Site icon IMLebanon

مداخيل الرؤساء التنفيذيين.. أرقام صادمة!

0117_BUS_EPT_Z_RUBINOUT_BK
يتمتع الرؤساء التنفيذيون في الشركات العالمية الكبرى بمداخيل خيالية تصل إلى عشرات ملايين الدولارات سنوياً، تدفع إلى التساؤل حول مهمات ومسؤوليات الرئيس التنفيذي وطبيعة عمله، والمؤهلات التي يجب أن يتمتع بها لتبوء هذا المنصب، إضافة إلى مصادر هذه المداخيل وكيف تتحدد. وعلى سبيل المثال، راوحت مداخيل 10 رؤساء تنفيذيين العام 2013 بين 41 مليون دولار و78 مليوناً.
وتأتي هذه المبالغ الضخمة من منح الأسهم، ومكافآت الأداء، والعلاوات، والحوافز ذات الأمد الطويل، وخصوصاً مع ارتفاع أرباح الشركة وقيمة سهمها، في حين أن الرواتب الشهرية الأساسية تكون رمزية، أي نحو دولار واحد سنوياً، كما الحال مع مؤسس موقع “فيسبوك” ورئيسه التنفيذي مارك زوكربيرغ.
وبدأت ظاهرة المداخيل الخيالية للرؤساء التنفيذيين في ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية وانتشرت لاحقاً في دول أخرى، ولكن وجهات النظر تتباين بين من يعتبرها ظاهرة طبيعية في ظل ندرة الشخصيات القادرة على تبوء منصب رئيس تنفيذي والنجاح في تعزيز أرباح الشركة ورفع سعر سهمها، وآخرون يعتبرونها ظاهرة مضرّة تؤدي إلى تعزيز سيطرة الرؤساء التنفيذيين على أجورهم وتحديدها.
وتكمن خطورة هذه الظاهرة في ناحيتين، الأولى تتمثل في جعل الأرباح المعيار الوحيد للنجاح، حتى لو تم ذلك على حساب الممارسات السليمة والحوكمة الرشيدة للشركات، وبالتالي الاتجاه نحو الاستثمارات التي تحقق عوائد مرتفعة حتى ولو كانت عالية المخاطر. والمثال الأفضل على ذلك اندفاع المؤسسات المالية والمصرفية إلى الاستثمار الكثيف في المشتقات المالية التي كانت أحد أسباب الأزمة المالية العالمية في 2008. أما الناحية الثانية فتتمثل في تعميق الفوارق الاجتماعية والفروقات بين الوظائف، ففعي العام 1965 مثلاً، كان أجر الرئيس التنفيذي في كبرى الشركات الأميركية أكبر بنحو 20 مرة من الموظف العادي، ولكن اليوم ارتفع الفرق إلى نحو 200 مرة.
وأظهرت دراسة استقصائية نشرت في واشنطن أواخر العام الماضي أن 350 من كبرى الشركات الأميركية دفعت للرؤساء التنفيذيين 11.7 مليون دولار في المتوسط العام 2013، مقارنة بـ 35.2 ألف دولار للموظفين العاديين. وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن مكافآت الرؤساء التنفيذيين لنحو 100 من كبرى الشركات الأميركية ارتفعت إلى 13.9 مليون دولار في المتوسط العام الماضي، ليتقاضوا مجتمعين نحو 1.5 بليون دولار.
ويعزو الرؤساء التنفيذيون ومجالس الإدارة في الشركات هذه المستحقات الخيالية إلى عوامل عديدة، أبرزها أن مجرّد وجود شخص كفؤ وذو صيت حسن في منصب الرئيس التنفيذي، يعزز ثقة المستثمرين بالشركة ويرفع من قيمتها وسعر سهمها.
وتتحدد مهمات ومسؤوليات الرئيس التنفيذي بحسب مجال عمل الشركة، ولكن في المجمل تتمثل هذه المهمات في تحديد رؤية الشركة واستراتيجيتها والعمل على تطبيقها، إضافة إلى قيادة الشركة وتوجيه المسؤولين عن مختلف الأقسام، إلى جانب وضع الخطط الاستراتيجية بحسب مجال عمل الشركة. وعلى الرئيس التنفيذي أيضاً تقييم عمل الشركة ونجاحاتها وتحديد الأخطار والفرص في المحيط بهدف تعزيز الأرباح، الذي يمثل أولويات هذا المنصب.

