IMLebanon

مديرو الثروات على الإنترنت يغزون أراضي المصارف الخاصة

FinancialTimes
إيما دونكلي

جيل جديد على الإنترنت من شركات إدارة الثروات ذات الأسعار المنخفضة، يجتذب الزبائن من أكبر المصارف الخاصة في بريطانيا، وهو أمر يعتبر بمثابة دعوة للاستيقاظ لصناعة عمرها 400 عام من أجل الدخول في الابتكار الرقمي.
ظهرت الشركات الناشئة في إدارة الثروات، مثل نتمج Nutmeg وولث هوريزونWealth Horizon، في السنوات القليلة الماضية، لتقدم إمكانية الوصول إلى الخبرة الاستثمارية أو المشورة المالية عبر الإنترنت، وغالباً مقابل جزء صغير من تكلفة المصارف الخاصة.
ارتفاع الطلب على خدمات الإنترنت والهاتف الجوال وزيادة النفقات لاكتساب المشورة المالية أوجدت فرصا لهذه الشركات الناشئة. فقد كانت تجري نحو 40 مليون معاملة مصرفية عبر الإنترنت والهاتف الجوال أسبوعيا عام 2013، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن رابطة المصرفيين البريطانيين. وتم استخدام التطبيقات المصرفية على الجوال 18.6 مليون مرة أسبوعيا – أي أكثر من ضعف الرقم في عام 2012.
ويعترف المصرفيون الخاصون أنهم يشعرون بالقلق من أن شركات الإنترنت تقوم بجذب عملائهم، وفي الوقت نفسه تحفيزهم لتحسين الخدمات الرقمية لديهم وإلا فإنهم يخاطرون بخسارة العملاء.
وحذر هاين فان دير لوو، رئيس الاستراتيجية في بنك إي بي إن آمرو، المصارف الخاصة من أنها “في موقع يعرضها للخسارة” لمصلحة الشركات الناشئة عبر الإنترنت إذا لم تقم ببناء خدمات رقمية للعملاء، الذي من رأيه أنها “عامل نجاح رئيسي”.
وقال “إننا نرى بالفعل تحولاً في المنافسة إلى هذه الشركات الجديدة والأمر متروك للمصارف لمواكبة السرعة لتظل قادرة على المنافسة”.
وعلى الرغم من أن كثيراً من الشركات على الإنترنت تلبي احتياجات المستثمرين الذين لديهم محافظ صغيرة، إلا أن عدداً من العملاء المتطورين يسلمون أيضًا جزءاً من ثرواتهم.
وقال السيد فان دير لوو “إن ذلك من مصلحة عملاء الخدمات المصرفية الخاصة. إنه من الخرافة أن تفسر ذلك على أنه خاص بعملاء التجزئة فقط”. وأضاف “هذا ليس فقط للعملاء الأصغر سناً، بل هو أيضاً لكبار العملاء. نراهم وكأنهم حديثون جداً في استخدام الخدمات الرقمية بين المصارف”.
لكن مديري الثروات على الإنترنت لا يزالون في المرحلة الأولى في المملكة المتحدة – وكثير منهم يخسرون الأموال بكثافة. مثلا، “نتمج” التي أسسها نيك هانجرفورد، وهو موظف سابق في باركليز ويلث، من مرآب في وادي السليكون في عام 2011، سجلت خسارة بمبلغ 3.6 مليون جنيه استرليني في العام الماضي، أي ضعف خسائرها في العام السابق. وقال هانجرفورد “إن هذا كان نتيجة للاستثمار في البنية التحتية والتسويق من أجل توسيع الأعمال، إلى جانب مصروفات تشغيل تصل إلى 3.8 مليون جنيه استرليني”.
ويتوقع للشركة أن تضاعف تلك الخسارة على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات مقبلة، لأنها لا تزال تنفق على بناء قاعدة عملائها وتحقيق نطاقها. ويوجد لدى شركة إدارة الثروات أكثر من 35 ألف مستخدم مسجل، وكان اكتساب العملاء في الربع الأول بارتفاع 350 في المائة مقارنة بالفترة من العام الماضي.
وخدماتها أرخص بكثير من تلك التي تقدمها المصارف الخاصة – فهي تقدم مجموعة من المحافظ المدارة نيابة عن المستثمرين مقابل نسبة ضئيلة في حدود 0.6 في المائة سنوياً، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة وتكاليف التداول. وبالمقارنة، تتقاضى المصارف الخاصة وشركات إدارة الثروات التقليدية رسوماً نسبتها 7.5 في المائة سنوياً، وفقا لنومس للأوراق المالية، وهي شركة للوساطة المالية.
وبحسب هانجرفورد، تم اجتذاب عملاء الخدمات المصرفية الخاصة أيضاً بسبب العملية الأسهل في فتح الحساب والروابط الأوثق للمديرين، المتاحة من خلال القنوات الرقمية.
وقال “بدلاً من الحصول على تقييم كل ستة أشهر، نحن نقدم تقريراً مكتوباً كل شهر مع مقطع فيديو”. وتابع “كانت الطريقة القديمة هي الاجتماعات وجهاً لوجه، لكن الشخصيات المهنية الأكثر ثراء تحب أيضاً الدردشة الفورية”.
ونحو 92 في المائة من المستثمرين في جميع أنحاء العالم، ممن لديهم متوسط ثروات يبلغ 2.9 مليون دولار، يستخدمون الخدمات الرقمية “على نطاق واسع” لتوجيه إدارة ثرواتهم، حسبما أظهر بحث أجرته سكوربيو بارتنرشب، وإس إي آي، وإن بي جي لإدارة الثروات.

