IMLebanon

تفاح إهدن: كساد موسم والأسواق فتحت «بالكلام»

AlMustakbal
كلاريا الدويهي معوض
المزارع اللبناني يعاني وهذا ليس بجديد. إلاّ أن معاناته بدأت تطال لقمة عيش أولاده وباب رزقهم وتحولت أزمة اجتماعية بامتياز. فالموسم لم يعد يكفي لسدّ احتياجات المدارس والجامعات وتأمين عيشة كريمة للعائلات التي تعتاش من هذا القطاع، لأنه بالكاد يغطي تكلفة إنتاجه العالية، إضافة الى مشكلة تصريفه التي فتحت أسواقه بالكلام، فيما بقي الانتاج مكدساً بالصناديق أمام أعين المزارع يتحسر عليه كلما ألقى بنظره على محصوله بانتظار الفرج. المزارع يوسف الياس يقول: «لقد سقطت مقولة فلاح كفي سلطان مخفي الى غير رجعة مع وقوفه مع تباشير كل موسم زراعي في حيرة من أمره. فرغم أن الانتاج جيد هذا العام، إلا أن تصريفه هو المشكلة الأصعب. ومع أنها ليست بجديدة إلا أنها في ظل الظروف الصعبة بدأت ترخي بظلالها على العائلات اللبنانية التي تعتاش من هذا القطاع«.

ويلفت المزارع محسن انطون الى أنه في ظل التكلفة العالية للمواد الكيميائية وتأثر المواسم بالتقلبات المناخية، فإن كساد الموسم هو السيف المصلت على رقاب المزارعين وعائلاتهم والحل هو في يد ورقبة الدولة الوحيدة القادرة على حماية المزارعين وعائلاتهم.

أما المزارع انطون اسطفان، فقال بحسرة: «إنتاجنا هذا العام كان جيداً من حيث الكمية والنوعية إلا أن مشكلة تصريفه هي الكبرى. وعدونا بأن الروس سيشترون الانتاج، إلا أنه الى الآن لا شيء ملموس والصندوقة بالكاد ترد حقها والخسائر كبيرة إذا لم يتم التصريف«. أضاف «خوفي على ضياع الموسم لا يقارن بخوفي وهاجسي من أن يبيع أولادي من بعدي أرض آبائهم وأجدادهم للتفتيش عن مصدر رزق مضمون، فرزقهم ومشاكله بات عبئاً وليس مصدراً لتأمين لقمة العيش«. وختم بالقول «إن أرضنا وموقعها الجغرافي الجردي لا يحتمل زراعة أخرى غير التفاح إلا أن هذا المصدر لا يكفي عائلة ولا يؤمن لها مورداً اقتصادياً يكفيها والخوف كل الخوف من أن يهجرها أبناؤنا الى المدينة«.

وقال يوسف اسكندر «إن معاناة المزارع كبيرة والعبء الاقتصادي أصبح مكلفاً ومتعباً. والإنتاج بالكاد يقوم بكلفته والوعد الروسي «ع الوعد يا كمون «الى الآن. فموسم التفاح لم يعد يقوم حتى بكلفته التي يصرف عليه من مياه ورش وأسمدة وتنقية«. وختم: «إذا بقيت الدولة مقصرة ستكون الكارثة الكبرى على المزارعين وعائلاتهم«.