وجّه وزير العدل اللواء أشرف ريفي رسالة في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء الشهيد وسام الحسن استذكر فيها مزايا اللواء الشهيد، واعدًا اياه بالسير في طريق العدالة حتى يأخذ المجرم الكبير القصاص العادل، وجاء في مضمون الرسالة:
في كل سنة في هذا التاريخ، يستذكر لبنان واللبنانيون رجلاً استثنائياً، احب وطنه حتى الشهادة، واستذكر زميلاً وصديقاً وأخاً، كان في حياته رفيق الأيام الصعبة، ورجل الشجاعة والوطنية والمهنية والالتزام، استذكر اللواء الشهيد وسام الحسن، ورفيقه المؤهل الاول الشهيد أحمد صهيوني، فما زلت أشعر على الرغم من ألم الغياب، أن شهادتهما فعل حياة يتحدى الموت.
استعيد تلك اللحظات الأولى التي تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث دخل لبنان في مرحلة جديدة، رتبت علينا مسؤوليات جسام أولها، كشف الحقيقة، وجلب المجرمين الى العدالة، وكان للواء الشهيد وسام الحسن، رفيق درب ‘الرفيق” احد أكبر الادوار، في رسم هذا الطريق الطويل.
أردت يومها من موقعي كمدير عام لقوى الأمن الداخلي، أن يكون وسام، في صلب صناعة القرار الأمني. واستلم المسؤولية الكبيرة من شبه فراغ. فأعدنا بما كان لدينا من أمكانات، بناء وتطوير قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، وبدأت الشعبة التحقيق في جريمة العصر، وتوصلت الى كشف الخيوط الأولى لعملية الاغتيال، فكان أن رد المجرمون باغتيال الرائد الشهيد وسام عيد، لثنينا عن متابعة التحقيق، لكن مؤسسة قوى الأمن الداخلي، صمدت وتابعنا المهمة مع وسام، وقلنا للمجرمين: “مهما قتلتم منا، لن نتراجع عن كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، وسيأتي يوم ستحاسب فيه أيها المجرم الكبير”.
كنت يا وسام، مثالاً في الشجاعة والانضباط والوطنية، أنجزت الكثير من المهام التي تسطر في سجل الشرف. فحميت لبنان من ارهاب العدو، ومن ارهاب نظام بل منظومة، امتهنت نشر العنف والخوف والفوضى والاغتيال، في ربوع وطننا لبنان. فكان أن حاولوا اغتيالك مرات عدة، وشاء القدر أن ينجحوا، ولكن كنت انت ورفاقك من الضباط والرتباء والأفراد، الذين تنتمون الى هذا الشعب الشجاع، قد أرسيتم معادلة أمنية وطنية قرارها لبناني صرف، ساهمت بكشف الكثير من مؤامراتهم، واحباط البعض منها قبل ان تقع، فحميتم لبنان، وسيستمر من تولى المسؤولية من بعدك في حمل الشعلة.
في ذكرى غيابك عنا أيها الشهيد الكبير، لا نملك أن نقول لك الا عهداً بكشف المتورطين في جريمة اغتيالك، وفي جرائم الاغتيال كافة، حتى معرفة الحقيقة. عهد منا أن نتابع الطريق، وأن يتوصل التحقيق الى نتائج قاطعة، وهو فعلاً قطع شوطاً كبيرا في كشف هذه الجريمة الارهابية، فهي تشبه في كثير من التفاصيل جريمة اغتيال شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري، ويكاد المجرم أن يدل على نفسه.
هذه الامانة يا وسام سنحملها، رغم كل التهديد والتهويل، فهي الأغلى لأنها أمانة دم الشهداء، وأمانة شعب انتفض على الوصاية والاستبداد، غير عابئ بالثمن الكبير، الذي ما زلنا ندفعه، منذ 14 شباط 2005 والى اليوم.
أيها الشهيد الكبير: لم ينغص فرحة انطلاق عمل المحكمة الدولية، سوى غيابك وغياب الرائد الشهيد وسام عيد. فالعدالة التي انطلقت، تدين لكما بالكثير، فأنتما شهيدا العدالة والسيادة.
في هذه المحكمة كنت الغائب الحاضر يا وسام، ورغم أن المجرمين ما زالوا متوارين، يبقى ايماننا بقضية العدالة والاقتصاص للشهداء بقوة القانون، ايمانا لا يتزعزع، وسنسير في هذه الطريق الى النهاية، حتى يأخذ المجرم الكبير القصاص العادل، فبذلك ترتاح روحك، وأرواح الشهداء حيث هي، وبذلك نعيد لوطننا الصورة التي تليق به، حيث لا تمر جريمة من دون عقاب.
سلام لك حيث ترقد الى جانب شهيد الوطن الرئيس رفيق الحريري، والمجد لكل من استشهد من اجل لبنان.