Site icon IMLebanon

السماء أنعمت.. وأكثرت (بالصور)

 

بعد معاناة الجفاف وندرة المياه خلال الصيف جراء “بخل” الطبيعة بالمطر العام الماضي، بدأت معاناة السيول وكرم المتساقطات، حد طوفان المياه، هذا الخريف، خصوصا في الشمال الذي سجل حتى صباح الأحد كمية الأمطار الأكبر، قياسا بالمناطق الأخرى، حيث بلغت 125 ملم، في وقت ساهم الإهمال برفع منسوب الأضرار التي سببها تدفق المطر، في يوم غضب الطبيعة شمالا، خصوصا في عكار والضنية والمنية، المناطق التي استبشرت خيرا في امطار هطلت باكرا هذه السنة لتفاجأ بسيول جارفة، لم توفر أضرارها الزرع والطرق والجسور والسيارات والخيم الزراعية ومخيمات النازحين وبيوت اللبنانيين.

عكار

ففي عكار، استفاق العكاريون على كارثة طبيعية قل نظيرها، إذ جرفت السيول والصخور والمياه السيارات والمنازل والزراعات، والمواشي والطيور وخلفت خسائر بالملايين.

هذه الأمطار الغزيرة والسيول التي فاجأت قرى بكاملها، تسببت بها وفق عدد من رؤساء البلديات مياه مشروع ري نهر البارد الذي يمر بقرى المحمرة – ببنين، برج العرب، وادي الجاموس دير دلوم التي فاضت مياهه فوق العادة بارتفاع متر ونصف المتر فقذفت معها الى الأزقة والشوارع أطناناً من الصخور والحصى والحجارة والطمي والطين، وتدفقت المياه فحطمت معها عشرات السيارات، ودخلت الى المنازل مخلفة أضراراً جسيمة، وأدت الى انهيارات كادت تقتل مواطناً من آل العتري في مجدلا، وأسقطت جدراناً في حي الطويلة في منيارة، وانهار بنتيجتها حائط حديقة في حلبا، فدخلت الوحول الى سنترال حلبا – مبنى وزارة الاتصالات والشارع الرئيسي أمام السراي، وأقفلت مدخل السراي وبات الناس محاصرون بالوحول.

 

سيول واضرار

وتراكمت أمام مبنى مصرف بنك البحر المتوسط كميات هائلة من الحصى والوحول أدت الى اقفال المصرف لبعض الوقت كما أقفلت المحال التجارية المجاورة.

إضافة الى ذلك فقد دخلت الصخور الى أحياء الخربطلي في ببنين، وحي الزراعة الذي غمرته المياه كلياً، واقفلت الطريق الرئيسية نهائياً بين حلبا والعبدة من الساعة الخامسة فجراً الى العاشرة صباحاً بسبب كم الصخور الهائل على الطريق، وانهارت أقنية الاتصالات ومشاريع المياه فسقطت في خنادقها سيارات كانت متوقفة على جانب الطريق في ببنين وبرج العرب.

 

المياه دمرت المحصول الزراعي في حارة الحديدة – منطقة القيطع مفترق حمص وعزلت الناس كلياً، ونفق بنتيجتها 12 رأساً من الغنم وطيور دجاج بالعشرات.

أما في بزال فقد احدثت المياه شروخاً وخنادق في الطرقات وخاصة طريق وادي المرح، طريق الملول، وقرنة اسماعيل، ونفق المئات من الطيور كما أشار الى ذلك رئيس بلديتها الشيخ حاتم عثمان في مزرعتين تعودان لعقل محمد العلي، ومحمد أحمد عبد الرزاق، وسجلت انهيارات في سيسوق ومجدلا والحميرة.

النازحون

ودخلت المياه مخيمات النازحين السوريين في محيط حلبا وببنين وبرج العرب، ونفذ قسم الطوارئ والانقاذ في الصليب الأحمر والدفاع المدني أكبر عملية اجلاء في تاريخ عكار، إذ تم انقاذ تسعين نازحاً من خيمهم، أصيب بعضهم بجروح ورضوض جراء جرف السيول والحجارة التي دخلت خيمهم، وتم تأمينهم الى مكان آمن، وكذا في محيط بلدة الشيخ محمد التي واجه فيها النازحون صعوبات جمة عند محاولتهم الهرب من خيمهم.

