Site icon IMLebanon

موسم الزيتون في صور يتراجع 90 %

OlivesLeb
حسين سعد

صدقت تنبؤات بعض المزارعين وأصحاب الاختصاص بشح موسم الزيتون، هذا العام، نتيجة قلة المتساقطات في الشتاء، إلا انهم لم يكونوا يتوقعون هذا الحجم من تراجع الإنتاج الذي وصل الى تسعين في المئة في معظم الحقول. ولم ير المزارعون مثيلا لهذا المشهد منذ عقود طويلة.
يربط المزارعون أسباب تراجع الانتاج بعدم «تخمير» الارض من مياه الامطار، التي تعتمد عليها أشجار الزيتون، كذلك بمرض عين الطاووس الذي لم يتمكن المزارعون من مكافحته على مدار المواسم، وصولا الى بعض العوامل الطبيعية من جهة، وعدم اهتمام بعض المزارعين بأشجارهم كما يجب، من جهة ثانية، خصوصا ما يتعلق بالتسميد الطبيعي والتقليم والحراثة وسواها.
يصف ابو محمد قصير من دير قانون النهر، التي تشتهر بزراعة الزيتون، موسم الزيتون هذا العالم بالموسم الكارثي الذي لم يشهد مثيلا له منذ عشرات السنين. ويقول: «إن إنتاج الكرم الذي كان في العام الماضي الف كيلو على سبيل المثال، لم يتعد حاليا مئة كيلوغرام»، مضيفا: «توقعنا موسما قليلا بسبب قلة الامطار التي تحتاجها أشجار الزيتون، لكن ليس الى هذا الحد من الشح»، مؤكدا ان «ذلك سيؤدي حتما الى ارتفاع الاسعار نتيجة قلة العرض وكثرة الطلب على الزيت والزيتون في ظل اوضاع اقتصادية صعبة على الناس».
ويشير عضو التعاونية الزراعية في الحلوسية حسين قشمر الى ان «إنتاج موسم الزيتون هذا العام لا يشكل عشرة في المئة من انتاج الموسم الماضي في معظم كروم المنطقة التي لم تفتح فيها المعاصر بعد». ويقول: «ان الاسباب المباشرة لعدم توافر الانتاج الجيد والوفير، يعود الى ندرة الامطار التي أثرت على معظم أنواع الزراعات، وتحديدا الزيتون، إضافة الى بعض المشكلات والأمراض الموسمية، لا سيما مرض عين الطاووس».
ويشير المهندس الزراعي محمد الزين الى ان «إنتاج هذا الموسم شحيح جدا، وقد تراجع عشرات المرات عن الموسم الماضي، يعود ذلك الى عوامل طبيعية عديدة، في مقدمها تراجع المتساقطات في فصل الشتاء الماضي، موجة الرياح الخمسينية التي ضربت المناطق اللبنانية، ومنها الساحلية، وتزامنت مع تكون «يراع» الزيتون» الذي يطلق عليه المزارعون «تلسين» وهو يتساقط بسرعة جراء ضعف شجر الزيون الناجم ايضا عن قلة الامطار التي تخزنها عادة جذوع الزيتون».
ويؤكد الزين ان «تراجع الإنتاج لم يقتصر على الزيتون فحسب، بل انه طاول مزروعات لوزية عديدة، وأشجار الرمان الذي شهد إنتاجه تراجعا واضحا»، منهياً بأن «الرهان مستقبلاً يبقى على كميات الامطار، لتحسن المواسم المقبلة».