وقال سيباستيان دوفي، الشريك الإداري في سكوربيو بارتنرشب “تعريف ما يشكل علاقة إدارة الثروات آخذ في التطور”. وأضاف “إن المصارف تم إجبارها على تحويل القدرات الرقمية من دور مساند إلى مزيد من عروض القيمة”.

واستخدام الأجهزة الجوالة للوصول إلى مديري الثروات سيكون مفتاح التفوق على الغير. وقال إيان ماكينا، مدير مركز أبحاث المالية والتكنولوجيا “الأمر يدور حول القدرة على تقديم خيارات المستهلكين من خلال أي جهاز”. وأضاف “نحن جميعاً متشبثون إلى حد كبير بهواتفنا الجوالة في هذه الأيام. وهناك كثير من الشركات الناشئة التي تتخذ نهج الجوال أولا”.
لكن في حين إن بعض المصارف الخاصة تستعد لمواجهة هذا التحدي، تزعم أن التهديد عند الحد الأدنى في الوقت الراهن.
بعض المنافسين على الإنترنت – مثل ويلث هوريزون – يمكن أن يحيلوا العملاء إلى شركات التخطيط التقليدية للتعامل مع المسائل المعقدة، مثل قضايا ضرائب المواريث.
وقال جو نوربيرن، رئيس الرقمية في كوتس، أكبر مصرف خاص في المملكة المتحدة “لم نر لها تأثيرا ماديا حتى الآن، لكن لا يمكننا أن نكتفي بما حققناه وسنفترض أن هذا ما ستكون عليه الحال في المستقبل”.
ويعتزم بنك كوتس كشف النقاب عن الأدوات الرقمية في العام المقبل لمساعدة العملاء على تخطيط أهداف ثرواتهم ومحافظهم. لكنه يشدد على أن تطوير الرقمية لن “يستغني عن الوسيط المستشار”، الذي يعتقد أنه ميزة رئيسية لعروض المصرف الخاص يتفوق فيها على الشركات الناشئة على شبكة الإنترنت.
وقالت آن غريم، رئيسة تجربة العملاء في بنك باركليز، “إن البنك قام بالفعل برقمنة عملية تسجيل اشتراك العملاء الجدد، وهذا يعني أن الأمر يستغرق ساعات بدلاً من أسابيع”.
وكشف تقرير صادر عن شركة ديلويت الاستشارية أن مدير الثروة في الشركات الناشئة قد “يستميل بشكل متزايد العملاء الذين لم يعودوا يشعرون بالحاجة إلى التشاور مع مختص بشري لاتخاذ قرارات الاستثمار الأساسية”.
وتقول المصارف الخاصة “إن من مصلحتها تأسيس العلامة التجارية، والحجم، وتجربة العملاء الشخصية. لكن للبقاء في مقدمة الخدمة، لا بد الآن من استخدام الابتكار الرقمي.