أعلن وزير السياحة ميشال فرعون «استمرار النمو السياحي رغم الظروف الصعبة«، مؤكداً ان «وحدة الحكومة في المسائل الأمنية تبقى الأساس وتسمح للحركة السياحية بهذا النمو والتطور»، مذكراً بـ»ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لما يعطيه من ضمانة سياسية وتحصين الثقة وانتعاش القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع السياحي«، متوقعاً أن «يستمر النمو السياحي في التحسّن رغم الظروف التي نعيشها والتداعيات الإقليمية». في حين أجمع كل من رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الاشقر ونقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود، ونقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان، والأمين العام لنقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري أنطوان رامي، أن «الامن والسياحة توأمان لا ينفصلان، وإذا كان الامن مستتباً فالسياحة بألف خير».
في السياق عينه، كشفت مصلحة الأبحاث والدراسات في وزارة السياحة، أن عدد الوافدين إلى لبنان ارتفع بنسبة 40,7 في المئة ليبلغ 121,435 في أيلول، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي حيث بلغ عددهم 86,301 وافداً. كذلك بلغ عدد الوافدين العرب 42,557 خلال أيلول، مقابل 27,154 وافداً خلال الفترة نفسها من العام 2013 (بارتفاع 56,7 في المئة)، وبلغ عدد الوافدين الاوروبيين 37,733 وافداً خلال الشهر الفائت، مقابل 27,270 وافداً خلال الفترة نفسها من العام 2013 (ارتفاع بنسبة 38,4 في المئة).
وبلغ عدد الوافدين من قارة أميركا 19,196 زائراً في الشهر ذاته، مقابل 14,055 خلال أيلول 2013 (بارتفاع نسبته 36,6%)، أما من قارة آسيا فبلغ عدد الوافدين 10,599 خلال أيلول، مقابل 8,821 خلال الفترة نفسها من العام 2013 (بارتفاع 20,2%). وجاء في تقرير المصلحة الآتي: «شكّل الوافدون العرب 35 في المئة من مجمل الوافدين الى لبنان خلال ايلول من العام 2014. وكان أبرزهم من العراقيين حيث بلغ عددهم 19,625 مسجلين ارتفاعاً بنسبة 73 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013 حيث بلغ عددهم 11,344 زائراً. يليهم الوافدون الاردنيون حيث بلغ عددهم 6,122 مسجلين ارتفاعاً بنسبة 21,7 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013، حيث بلغ عددهم 5,030 زائراً ثم المصريون وبلغ عددهم 5,587 زائراً بارتفاع نسبته 16,2 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013 حيث بلغ عددهم 4,809، يليهم الوافدون من المملكة العربية السعودية الذين بلغ عددهم 4,779 مسجلين ارتفاعاً بنسبة 168.2 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العا م2013 حيث بلغ عددهم 1.782 وافدا«.
وتابع التقرير «شكّل الوافدون الأوروبيون 31,1 في المئة من إجمالي الوافدين الى لبنان خلال أيلول. وكان من أبرزهم الفرنسيون الذين بلغ عددهم 9,130 بارتفاع نسبته 44,5 مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013 حيث بلغ عددهم 6,317 زائراً، ثم الوافدون من ألمانيا وبلغ عددهم 5,854 زائراً، مسجلين ارتفاعاً بنسبة 34,3 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013، حيث بلغ عددهم 4,359 سائحاً، يليهم الوافدون البريطانيون 3,860 (بارتفاع 50 في المئة)، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013 حيث بلغ عددهم 2.573«.
في ضوء هذه الأرقام، اعتبر فرعون في قراءة لـ»المركزية»، أن «استمرار النمو السياحي رغم الظروف الصعبة، يؤكد أن وحدة الحكومة في المسائل الأمنية تبقى الأساس وتسمح للحركة السياحية بهذا النمو والتطور». وتوقع أن «يستمر النمو السياحي في التحسّن رغم الظروف التي نعيشها والتداعيات الإقليمية»، لافتاً إلى أن «عودة الحركة الخليجية من خلال الأرقام المذكورة دليل على الثقة بلبنان وأهمية المعالم السياحية فيه».
وليس بعيداً عن ذلك، يعتبر كل من الاشقر وعبود واللبان، ورامي، أن «العمل الذي قام به الوزير فرعون من اطلاق الرزم السياحية، الى اطلاق خطة تحمل عنوان لبنان يحب الحياة، الى تعميم المهرجانات السياحية في مختلف المناطق، كل ذلك ساعد في إعادة الحركة السياحية ولكن ليس بالزخم الذي يتمناه هؤلاء مقارنة بعامي 2009 2010 حيث تجاوز عدد السياح المليوني سائح والانفاق السياحي تجاوز الـ7 مليارات دولار اميركي»، بينما لم يلحظوا «أي تحسن مقارنة بأشهر الصيف الماضي، بل تراجعت اسعار اشغال الفنادق بنسبة 40 في المئة، اذ رغم ان نسبة التشغيل وصلت الى 60 في المئة إلا ان الاسعار تراجعت».
في السياق نفسه، قالوا إن الوزير «تمكن من رفع الحظر على سفر رعايا الدول الخليجية الى لبنان، إلا ان مجيئهم كان محدوداً بسبب التخوّف الامني والتحسب السياسي«، وأشاروا إلى انه «مع عودة الموجات الارهابية وحوادث طرابلس وعرسال تراجعت الحركة السياحية التي تساوت مع حركة صيف 2013»، مطالبين «بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإحداث صدمة تعيد تفعيل الحركة السياحية». وبحسب تقرير (س.ت. وغلوبال الاخير)، فقد ارتفعت نسبة التشغيل الفندقي بمعدل 60 في المئة.
وعلى صعيد حركة السفر والسياحة، فقد شهدت سوق قطع التذاكر زيادة بنسبة 10 في المئة، بسبب الزيادة المتأتية من استخدام السوريين للمطار لعدم تمكنهم من السفر عبر مطار دمشق، كما شهدت سوق الصادرات زيادة لافتة في اتجاه اوروبا خصوصاً تركيا واليونان. أما بالنسبة إلى حركة الشقق المفروشة، فهي بنسبة 50 في المئة وهذا الرقم هو ذاته للسنة الماضية في ظل الاوضاع السياسية والامنية القائمة، خصوصاً ان حركة الشقق المفروشة هي حركة العائلات التي تأتي اليوم من سوريا والاردن والعراق.
أما في ما يتعلق بحركة المطاعم، فيؤكد اصحابها ان الحركة كانت ممتازة في اوائل حزيران، لكنها تراجعت إثر الانفجارات الارهابية، ما اثر على حركة السياح. في حين كانت كل القطاعات السياحية عوّلت على اللبنانيين المغتربين الذين جاؤوا الى لبنان، لكن اجازتهم كانت قصيرة حيث كانوا يمضونها في الدول المجاورة كتركيا واليونان وغيرهما.
من جهة ثانية، وضع وزير السياحة مساء أول من أمس، الحجر الأساس لمجمّع «إيدن روك» على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت، مع رئيس مجلس إدارة شركة «عاشور هولدينغ» (صاحبة المشروع) وسام عاشور.