رأى مصدر سياسي بارز أن “حزب الله” بادر منذ اليوم الأول لقيام حكومة الرئيس تمام سلام إلى نسف كل التعهدات، بضرورة تسهيل عمل الحكومة وتركها تحقق بعض الإنجازات، سيما على الصعيد الأمني.
المصدر، وفي حديث لـ”السياسة”، فسّر “حزب الله” مواقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على أنها مزايدة سياسية بينه وبين وزير العدل اللواء أشرف ريفي لكسب تأييد الشارع السني، ولتقديم أوراق اعتماد لدى الرئيس سعد الحريري من أجل نيل أحدهما موقع رئاسة الحكومة لاحقاً. والواقع أن هذا التفسير هو مجرد تضليل، لأن القاصي والداني يعرف أن ما يقوم به الحزب عسكرياً وأمنياً وبالتالي سياسياً، يندرج كلياً في إطار حرب إقليمية لا دخل للاعتبارات الداخلية ولا للمصلحة اللبنانية فيها.
وتابع: “بعد تأخير تشكيل الحكومة 11 شهراً، وبعد إدخال البلاد في الشغور الرئاسي يستمر “حزب الله” في سياسة تعطيل المؤسسات السياسية والعسكرية الواحدة تلو الأخرى. وخير مثال على ذلك موقفه المتشنج من قضية العسكريين المخطوفين الذي أدى إلى شل يد الحكومة ومن ثم جاء الدور على الجيش لتوريطه في حرب عرسال وفي الوقت عينه منعه من التمدد على طول الحدود مع سوريا مع جعله يبدو منحازاً لجهة على حساب الآخرين وهذا ما دفع المشنوق إلى اتهام استخبارات الجيش بتغطية الحزب”.