قد يبدو العالم مزدحماً بتواجد أكثر من 7 مليارات إنسان على سطح الأرض، ولكن المشكلة المستقبلية تكمن بأنه وخلال أقل من قرن سيزداد عدد سكان الأرض بحوال 50 %، ومع هذا الارتفاع الهائل يمكن أن تظهر بعض الأسئلة، أهمها: هل سيتمكن العالم من توفير ما يكفي من طعام لسكانه؟
احتفل العالم بيوم الغذاء العالمي، الخميس، ويبدو هذا الوقت مناسباً لمناقشة هذا السؤال، وللمرة الأولى يبدو وأن هنالك بعض الأخبار الطيبة لمحاربة قضية المجاعة حول العالم.
ولكن أي محاولة لتفهم حجم المشكلة كلياً ومحاولة حلها يكمن في البحث في خمسة محاور أساسية:
805 مليوناً: هو عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد، ورغم أن هذا الرقم تناقص بنسبة 11 %خلال العقد الماضي، إلا أنه يشكل نسبة غير مقبولة من عدد سكان العالم.
10.95 مليار: هو عدد الأشخاص الذي تتنبأ الأمم المتحدة بحاجتهم للمساعدات الغذائية بحلول عام 2100، وهو رقم أكبر من الأرقام التي طرحت سابقاً والتي توقعت بأن عدد سكان العالم بحلول عام 2050 سيبلغ 9.5 مليار شخص، وسيأتي معظم هذا النمو من المناطق الأفريقية النامية، حيث يكثر عدد أفراد الأسرة وتقل نسبة الوفاة جراء الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، الإيدز.
33 %هي نسبة الغذاء المهدور حول العالم للخص الواحد، وفي الجزء الجنوبي من الأرض، يأتي هدر الطعام بسبب عدم التخزين الملائم، وأما في الجزء الشمالي من العالم، فإنه يمكننا لوم المصنعين، إذ قدرت الأمم المتحدة سعر الطعام المهدور سنوياً بحوالي 2.6 تريليون دولار.
2.512 مليار: هي عدد الأطنان المحصودة التي تتوقع الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة “فاو” خلال هذا العام، وإن صح هذا الرقم فإننا سنزيد بنسبة 50 في المائة عن أكثر الأعوام المسجلة وفرة في الغذاء.
2.868: هو عدد السعرات الحرارية التي استهلكها كل شخص يومياً عام 2011، وخلال العام الماضي، ووفقاً للأرقام المتوفرة، تزايد هذا العدد، مما يعني بأن نسبة إنتاج الطعام لكل فرد قد ازدادت بشكل مستقر (في التسعينيات كانت نسبة الاستهلاك اليومي الفردي للسعرات الحرارية تبلغ 2.619)، ومن المذهل مشاهدة النمو في الإنتاج خاصة عند النظر إلى ازدياد عدد سكان الأرض بنسبة مليارين خلال تلك الفترة، ومن المهم أن ندرك بأن ازدياد نسبة السعرات الحرارية الفردية اليومية يمكنها أن تشير إلى وجود ما يكفي من الطعام على الأرض لنا جميعاً.
وبالطبع، يمكن لأول رقمين بأن يرسما صورة موقظة للعالم حول الأمن الغذائي والتحديات التي تواجه استقراره حول العالم، وعندما نضيف احتمالية النسب غير المؤكدة بسبب التغير المناخي، عندها قد يبدو التخطيط لسياسات لعلاج مشكلة الغذاء حول العالم أمراً مشكوكاً بنتائجه.