IMLebanon

إعادة ابتكار قطاع السفر باستخدام التكنولوجيا

Forbes
فكر في هذه العبارة: “صار قطاع السفر يؤمن “الخصوصية” أكثر فأكثر.” فضلاً عن الحلول المبتكرة والمتوافرة بين يدي السائحين هذه الأيام. فهل ما زالت قلة المال مثلاً، تمنعك من الحصول على وجهة سياحية مثيرة؟ هناك حلول نوعية:
لقد اشتهرت شركة (آير بي إن بي- Airbnb) بوصفها وسيلة لحجز غرفة في منزل أحد الأشخاص بسعر أقل من الفنادق. بينما حولت شركة (أبر- Uber) مشاركة الركوب إلى مفهوم جديد، وترغب في توسعتها لتشمل نقل البضائع بالإضافة إلى نقل الركاب. كما تتيح شركة (زيبكار- Zipcar) لمستخدميها فرصة استئجار سيارة، ولو لفترات قصيرة كساعة واحدة فقط.
من الواضح أن هناك تغيراً كبيراً في هذا القطاع، فنضوج الحوسبة السحابية والتواصل الاجتماعي والحركة وأدوات التحليل، يشجع الانتقال من الاقتصاد الذي يركز على الفرد فقط إلى الاقتصاد الجمعي. وهو يتصف بالترابط المتعدد وتعاون العملاء والمؤسسات للمشاركة في التصميم والابتكار والإنتاج والتسويق والتوزيع والتمويل. وفي هذا النظام المتكامل، يعمل المستهلكون والمؤسسات معاً لخلق هامش القيمة المطلوبة.
وعلى مدار العقود القليلة الماضية، عملت مجمل الابتكارات التكنولوجية الفعالة على تشكيل المجتمع الذي نعيشه اليوم، إلا أنها استغرقت وقتاً طويلاً لتبدأ تأثيراتها الرئيسة بالظهور. أما اليوم، فإن التغير التكنولوجي يحدث في فترة زمنية قصيرة جداً، وبشكل أسرع بكثير من العقود الماضية. كما أننا على مشارف تحول آخر، مع تطور ونضوج تكنولوجيا أكثر حداثة من ذي قبل، وبطريقة أكثر سرعة.
ووفقاً لدراسة جديدة أجراها (معهد آي بي إم لقيمة الأعمال- IBM Institute for Business Value) “إعادة الابتكار الرقمي للسفر: الانتقال بالمسافرين إلى مستقبل أكثر اختلافاً”- فإن هناك 4 توجهات تحفز الاقتصاد الجمعي في قطاع السفر، وهي كالتالي:
1. تمكين الحوسبة السحابية: وهي تسمح باستخدام نماذج تفاعل جديدة مع الأفراد والمؤسسات، كما أنها ستساعد في تنمية أدوات تحليل بيانات المنصة. ومن الأمثلة على هذه الطرق الحديثة للتفاعل: الدخول إلى تطبيقات المؤسسة عبر الاشتراك، والوصول لمحتوى المنصة حسب الطلب، والحوسبة من دون أي قيود.
2. انتشار مواقع التواصل الاجتماعي: تزيد مشاركة المعلومات والتعاون من مشكلات الرقابة والخصوصية، ومع ذلك تحفز ظهور نماذج جديدة لخلق القيمة. وقد أصبح التواصل الاجتماعي مربحاً على صعيد للعائدات، وانتقل من كونه مقتصراً على المواقع الإلكترونية، ليشمل منصة تشاركية ونموذجاً للأعمال. ويعد كل من: موقع (غروبون- Groupon) وإقراض الند للند، من الأمثلة على الشراء التعاوني ونماذج مشاركة العائدات التي تنشط حركة الاقتصاد التشاركي.
3. ثورة الهاتف النقال: تحول قابلية الحركة تجارب المستهلك، من خلال إتاحة قدرات جديدة، مثل: الاستخدام المتزايد للخدمات التي تعتمد على الموقع، وتمكين أنظمة تحديد المواقع العالمية، وترويج بيع التجزئة. كما تسمح منظومة عمل الدفع الجديدة لمحفظة الهاتف بتحويل النقود إلى أشكال رقمية. علاوة على ذلك، ينتقل تصغير أجهزة الهاتف إلى مرحلة مختلفة، فقد أصبحت الهواتف بحجم كف اليد وقابلة للارتداء مثل: (فيت بيت- FitBit) وساعة سامسونغ غالاكسي (غير- Gear).
4. أدوات التحليل: تنتج أدوات التحليل المتقدمة معلومات تتراوح من كونها وصفية إلى تنبؤية، للحصول على معرفة تجارية وبصيرة استهلاكية أعمق من البيانات الضخمة. ويمكن الآن دمج مصادر البيانات الداخلية والخارجية، وتخصيص الخدمات بدرجة كبيرة بناء على بيانات المستهلك.
وحتى مطلع هذا القرن، استغرقت أكثر تأثيرات التكنولوجيا الحديثة فعالية سنوات عدة لتتمكن من الظهور. كذلك نشهد اليوم التأثيرات التحويلية للحوسبة السحابية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتكنولوجيا الهاتف النقال وأدوات التحليل، بخطى متسارعة جداً. وينبغي على المؤسسات البدء في إعادة الابتكار من الألف إلى الياء لتبقى تنافسية؛ إذ يخلق التحول الرقمي السريع قيمة جديدة وفرصاً جديدة للمؤسسات كي تكسب نفوذاً أكبر وتجدد قطاعاتها بشكل صحيح، مثل: قطاع السفر من جهة، وظهور منظومات عمل جديدة من جهة أخرى. وبناء على ذلك، ستنفتح الشركات الناجحة على التأثيرات الخارجية الجديدة، وستتصل مع منظومات عمل جديدة وشركاء جدد، كما ستنشط الحركة الرقمية لديها لتستعد للتغيرات الجذرية في المستقبل.