 

وارتفعت صرخات قرى ذوق الحبالصة وعيون السمك اللتان عزلتا تماما عن الخارج بسبب السيول والصخور وناشدوا المعنيين رفع الدمار الحاصل جراء الفيضانات والعمل على فتح الطرقات، كما سجل انهيار منزل لمصطفى عيد جراء سقوط جدران بطول خمسين متراً في حي مشتل الزراعة.

وحول وغرق سيارات

وأغرقت الوحول والمياه عشرات السيارات، وغمرت المياه هكتارات زراعية وضربت مواسم بكاملها في العريضة وغيرها، فيما ارتفع منسوب المياه بشكل ملحوظ في الأنهر.

وتفقد النائب معين المرعبي القرى المتضررة، معتبراً أن السبب الرئيسي هو “ري البارد” الذي كان من المفترض أن يتم تعزيله قبيل الشتاء ولكن التقصير واضح، وقال: “أكدنا وشددنا وطالبنا على أهمية أن تتم هذه العملية ولكن لم يستجب أحد”، منتقداً المسؤولين عن الري، كما وزارة المياه والطاقة على تقصيرها وحملها المسؤولية الكاملة فيما حصل.

 

الضنية

وفي الضنية تسببت الامطار الغزيرة التي هطلت بسيول جرفت معها طرقا وعزلت عددا من قرى جرود الضنية، منها بيت الفقس، قرصيتا، نمرين، السفيرة وكفردبنين.

وأدت هذه السيول الى قطع عدد من الطرقات بعد انهيارها، كما ادت ايضا الى اضرار كبيرة في الطرقات الفرعية والبساتين الزراعية والى تعطيل المدارس اضافة الى خسائر باهظة في المزروعات.

انهيار جسر

كما تسببت السيول بانهيار الجسر بين بلدتي السفيرة وكفردبنين، حيث ناشد رئيس بلدية السفيرة حسين هرموش المعنيين، وخاصة وزارة الاشغال، التحرك السريع لمعالجة الكوارث الطبيعية التي لحقت بالمنطقة.

 

انهيارات

كما ادت الامطار إلى انهيار عبارة للمياه تربط بين بلدتي عين التينة ونمرين في أعالي جرود الضنية، وفي ردم بئر المياه الوحيد في المنطقة، كما ادت الى زحل أراض وتربة وانهيار جدران طرقات فرعية ما أدى إلى عزل 4 منازل في خراج بلدة قرصيتا المجاورة.

وناشد أصحاب المنازل المتضررة الجهات المختصة التدخل لمساعدتهم، بعدما باتوا معزولين عن العالم الخارجي.

 

المنية

وفي المنية شهدت قرى وبلدات المنية النبي يوشع، بحنين ومخمي البارد والبداوي، وعيون السمك فيضانات وسيولا جارفة.

 

البارد

ففي مخيم نهر البارد، وصل إرتفاع المياه داخل البركسات الى حوالي المتر، وفي شارع المدارس الذي يجري العمل على إنجاز مشروع للصرف أغرقت الوحول الطرقات ما أدى الى تعطيل المدارس، وكان أهالي المخيم قد عملوا طوال الليل على فتح المجارير والمصافي ومحاولة منع السيول من الوصول الى المنازل.

البداوي

وفي البداوي ووادي النحلة والمنكوبين، دخلت الامطار والسيول المحال التجارية وبعض البيوت السكنية في مخيم اللاجئين الفلسطينين، واختلطت مياه الأمطار بالمياه الاسنة والصرف الصحي.

وفي عيون السمك، تسببت السيول والفيضانات بتعطيل محطة نهر البارد عن الانتاج الكهربائي، وفاضت مياه البحيرة على المزروعات وعلى بعض المطاعم والملاهي الصيفية، كما جرفت السيول احواض وبرك السمك النهري.

غرق خيم

وفي المنية النبي يوشع، غرقت عشرات خيم النازحين السوريين بالوحول والمياه، حيث فاضت قناة ري البارد على البيوت السكنية والمزروعات، واكد امين سر التعاونية الزراعية في المنية عامر البقاعي، ان السيول جرفت عشرات الخيم الزراعية وفاضت على المزروعات الشتوية واتلفت المشاتل، ودخلت المحال التجارية والبيوت السكنية وخلفت وراءها أضراراً بعشرات آلاف الدولارات.

