غير ان المعارك بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية لا تزال متواصلة.
وصباحا تظاهرت ناشطتان اوكرانيتان في حركة فيمين احتجاجا على زيارة بوتين لميلانو وسكبتا على ثدييهما النبيذ الاحمر للتنديد ب”حمام الدم” في اوكرانيا.
وسيجري بوتين محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لبحث المسالة الاوكرانية انما كذلك موضوع “مواصلة امداد اوروبا بالغاز قبل الخريف والشتاء”، على ما افاد يوري يوشاكوف مستشار الرئيس الروسي.
وقالت ميركل امام البرلمان الالماني الخميس قبل توجهها الى ميلانو “على روسيا ان تساهم اكثر في نزع فتيل الازمة” في اوكرانيا.
وسيعقد اللقاء بين الرئيسين الروسي والاوكراني اللذين لم يلتقيا منذ ان اجتمعا نهاية اب في مينسك في بيلاروسيا، بحضور عدد من القادة الاوروبيين بينهم المستشارة الالمانية والرئيسٍ الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي الذي سيترأس الاجتماع، فضلا عن زعيمي الاتحاد الاوروبي جوزيه مانويل باروزو وهرمان فان رومبوي.
وقال يوشاكوف ان روسيا تريد بحث “اسباب وجذور النزاع” في اوكرانيا و”افاق عملية السلام”.
وهذه القمة المصغرة في ميلانو تذكر بقمة السادس من حزيران الماضي حين بحث قادة فرنسا والمانيا وروسيا واوكرانيا النزاع على هامش مراسم احياء الذكرى السبعين للانزال الحليف على شواطئ النورماندي.
وفي هذا السياق، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا الخميس في ميلانو ان فرنسا لن تبادر الى تسليم اول سفينة حربية من طراز ميسترال الى روسيا آخر الشهر كما هو مقرر الا في حال “احترام كامل” لوقف اطلاق النار في اوكرانيا.
واضافة الى اوكرانيا ستبحث مواضيع اخرى قادرة على التسبب بخلافات بين الاوروبيين وبعض الدول الاسيوية.
واليابان التي كانت من البلدان الاسيوية النادرة التي قررت فرض عقوبات على روسيا، لا تزال تواجه توترا شديدا مع الصين، احد ابرز حلفاء روسيا.
وقال الرئيس الروسي الثلاثاء متحدثا عن الصين التي وقعت بلاده معها مؤخرا عددا من العقود الاقتصادية الهامة “اننا شركاء طبيعيون وحلفاء طبيعيون”.
وتقوم عدة نزاعات حدودية بين بلدان رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) والصين، تثير توترا في العلاقات بين الطرفين منذ سنوات.
من جهتها ستستفيد تايلاند العضو في اسيان من هذه القمة لتعود الى الساحة الدولية منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه رئيس المجلس العسكري التايلاندي برايوت شان-او-شا في 22 ايار.
وستكون هذه زيارته الاولى الى الغرب منذ الانقلاب وتجمع مئات المتظاهرين الخميس في وسط ميلانو احتجاجا على قدومه.