IMLebanon

مزارعو الزيتون في القرى الحدودية: الإنتاج للمونة فقط وصفيحة الزيت إلى 250 ألف ليرة وكيلو الزيتون إلى 12 ألفاً

Nahar

مُني مزارعو الزيتون في قرى قضاء بنت جبيل بخسارة كبيرة هذا العام بسبب عدم وجود موسم واعد أسوة بالأعوام الماضية. فبعدما كان كل مزارع يقطف ما بين 150 مداً من الزيتون وما فوق، لن يصل القطاف هذه السنة لدى كبار المزارعين الى 20 مداً.

“النهار” جالت على حقول الزيتون حيث يعمل المزارعون على قطاف الزيتون والتقت عدداً منهم في بلدة عيترون، فأشار المزارع محمد عباس الى “أن الأمطار لم تهطل على المنطقة في كانون الأول وكانون الثاني من العام الماضي، وبما أن شجرة الزيتون التي تعطي ثماراً يجب أن تروى في هذين الشهرين، فقد أدى شح المياه الى قلة الموسم، بدليل أن الانتاج اقتصر على مونة البيت”. أضاف “عادة نصدّر انتاجنا من الزيت الى اوستراليا التي تضم جالية كبيرة من أبناء البلدة ولكن هذه السنة خذلنا الموسم، وهذا الشح سوف يرفع سعر صفيحة الزيت من 150 ألف ليرة الى 250 ألف ليرة. أما كيلو الزيتون المخصص للكبيس فسوف يرتفع من 5 آلاف ليرة الى 12 ألفاً هذا إذا وجد لأن حبات الزيتون صغيرة جداً ولا تصلح للكبيس”. ولفت الى أن التعاونيات الزراعية لا تدعم المزارع في تحسين زراعته وصموده في أرضه، فيهتم المزارع بأشجاره بنفسه علماً أن المبيدات والتقليم والحراثة ومكافحة حشرة عين الطاووس أمور مكلفة وقد ارهقتنا. فبدل أن تقوم الدولة ووزارة الزراعة بدعم المزارع الحدودي للمحافظة على أرضه تتركه وحيداً، علماً أن هذه الأرض فيها خيرات كثيرة والقليل من الدعم يحسّن الحال لأن يداً واحدة لا تصفق خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وعدم وجود شبكة مياه لريّ المزروعات وشح المياه المستعملة أصلاً”.
أما المزارع ابرهيم عباس، فقال “حقول الزيتون كثيرة، ولكن لا تحتوي على حبة زيتون واحدة، فالأمطار التي تساقطت في أيار الماضي أسقطت كل زهر الزيتون قبل أن ينضج، فشح الموسم “على الآخر”. وقدّر أن تكون خسارة أصغر مزارع أربعة ملايين ليرة وما فوق هذه السنة، لأن الجميع كان يعوّل على موسم الزيتون للبيع وللمونة بعد زراعة التبغ. فهاتان الزراعتان هما مصدر رزق المزارع الحدودي.
أما المزارع عباس علي أحمد الذي كان منهمكاً وعائلته بقطاف الزيتون من جهة وفصل بذور الصنوبر من جهة أخرى، فكان له الرأي عينه عن موسم شح الزيتون. ولدى سؤاله عن مخاريط الصنوبر (كوز الصنوبر) الذي يعمل على فصل بذورها، قال “منذ بدء تقلب مواسم الزيتون فكرت بزراعة بديلة، فغرست نصوباً عدة من الصنوبر، وها أنا أجني سنوياً منها، فالصنوبر يعوّض بعض الشيء في زمن شح الزيتون وخصوصاً المونة أن سعر الكيلوغرام الواحد مئة ألف ليرة وقطافه غير متعب. كما أن شجرة الصنوبر في تجدد دائم، ففي أيار يتم قطاف مخاريط الصنوبر التي نبتت على الأشجار في العام السابق، وفصل الربيع من كل سنة يحمل فوجاً جديداً للسنة التي تليها”.
وشح موسم الزيتون سيؤثر على أصحاب المعاصر الذين اعتادوا انتظار الموسم من سنة الى سنة لتشغيل معاصرهم والعديد من الأشخاص العاطلين عن العمل فيها، كما أن مادة الجفت المستخرجة من بذور الزيتون والتي تستخدم لإشعال المواقد ستكون قليلة وباهظة الثمن هذا الموسم. ولن يصنع الصابون البلدي الذي يتم إعداده من زيت العام الماضي لأن من لديه زيتاً سيحتفظ به”.