 

ورش الإصلاح

وبدأت الورش الفنية في بلديات المنية ودير عمار والبداوي، بتنظيف أقنية الري وتعزيل الأوساخ، ورفع الأضرار عن خيم النازحين السوريين، وناشد اهالي المنية وعيون السمك والبداوي الجهات المعنية لاسيما الهيئة العليا للإغاثة الإطلاع على الأضرار والتعويض على الأهالي والمزارعين.

نواب القضاء

وأعرب نواب قضاء المنية – الضنية أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير في بيان، عن تضامنهم الكامل مع أهالي منطقتهم جراء العاصفة التي ضربت الضنية مساء الجمعة – السبت، وخلفت أضرارا جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، وحولت بعض القرى الى بلدات منكوبة بالكامل، وهددت حياة الكثيرين الذين حبسوا في منازلهم، إضافة إلى انجراف الطرق التي حطمت السيارات والممتلكات وقضت على البنى التحتية بشكل شبه كامل.

وأعلنوا أنه جرى الاتصال المباشر برئيس الحكومة تمام سلام الذي أعطى توجيهاته لرئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير للتحرك الفوري. كما تم الاتصال بوزير الأشغال الذي تعهد بمعالجة الأضرار التي لحقت بالطرق العامة.

 

العليا للاغاثة

وجال رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في قرى الضنية بتوجيهات من سلام واصفا ما جرى بالكوارث الطبيعية اصابت أهالي الضنية وقال: “وضعنا الرئيس سلام مباشرة بحجم الاضرار التي لحقت بالضنية وهناك دعم مفتوح من كل وزارات الحكومة لايجاد الحلول العاجلة. وقدمنا مساعدات عاجلة ماليه لبلديات الضنية والأهالي، خلال الزيارة لتباشر فورا بفتح الطرقات وازالة الردميات”.

وأشار خير إلى أن المساعدات تشمل تقديم مساعدات عاجلة للأهالي المتضررين من أجل مساعدتهم على فتح الطرقات التي أغلقت، واعدا المتضررين بمساعدتهم في سبيل حصولهم على تعويضات الأضرار التي أصيبوا بها.

خلية أزمة

وأعلنت مؤسسة هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى، في بيان، أنها أنشأت خلية أزمة لمعالجة آثار السيول التي ضربت مخيمات النازحين السوريين في عكار، وأن هذه اللجنة قد بدأت باحصاء الأضرار التي لحقت بهم، وباشرت اعتبارًا من الاحد بتقديم المساعدات العاجلة لهم.

الساحل

وهطلت أمطار غزيرة أمس على طول الشريط الساحلي والمناطق والمدن الساحلية وحولت الطرقات الى أنهر وبرك لاسيما في العاصمة.

 

مصلحة الأبحاث

وفي البقاع، هطلت أمطار غزيرة مترافقة مع مطر خفيف، رافقه هبوب رياح شمالية باردة، مع تسجيل انفراجات واسعة ظهرا، مرشحة للاستمرار مطلع الاسبوع المقبل، بحسب مصلحة الابحاث العلمية الزراعية التي دعت المزارعين الى رش الاسمدة العضوية والمباشرة بتقليم الاشجار المثمرة والكرمة والاسراع بقطف الزيتون.

وعرضت المصلحة لتأثيرات منخفض جوي تركي على لبنان ادى لهطل مطر غزير شمالا، وتسبب بطقس غير مستقر حتى مطلع الاسبوع. وتوقعت عودة الامطار الى لبنان أواخر الشهر الجاري ومطلع تشرين الثاني، ما يساعد على استغلال المزارعين لفترة استقرار الطقس حتى اواخر الشهر بالاعمال الزراعية والتسميد وغيره من الاعمال الضرورية لهذه الفترة.

المتساقطات

وأعلنت المصلحة أنّ مجموع المتساقطات على مستوى لبنان بلغت حتى صباح السبت 34 ملم في منطقة البقاع الشمالي، 45ملم في البقاع الاوسط، صيدا ولبعا 49 ملم و صور 32، الفنار 59، العبدة 280 ملم، كفر شخنا 106 ملم، حاصبيا 57ملم و عجلتون 100 ملم، انما المنطقة التي شهدت هطل مطر غزير وسيول جارفة بحسب مدير عام المصلحة ميشال افرام فكانت عكار حيث سجل هطل كمية مرتفعة من المطر لا مست 125 ملم. وتوقع سنة مطرية جيدة بحسب البدايات التي شهدناها منذ مطلع الشهر الجاري.