رأت مصادر عسكرية أنه من الناحية الجغرافية لا يوجد ممرّات طبيعية تصل شبعا بالداخل السوري، والجيش السوري الحرّ يتمركز في بلدة بيت جنّ ومزارع بيت جنّ، ولم يَسمح بدخول “جبهة النصرة” و”داعش”.
المصادر، وفي حديث لـ”الجمهورية”، لفت الى أنه تحيط بهاتين البلدتين، بلدات ذات غالبية درزية، يتمركز فيها النظام السوري، أيْ أنّ هناك أقليّة سنّية وسط هذه الغالبية على عكس منطقة القلمون، ولا يوجد ممرّات وطرق بين شبعا وبيت جنّ، إذ إنّ الطبيعة الجبلية وعرة جدّاً، والنازحون أتوا على البغال، في رحلة تستغرق نحو 10 ساعات، للوصول الى أقرب نقطة في البلدة.
وأكد أنّ الجيش نجح في تطويق الجرود، لأنه لا يريد تكرار تجربة عرسال، وهو أمسك بكلّ ممرات الجبال، ونشر ما يزيد عن 1500 عنصر وأقامَ نقاط مراقبة، وقد ساعدته في ذلك، الطبيعة الجغرافية حيث من السهل ضبط الحدود هناك.
وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية شبعا محمد صعب للصحيفة نفسها أنّ وجود “النصرة” و”داعش” كذبة كبيرة، ولو كانا موجودين لما زار البلدة كبار السياسيين، لافتاً الى أنّ الذي يُروِّج لهكذا مخططات وأخبار، يهدف الى ضرب البلدة.
وأشار الى أنه بعد أحداث عرسال، وضعت البلدية جميع الذين يأوون السوريين في بيوتهم أمام مسؤولياتهم، ودهَمنا شقق السوريين وتوقفنا عن إستقبالهم، وكلّ ذلك بالتنسيق مع الجيش والقوى الامنية، رافضاً “منطق الأمن الذاتي”.
من جهته، أكد مسؤول “الجماعة الإسلامية” في شبعا الشيخ محمد الجرار لـ”الجمهورية”، أنّ الجماعة تغطي فرق النفاقات لوزارة الصحّة وتقدّم الخدمات إلى النازحين، رافضًا كلّ التهم حول وجود إرهابيين في البلدة، ونافياً وجود بيئة حاضنة لهؤلاء،
واعتبر أنّ الفكر الداعشي منتشر، فالنظام الذي قتل 300 ألف مواطن سوري داعشي بامتياز، واصفا دخول “حزب الله” إلى سوريا بأنه خطأ استراتيجي، واستجلب النار السورية إلى لبنان وهذا جوهر الخلاف معه.
هذا، وأكدت المصادر العسكرية، أنّ الجيش اللبناني نفّذ خطة محكَمة ولم يترك للإرهابيين مجالاً للتحرّك، ما جعل شبعا من أكثر البلدات أماناً، أما الخرق فيها فهو مستحيل.