الرؤساء التنفيذيون الـ10 الأكثر دخلاً في العالم
وضمن قائمة تضم الرؤساء التنفيذيين الـ10 الأكثر دخلاً في العام 2013، بحسب مجلة “تايم”، احتل الرئيس التنفيذي لشركة “Helen of Troy” جيرالد روبن المركز العاشر بـ 41.6 مليون دولار. وتعمل الشركة في مجال توزيع علامات تجارية مثل “Brut” و “Pert Plus” وغيرها، وسجلت مبيعات تاريخية في 2013، ما يفسر المبلغ الضخم الذي حصل عليه رئيسها التنفيذي.
وفي المركز التاسع جاء الرئيس التنفيذي لشركة “HCA Holdings” (Hospital Corporation of America) ريتشارد براكن بـ 46.4 مليون دولار، بعدما أمضى أكثر من 30 عاماً في الشركة التي تعتبر من الأكبر في مجال الرعاية الصحية.
واحتل المركز الثامن الرئيس التنفيذي لشركة “Canadian Pacific Railway” هانتر هاريسون بـ 49.2 مليون دولار. ولكن جزءاً من هذا المبلغ الضخم جاء نتيجة تمويل الشركة للبند الجزائي المترتب على فسخ العقد مع الشركة التي كان يعمل فيها سابقاً.
واحتل المركز السابع ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذ لشركة “Discovery Communications Class” بـ 49.9 مليون دولار. وتعتبر الشركة العلامة التجارية الأكثر انتشاراً في العالم إذ تصل إلى أكثر من 200 بلد، وتمتلك قنوات عديدة منها “Animal Planet”.
أما المركز السادس فكان من نصيب الرئيس التنفيذي لشركة “McKesson” جون هاميرغرن بـ 51.7 مليون دولار. وعلى رغم ضخامة هذا المبلغ، إلا أن العقد الموقع معه ينص على أن الشركة ملزمة تعويضه نحو 303 ملايين دولار في حال قررت فسخ العقد لسبب ما.
وفي المركز الخامس جاء الرئيس التنفيذي لشركة البث التلفزيوني “CBS” ليسلي مونفز بـ 62.2 مليون دولار. وأكدت الشركة أن مونفز يستحق مبلغاً أكبر نظراً إلى دوره المميز في إدارة الشركة خلال العقود الماضية وجعلها القناة الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة.
وكافأت شركة “Act vison Blizzard” رئيسها التنفيذي روبرت كوتيك بـ 64.9 مليون دولار العام 2013، ما وضعه في المركز الرابع ضمن الرؤساء التنفيذيين الأعلى دخلاً العام الماضي. وارتفعت أسهم الشركة المنتجة للألعاب الالكترونية أكثر من 60 في المئة العام الماضي، ما يفسر الدخل المرتفع لرئيسها التنفيذي.
واحتل المركز الثالث في القائمة الرئيس التنفيذي لشركة “GAMCO Investors” ماريو غابيلي بـ 69 مليون دولار، أي نحو 20 في المئة من إجمالي ايرادات الشركة العام 2012.
أما المركز الثاني فكان من نصيب مؤسس شركة “Oracle” ورئيسها التنفيذي لاري اليسون بـ 77 مليون دولار. وعلى رغم أن ايليسون تصدر القائمة لفترة طويلة، إلا أن تراجع مبيعات الشركة صناعات الكمبيوتر خلال الفترة الماضية كانت سبباً لاثارة استياء المساهمين من دخله. يُذكر أن اليسون تقاضى 96.2 مليون دولار في 2012، وكان الرئيس التنفيذي الأعلى دخلاً في العالم حينها.
وتربع ايلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “Tesla Motors”، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية والمكونات الكهربائية للقطارات الكهربائية، على عرش قائمة الرؤساء التنفيذيين الأعلى دخلاً في العالم بـ 78.2 مليون دولار. يُذكر أن ثروة ماسك تراكمت بعد تأسيسه نظام الدفع اٌلكتروني “PayPal”، ومساهمته في تعزيز مبيعات شركة “Tesla Motors” خلال السنوات الماضية تفسر دخله في العام 2013.
واللافت في القائمة خلوها من المدراء التنفيذيين للمصارف الأميركية والأوروبية الكبرى، بعدما كانت أسماؤهم لا تفارقها خلال السنوات التي سبقت الأزمة المالية العالمية العام 2008. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” تقريراً أظهر تراجع مداخيل الرؤساء التنفيذيين للمصارف الـ17 الأكبر في الولايات المتحدة وأوروبا بنحو 57 في المئة في العام 2009 مقارنة بالعام الذي سبقه.