أكّد خبيران لبنانيان لصحيفة “عكاظ” أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد “داعش” حدت كثيرا من تحركات وقدرات التنظيم وجعلته في موقع الدفاع، مشددان على ضرورة إطلاق عملية برية للقضاء بشكل نهائي على هذه الظاهرة الشاذة.
وأشار المحلل السياسي الدكتور البير خوري الى أن الضربات الجوية حققت هدفين الأول يتعلق بالبيئة المحيطة بـ”داعش”، وقد وضعت هذه العمليات حدا كبيرا لإمكانات “داعش” في التجييش وتجنيد المغرر بهم والخائفين من إرهاب التنظيم، لافتا إلى أن التقارير تشير إلى فرار المئات من صفوف “داعش” منذ بدء الغارات الجوية، والثاني بقدرات وإمكانات التنظيم، ومفادها أن هذه الغارات وإن كانت لم تقض على التنظيم كليا إلا أنها حولته من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع وقلصت من قدرته على التحرك والسيطرة، وهنا تكمن أهميتها كمرحلة أولى أساسية تحتاج لمرحلة ثانية من خلال العمليات البرية.
أما المحلل السياسي الدكتور محمد عبدالغني، رأى أنه منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد “داعش” فإن السياسة القمعية للتنظيم ضد المدنيين تراجعت سواء في الموصل أو سوريا، مرجعا السبب إلى أن العمليات العسكرية نقلت التنظيم من موقع السلطة إلى موقع الدفاع عن الوجود. واعتبر أن هذا الإنجاز المرحلي الذي حققته العمليات الجوية يجب استثماره بعملية برية تنهي هذه الظاهرة الشاذة، وإلا فإننا سنشهد عودة قمعية أقسى وأشد ضراوة لهذا التنظيم الإرهابي بحق المدنيين في كل الجغرافيا التي يسيطر عليها، مشيرا إلى أن الغارات الجوية نجحت في إضعافه وإنهاكه وتعطيل أنيابه، إلا أن العملية البرية وحدها هي التي يمكن أن تعلن موته.