كشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية مصعب المدرس عن سعي بلاده لطرح فكرة ربط العراق بدول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع الأمانة العامة لدول الربط الكهربائي الثماني، المكونة من العراق وسوريا والأردن ومصر وليبيا والسودان وفلسطين ولبنان، والمفترض أن يعقد خلال الشهرين المقبلين. بينما حذر خبراء من صعوبات حقيقية تواجه إنجاز المشروع بسبب عدم توافق المناخ السياسي في العلاقات بين هذه الدول.
واعتبر المدرس في حديث للجزيرة نت أن تفعيل قرار ربط العراق بدول الخليج “يحتاج إلى تفاهمات ولقاءات جانبية بين الدول، لأنها تعتمد على المواقف السياسة”، مؤكداً أن الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها دول الربط الثماني قد تسهم في تأجيل الاجتماع المقبل مما سيؤثر على هذا المشروع.
وأضاف أن العراق سيحمل مقترح ربط دول الربط الثماني بدول الخليج في الاجتماع المقبل، من أجل تبادل الطاقة الكهربائية في ما بينها، مشيرا إلى أن المشروع يصب في مصلحة الجانبين لأن بعض الدول تحتاج لتجهيز الكهرباء بساعات معينة، بينما أخرى لا تريدها في هذا الوقت.
لكن عددا من المختصين استبعد أن يقضي ربط العراق بمنظومة الكهرباء في دول الخليج على الأزمة الكهربائية التي تعاني منها البلاد منذ الغزو الأميركي عام 2003، الذي دمر البنى التحتية.
حلول وصعوبات
وفي هذا السياق، وصف رئيس مركز الإعلام الاقتصادي ضرغام محمد علي الربط الكهربائي بأنه من الحلول الجزئية وليست الجوهرية لنقص الطاقة في ظل تنامي الحاجة وعدم استقرار الإمدادات المستوردة، مشيرا إلى أن مشروع الربط الكهربائي المشترك ليس جديدا وإنما مر عليه أكثر من 15 عاما ولم ير النور بسبب صعوبة العمل المشترك في أجواء متغيرة سياسيا في العلاقات بين الدول المزمع ربطها.
وأوضح أن العراق يُعتبر الحلقة الأضعف في هذا الربط، مشيرا إلى دخوله في هذا المشروع كبلد مستهلك حاليا يستفيد من فضلة فوائض إنتاج الخليج.
كما أشار رئيس مركز الإعلام الاقتصادي إلى ما وصفها بالصعوبات الحقيقية التي تواجه إنجاز المشروع بسبب عدم توافق المناخ السياسي في العلاقات بين هذه الدول، وأوضح أن المشروع يكلف مليارات الدولارات في حال الاتفاق على إنجازه “ولكنه سيصبح في مهب الريح مع أي أزمة سياسية”.
وأكد علي أن العراق يحتاج إلى بناء محطات في جميع المحافظات لتأمين حاجته محليا من الطاقة والتقليل من الحمل على منظومة الربط الوطني التي تشهد ضياع أكثر من 40% من إنتاج الطاقة في العراق.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي ماجد الصوري للجزيرة نت إن الربط يجب أن يكون مع جميع دول الجوار، ومن ثم المنطقة بأكملها، معتبرا ذلك مشروع جامعة الدول العربية، يهدف إلى الاستفادة من فائض الكهرباء في منطقة الخليج أو العكس.
وأشار إلى وجود بوادر مهمة لحل جميع المشاكل العالقة بين العراق ودول الخليج والدول العربية بأكملها.
واعتبر مشروع الربط إحدى البوادر المهمة في عملية التعاون الاقتصادي وبالخصوص في قطاع الكهرباء، مشيرا إلى أن التوجهات الحالية ونتيجة الأخطار الواقعة على جميع الدول العربية بسبب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية يجعلها تتعاون في ما بينها في كافة المجالات.
لكنه أوضح أن قرار ربط العراق بدول الخليج يحتاج إلى إرادة سياسية لتنفيذه بشكل متكامل وإنجازه خلال فترة قياسية، خصوصا أن العراق يمتلك حدودا مع دولتي الكويت والسعودية.