نقلت صحيفة “السفير” عن متابعين لموقفي “حزب الله” والجماعة الاسلامية”، ان الاخيرين يدركان اهمية وخطورة ما يجري في المنطقة، خاصة الصراع المذهبي فيها وخطورته على النسيج الاجتماعي. وهو ما يأتي في شكل اساس ليضرب قضية العرب والمسلمين الاولى، القضية الفلسطينية، التي خرجت قبل فترة وجيزة من انتصار كبير كان على الجميع التوحد خلفه، وما يجري في المنطقة من شأنه تضييع ثمن النصر الذي تحقق.
يحاول الطرفان، حسب المتابعين، إعادة لملمة الوضع انطلاقا من لبنان باعتباره الارضية الافضل لعمل كهذا، يؤسس للتوسع نحو اقطار اخرى في حال تم على اسس سليمة. لذا، هما يريدان الابتعاد عن التجاذبات وحفظ الخلافات في الاطار السياسي والتشديد على الاولويات، وعلى رأسها الصراع مع العدو الذي يشرع في عملية تهويد غير مسبوقة للقدس وفي عملية استيطان لا تقابل بأية مقاومة وبصمت عربي واسلامي مريب.
تبدو دوافع التقارب كبيرة، أما مجالات الخلاف، فعميقة ولكن ليست كبيرة، حسب المتابعين، اذ على سبيل المثال، يتفق الجانبان على ان الحل في سوريا سياسي، وهو امر يمثل تطورا كبيرا في موقف “الجماعة”، ما يعني، واقعيا، التسليم بوجود النظام السوري الذي لطالما دعت الحركة الى اسقاطه.
ولعل الدافع الاكبر للتقارب يتمثل في خطر توسع التكفير، وقدوم التحالف الدولي الاقليمي الى المنطقة تحت عنوان ضربه، وهو ما دفع بالحزب والحركة نحو هذا التقارب، اذ ان وجهة النظر متقاربة بأن قدوم التحالف الى المنطقة ليس هدفه ضرب “داعش” وهو لا يهتم بمصلحة دول المنطقة، بل انه يريد المنطقة نفسها.