جوزف فرح
الامارات العربية تحولت الى مكان آمن للاستثمارات الاجنبية وهذا ما ادى الى نزوح بعض الامتيازات اللبنانية الى تلك المناطق الخليجية حتى ان بعض رجال الاعمال يعتبر ان الخسائر المادية التي يتعرضون لها في لبنان تعوضها الارباح التي تجنيها هذه الامتيازات خصوصا امتيازات المطاعم التي اصبحت شهرتها تضاهي اهم السلسلات العالمية في المطابخ الاوروبية او اليابانية وغيرها.
واذا كان السياح والمصطافون الخليجيون لم يتمكنوا من المجيىء الى لبنان هذا الصيف، والصيف الذي قبله، فان لبنان بمطاعمه ذهب اليهم وكانت وجهتها الاولى الامارات العربية ثم قطر السعودية والبحرين وعمان، ومنها سلطان ابراهيم، الفلامنكي، ام شريف ويدين بريركيري، شاورمنجي، لاميزون دو سامون، برج الحمام، عبد الوهاب، وغيرها من المطاعم التي تملك امتيازات معروضة للايجار في شتى انحاء العالم نظرا للقمة الطيبة التي تقدمها هذه المطاعم وللمعاملة المتقنة والادارة الجيدة بينما في لبنان تتعرض هذه السلسلات لحملة موجهة خصوصا بالنسبة لسلامة الغذاء.
امين عام نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري طوني رامي تحدث لـ «الديار» عن المشاكل التي يعانيها القطاع فقال:
كانت المطاعم والمقاهي والملاهي تنتظر موسما جيدا خصوصا بعد قرار رفع الحظر الخليجي على المجيء الى لبنان من خلال بعض المؤشرات الايجابية والسريعة تجلت بانتعاش هذا القطاع، اضافة الى انتعاش القطاع التجاري وارتفاع نسبة القدرة الشرائية لدى المواطنين، ولكن هذا الانتعاش لم يدم طويلا بعد الانفجارات الارهابية التي وقعت في منطقتي الحمراء والروشة فتراجعت الحركة بنسبة 70 في المئة، كما ان تفاعل موضوع «داعش» اثر على ما تبقى من هذه الحركة في فصل الصيف الذي كان ما دون المستوى المطلوب.
باختصار يمكن القول ان القطاع تلقى نفحة اوكسجين صغيرة بينما كان يأمل بموسم جيد، وعمل على السياحة الداخلية وهي ليست بالقدر الذي يمكن التعويل عليها لان القدرة الشرائية لدى المواطنين تراجعت بعد تراجع الامل بموسم جيد، ولكن كتر خير المواطنين الذي اصروا على التنفس بالذهاب الى المطاعم وتمضية بعض الوقت بعيدا عن المنزل والاشغال وغيرها.
اما بالنسبة للمغتربين اللبنانيين الذين اتوا الى لبنان هذه السنة لكن عطلتهم لم تكن كبيرة، اذ كانوا يمضون بضعة ايام في لبنان بين عائلاتهم حيث كانوا يقصدون المطاعم نادرا.
دخل القطاع في شهري تشرين الاول والثاني وهما شهرا المدرسة والاقساط، حكما ستتراجع مداخيل القطاع وبالتالي فان هذا القطاع لن يرى في المستقبل القريب بارقة امل او مفعول ايجابي باستثناء بضعة ايام خلال عيدي الميلاد ورأس السنة.
وحول مواجهة القطاع التحديات كموضوع سلامة الغذاء يقول رامي:
«اتأسف لما يتردد في وسائل الاعلام عن هذا الموضوع، وبالتالي التعميم على هذا القطاع، فعندما تحدث اي حادثة تتعلق بموضوع سلامة الغذاء من المفروض ان يتم تحقيق بها وان تتدخل مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد ومن بعدها تعلن النتيجة في وسائل الاعلام التي اصبحت هي المحقق وهي وزارة الاقتصاد عن سبب الضرر وليس القطاع كله.
اضافة الى ذلك، هناك الكثير من المطاعم التي تستعين بشركات اجنبية حول سلامة الغذاء، بمعنى كيفية ادخال البضاعة وكيفية تخزينها وتحضيرها وكيفية طهيها وتقديمها للزبون، كما اننا نجري فحوصات دورية على مطاعمنا ومطابخنا. بحيث يمكن القول ان بعض المطاعم تستحق جوائز على سلامة الغذاء لديهم وليس ابادة جماعية لهذا القطاع.
وحول اقفال المطاعم في مقابل افتتاح مطاعم جديدة قال رامي صحيح هناك مطاعم تقفل ولكن في المقابل هناك مطاعم تفتح ابوابها وهناك مطاعم تقفل دون علم وزارة السياحة المعنية بهذا الموضوع وخصوصا بالنسبة لعلاقة التجارية، نحن في ظل اقتصاد حر وافتتاح مطاعم لا يعني ان القطاع مزدهر.
وحول ظاهرة اقفال مطعم «مروش» العريق قال رامي: نحن نحزن على اقفال عريق مثل مروش، ولكن نتمنى ان يعاد فتحه قريبا في موقع اخر، ونتمنى ان لا يسري هذا الوضع على بقية المؤسسات، مفروض بمطعم مثل مروش ان لا يتعرض للاقفال خصوصا وانه كان حديث الاعلام الغربي من خلال لقمته المميزة وسندويشته.
هناك مطاعم كثيرة تعرضت للافلاس لم يحك عنها، ولكن مطعم «مروش» حكي عنه لانه تعرض للاقفال بالشمع الاحمر وانتشر في الاعلام…مروش ليس وحيدا هناك مطاعم كثيرة اقفلت بسبب وضع البلد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وحول انتقال بعض المطاعم الى الخارج وخصوصا الى الدول الخليجية يقول رامي: هذا هو الاوكسجين الكبير للمطاعم خلال السنوات الخمس الماضية، كل مطعم قدم لقمة طيبة نال شهرة وعلامة فارقة، بحيث اصبح معروفا في العالم مما ادى به الى بيع اسمه كامتياز او انتقل الى الخارج و60 او 70% من المؤسسات الكبيرة او التي تتمتع بعلامة تجارية كبيرة اصبحت موجودة في كل الخليج في مقر السعودية الامارات العربية، البحرين الكويت، اصبح لديها فروعا، وهذا جيد من جهة لانه يؤمن مداخيل للمطاعم اللبنانية التي تمكنها من اجتياز الظروف الاقتصادية الصعبة ومن جهة اخرى اصبحت هذه المطاعم التي يريدها الخليجيون موجودة في بلادهم.
وحول العلاقة مع وزارة السياحة خصوصا لتطبيقها منع التدخين في القطاع قال رامي: صحيح هذا القرار اثر على القطاع ولكن التعديل الذي كنا نريد ادخاله على القانون في ما يختص المطبخ اللبناني لم يطبق حتى الان.
نحن على تواصل دائم مع وزير السياحة الذي نعتبره من الوزراء المنتجين والذي يعرف اهمية السياحة، كذلك المدير العام الذي يقف الى جانبنا على طول ونأمل ان نطور القوانين السياحية بحيث نأمل ان تصبح اهم وزارة وان تكون ميزانيتها الاكبر بين الوزارات.
وحول انتخابات نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري التي ستجري في 23 الجاري قال رامي: سنقدم برنامج عملنا من خلال اللائحة التي اترأسها من 2015 الى 2019.