أظهرت بيانات رسمية يوم الاثنين أن صادرات السعودية من النفط الخام نزلت في أغسطس آب للشهر الرابع على التوالي لتسجل أقل مستوى في ثلاثة اعوام في وقت تسعى فيه أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم للحفاظ على حصتها في السوق وسط ضعف في الطلب وتخمة في الامدادات من منتجين منافسين.
وهبطت الصادرات السعودية على مدار الاشهر القليلةالماضية نتيجة تراجع الصادرات للسوق الامريكية بفعل زيادة انتاج النفط الصخري هناك وتباطؤ الطلب في آسيا- لاسيما في الصين- عما كان متوقعا.
وبحسب بيانات المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) فقد صدرت السعودية 6.663 مليون برميل يوميا في اغسطس آب انخفاضا من 6.989 مليون برميل يوميا في يوليو تموز.
وصادرات اغسطس آب هي الأقل منذ مارس آذار 2011 وجاءت مقابل 7.795 مليون برميل يوميا قبل عام و6.946 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران و6.987 مليون برميل يوميا في مايو أيار.
كانت وكالة الطاقة الدولية قد ذكرت في تقرير الشهر الماضي أن طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة بدأت تقلص صادرات النفط السعودي للسوق الامريكية وقدرت أن صادرات النفط السعودي لن تبلغ سبعة ملايين برميل يوميا في آخر أربعة أشهر من العام.
ويظهر تحليل لبيانات إدارة معلومات الطاقة الامريكية وخدمة تومسون رويترز تريد فلوز أن متوسط واردات الولايات المتحدة من المملكة تراوح بين مليون و1.2 مليون برميل يوميا في الفترة من مايو أيار إلى اغسطس آب مقارنة مع ما تراوح بين 1.3 و1.6 مليون برميل يوميا من منتصف عام 2013 إلى ابريل نيسان 2014.
وذكرت رويترز أن مسؤولين سعوديين أطلعوا المتعاملين في أسواق النفط في نيويورك في الأسبوع الماضي على التحول في سياسة المملكة وأوضحوا لأول مرة استعدادها لقبول انخفاض الأسعار لفترة – حتى إلى 80 دولارا للبرميل – للاحتفاظ بحصتها في السوق.
وخفضت السعودية بالفعل أسعار بيع خامها لتحافط على عملاء في اسيا.
وذهب جزء كبير من انتاج الخام السعودي للسوق المحلية في اغسطس آب لتوليد الكهرباء التي تحتاجها المملكة في فصل الصيف شديد الحرارة. كما دشنت السعودية مصفاتين لإضافة طاقة لتكرير الخام بواقع 800 ألف برميل يوميا.
وكررت المصافي السعودية 2.167 مليون برميل من الخام يوميا في اغسطس آب ارتفاعا من 1.915 مليون برميل يوميا في يوليو تموز و1.551 مليون في اغسطس آب 2013 وفق بيانات جودي. وأحجام الخام التي كررتها المصافي في اغسطس آب هي الأعلى منذ يناير كانون الثاني 2002 على الأقل حين بدأت جودي جمع البيانات.
وبلغ استهلاك النفط لتوليد الكهرباء 769 الف برميل يوميا في اغسطس آب انخفاضا من 899 الفا في يوليو تموز ودون تغيير يذكر عنه قبل عام.
وتقول مصادر في السعودية انه لا توجد علاقة بين الاستهلاك المحلي والصادرات نظرا لوجود طاقة انتاج فائضة كبيرة في المملكة.
وبوسع الرياض رفع الانتاج بيسر وكان سجل 9.6 مليون برميل يوميا في اغسطس آب كما يمكنها السحب من المخزون لتغطية اي زيادة في الطلب المحلي والحفاظ على مستوى الصادرات.
لكن من شأن ذلك تقليص طاقة الانتاج الفائضة للمملكة دون المستوى الذي تحبذه بين 1.5 ومليوني برميل يوميا والذي تحتاجه لتغطية أي عجز مفاجيء في الامدادات العالمية في ظل استمرار المخاطر العالية بفعل الاوضاع السياسية المعقدة في الشرق الأوسط.
وقال محللون إن خفض الكميات التي تستهلك لتوليد الكهرباء محليا قد يتيح كميات أكبر للتصدير في الأشهر المقبلة.
وبلغت مصفاة ساتورب في الجبيل وطاقتها 400 ألف برميل أقصى طاقة انتاج في منتصف العام الجاري كما بدأ التشغيل التجريبي لمصفاة أخرى في ينبع بنفس الطاقة في الشهر الماضي.
وقال أوليفر جاكوب محلل النفط في بتروماتريكس في سويسرا “يتيح انخفاض الطلب على النفط اللازم لتوليد الكهرباء في الربع الاخير مقارنة بأغسطس زيادة الصادرات حاليا لكن زيادة طاقة التكرير في السعودية تمثل تحديا جديدا لدورها كمنتج مرن.”
وذكرت مصادر في الصناعة لرويترز أنها تتوقع استقرار انتاج النفط السعودي في الفترة المتبقية من العام.ويقدر مراقبون للقطاع أن تبلغ صادرات السعودية بين 6.9 مليون و7.1 مليون برميل يوميا حتى ديسمبر كانون الأول.
وقال سداد الحسيني المسؤول التنفيذي السابق في ارامكو ان بعض التغيرات ستطرأ على الانتاج السعودي ما إن تنتهي ذروة الطلب في فصل الصيف لكنه أوضح أنه لا علاقة لذلك بالصادرات.
وأبدى اعتقاده بأن الصادرات ستظل حول سبعة ملايين برميل يوميا.