كشفت بلومبرغ سر بدء مدارس بريطانيا الحكومية الشهر الماضي بإدخال تعليم الصغار كيفية كتابة الكود أو البرمجة، وذلك بغرض تخفيف النقص الكبير المتوقع في المهارات التقنية وآلاف الوظائف التي لاتجد مرشيحين مؤهلين لها، حيث تقدر حاجة بريطانيا عام 2020 لمؤهلين تقنيا بحوالي 250 ألف شخص لا يمكنها تنفيذ خطط ضرورية دون توظيفهم بحسب أبحاث الاتحاد الأوروبي.
لكن المادة الجديدة قد تربك حتى أهل الطلاب، وهي مبادئ الخوارزميات، والتي تمهد لفهم طريقة عمل الكمبيوتر. وبعد استشارة خبراء من مايكروسوفت وغوغل قامت بريطانيا بتغيير المناهج التعليمية لتواكب التطور في سوق العمل والمعايير التقنية أصبح منهاج البرمجة إجباريا في المدارس. وكان المنهاج القديم يركز على معالجة الكلمات والجداول الإلكترونية أي ما يشبه وورد وإكسل فقط.
لكن الحكومة تريد اليوم تحويل الأطفال من مجرد مستهلكين للتقنية إلى بناة لها وبدلا من تمضية الوقت في العاب الكمبيوتر سيكون عليهم تصميمها يوما ما. ولتجنب إرباك الصغار أمام شاشة الكمبيوتر طوال الوقت يجري تدريس البرمجة في الهواء الطلق من خلال أداء ألعاب مجردة وإكمال ألغاز منطقية ليألفوا مفهوم الخوارزميات دون تعقيد. وعند وصولهم لسن 14 عاما سيطرح عليهم الأساتذة لغات البرمجة من خلال لغة واحدة أو اثنتين.
وبذلك تصبح بريطانيا أول دولة بين مجموعة الدول الكبرى العشرين في إدخال البرمجة في قلب مناهج مدارسها خاصة بعد دخول عالم التقنية عصر ما يعرف بإنترنت الأشياء، حيث تتصل كثير من الأجهزة بالإنترنت.