IMLebanon

زيادة العرض منذ 6 سنوات انعكست سلباً على أسعار النفط

OilProduction
لا يعتبر انخفاض أسعار النفط حدثاً مفاجئاً، بل نتيجة زيادة المعروض النفطي في شكل منتظم منذ العام 2008، إذ زاد إجمالي إنتاج النفط الخام والوقود السائل 10 في المئة خلال خمس سنوات ليرتفع من 83.3 مليون برميل مطلع عام 2009 إلى 91 برميلاً يومياً منتصف هذه السنة، وفق «وكالة الطاقة الأميركية».
وأشار رئيس قطاع البحوث في شركة «آسيا للاستثمار» فرانسيسكو كينتانا في تقرير، إلى أن «الطلب على النفط بدأ يخسر قوته خلال السنوات الماضية، خصوصاً الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان التي خفّضت استهلاكها النفطي 10 في المئة منذ العام 2008، أي أربعة ملايين برميل يومياً». وأضاف «هذا الانخفاض سببه تحسّن فعالية الطاقة والنمو المنخفض للناتج المحلي الإجمالي، بينما استمر نمو الطلب من الاقتصادات الناشئة ولكن بوتيرة أضعف مما كان عليه في السنوات الماضية، فالصين وحدها تحتاج يومياً إلى 300 ألف برميل إضافي، ولكن هذه الزيادة انخفضت قليلاً هذه السنة».
وأوضح أن «التوجه ذاته موجود في كل من أفريقيا وأميركا اللاتينية، إذ أضافت الأولى إلى استهلاكها 100 ألف برميل يومياً عام 2013، ولكن النمو في طلبها ينخفض هذه السنة 2014 وسيتراجع عام 2015، في حين أن الطلب في أميركا اللاتينية ارتفع العام الماضي 200 ألف برميل يومياً، ويتوقع أن ينخفض إلى 150 ألف برميل إضافي يومياً عام 2015».
ولفت كينتانا إلى أن «أسعار النفط حافظت على مستوياتها فوق 100 دولار خلال هذه الفترة لأن الأسواق كانت تمر بتقلبات على صعيدين، الأول الضغوط بسبب إمكان حدوث مواجهة بين القوى الدولية، ما يؤثر في الاستثمارات والتبادل التجاري الدولي، والثاني عدم الاستقرار الجيوسياسي في العالم، وأحدثها التوترات السياسية بين روسيا وأوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية، ناهيك عن عدم الاستقرار العام الماضي في شرق بحر الصين وجنوبه، والذي تدخل فيه كل من كوريا واليابان والفليبين وفيتنام والصين».
وأضاف «الإحساس بعدم الأمان والاستقرار كان منتشراً، إذ أظهرت بيانات الإرهاب الدولية لجامعة ماريلاند الأميركية، ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية الخاصة بالنفط إلى 200 عام 2013، أي ضعف ما سجلته البيانات عام 2011، بينما تمثل السبب الثاني في الإحساس بعدم الاستقرار ببدء الدول التي عادةً تعتبر منتجاً غير مستقر للنفط، بإنتاج النفط في شكل منتظم ومستقر».
وأشار إلى أن «العراق ومنطقة كردستان عانتا من التجمعات الإرهابية في شمال البلاد، بينما تمكّنت ليبيا من السيطرة على الوضع المحلي بعد الثورة، وفي نيجيريا تتواصل الاضطرابات والإضرابات بسبب السرقات والصيانة المهملة في المنشآت، في حين تعاني إيران من ضعف البنية التحتية ومن العقوبات الدولية، ويبقى السودان بلداً غير مستقر، بينما بدأ يُنظر إلى سورية واليمن كدول فشلت فيها محاولات إعادة الاستقرار السياسي، وكل هذه الدول أنتجت معاً مليون برميل يومياً مطلع عام 2012».
وتابع كينتانا: «منذ ذلك الحين، وعلى رغم استمرار معظم المشاكل والتحديات، تضاعف إنتاج هذه الدول ثلاث مرات إلى 3.5 مليون برميل بحلول صيف عام 2013، وبقي على هذا المستوى، في حين كان للعرض المنتظم منذ ذلك الحين أثر سلبي في أسعار النفط». وتابع: «حتى وإن استمرت هذه الفترة من السلام النسبي، يُستبعد أن تنخفض الأسعار عن مستوياتها اليوم، ويرجح أن يخفّض كل من السعودية والولايات المتحدة إنتاجهما في حال استمر تراجع الأسعار، إذ إن الولايات المتحدة لا يمكنها تغطية كلفة استخراج النفط الصخري في حال تراجع الأسعار، بينما في السعودية، سيحوز الاستهلاك المحلي حصة نامية من الإنتاج».
وتوقع أن «يسجّل الشرق الأوسط أسرع نمو في استهلاك النفط هذه السنة، ليرتفع من 200 ألف برميل إضافي يومياً طلبتها المنطقة عام 2013، إلى 300 ألف العام المقبل، وفق المستشارين أف جي إي». وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحتاج السعودية إلى أن يزيد سعر البرميل عن 80 دولاراً حتى تتمكّن من إعادة التوازن إلى موازنتها، ولذلك أصبحت الدوافع لتقليص الإنتاج بهدف دعم الأسعار أكثر جاذبيةً من الفترات السابقة حين كانت أسعار النفط بالمستويات الحالية، وفي حال بلغت مستوى أقل من الأسعار الحالية، قد تلجأ دول إلى خفض الإنتاج لدفع الأسعار إلى مستوياتها السابقة.