رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي أنه باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن خسر لبنان شخصية أمنية مهمة تفردت بالنجاحات على صعيد حفظ أمن واستقرار البلد، فالشهيد الحسن بمسيرته الغنية وعطاءاته المميزة وصل إلى مستوى قيادي أمني كبير وطنياً وعربياً ودولياً، فهو نجح في إقامة علاقات أمنية مع أهم واكبر القيادات الأمنية على المستوى الدولي.
وقال ريفي لصحيفة “اللواء”: “واكبت الضابط الحسن منذ بداية تخرجه، ومن ثم عندما كان مسؤولاً في فريق أمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعدها اقنعته بالعودة إلى قوى الأمن الداخلي ليتولى قيادة فرع المعلومات، واستطعنا أن نحقق معاً قفزة نوعية، فقد نقلنا قوى الأمن الداخلي من شرطة تقليدية إلى مصاف متقدّم جداً، واستطعنا أيضاً معاً أن نجعل من فرع المعلومات حالة مهنية عالية المستوى، ومن خلال الدم الذي توفّر لهذا الجهاز من خبرات علمية وشبابية وتقنية، ووصل الفرع ومن ثم الشعبة إلى أعلى درجات الاحتراف العالمية، والدليل على ذلك النتائج التي حققها على صعيد الامن الوطني، فعلى صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي نجحت شعبة المعلومات بقيادة اللواء الحسن في تفكيك 33 شبكة تجسس إسرائيلية، وبملفات احترافية عالية وليس على طريقة «ابو كلبشة»، في ملف العميل فايز كرم حاولوا تهريب وتمييع ملفه ففشلوا لأن الأدلة كانت قوية ودامغة”.
وأضاف ريفي: “إضافة إلى كشفه 33 شبكة تجسس إسرائيلية، كشف شبكة ميشال سماحة – المملوك وهي من أهم الملفات القضائية على المستوى اللبناني حيث ضبط معه 24 عبوة ناسفة، ومبلغ 170 ألف دولار والأدلة كانت على سماحة بالصوت والصورة، فالملفات التي كشفها تضمنت كامل الأدلة الواضحة وبأعلى معايير النزاهة والاحتراف”.
وردا على سؤال، قال ريفي: “منذ اليوم الأوّل كانت لدي معطيات بأن اغلب الذين استهدفوا، ومنهم العميد سمير شحادة، الذي نجا من محاولة لاغتياله، كان ملف المحكمة الدولية هو السبب الرئيسي، فاستهداف وسام الحسن كان ملف المحكمة الدولية، ومن ثم جاء ملف ميشال سماحة ليسرع عملية اغتياله، فمحاولة اغتيال سمير شحادة واغتيال الرائد وسام عيد وكذلك الحسن الملف الرئيس الذي أدى إلى استهدافهم هو كشفهم للأدلة التي قدمت للمحكمة الدولية في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وعن سبب استهداف جهاز أمني واحد وهو شعبة المعلومات، قال اللواء ريفي: “فلنكن واضحين، من نتاج ثورة الاستقلال الأمنية، فأهلنا من مسلمين ومسيحيين فجروا حالة كبيرة بوجه جهاز المخابرات السورية، وأطلقوا حركة الاستقلال السياسية، ونحن واكبناهم بثورة الاستقلال الأمنية، وكان التزامنا واضحاً في إيجاد قوى أمنية جديدة في اتجاه وطني واضح لتأكيد لبنان السيّد الحر والمستقل.”
ريفي لفت إلى أن التحقيق في قضية الشهيد الحسن تقدّم كثيراً، وعندما كنت مديراً لقوى الأمن الداخلي كان هناك تقدّم ملموس في التحقيق، ولكن لحسن سير التحقيق وحماية للضباط الذين يتولون ملف التحقيق القرار كان الكثير من العمل والقليل من الكلام. وقال: “أنا مطمئن أن هناك خيوطاً جيدة واعتقد سنتوصل لمعرفة الحقيقة في هذه القضية الوطنية بامتياز.”
وتابع ريفي: “لدي قناعة كبيرة أن من قتل رفيق الحريري هو من قتل وسام الحسن. فالبصمة الجرمية واحدة، ولكن المحاكمة هي التي تؤكد في النهاية من الجهة التي أقدمت على الاغتيال.”