قال مصدر بالمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب (حبوب) السورية الحكومية لرويترز إن سوريا تخطط لاستيراد مليون طن من القمح مع فقدان الحكومة سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وضعف المحصول وهو ما أدى إلى انخفاض المشتريات المحلية بنحو النصف.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لا نزال ندرس كيف سيتم الاستيراد هل من خلال مناقصات أم عقود مباشرة وسنتخذ قرارا في هذا الصدد قريبا.”
وأضاف أن الحكومة لديها كميات من القمح من واردات سابقة ومن محصول محلي تكفي احتياجات الاستهلاك حتى منتصف عام 2015 وأن استيراد مليون طن ضروري لدعم احتياطيها الاستراتيجي.
وامتنع عن الإفصاح عن كميات القمح الموجودة حاليا في الاحتياطي الاستراتيجي. وقبل الحرب كانت سوريا تحتفظ بمخزون استراتيجي سنوي يبلغ نحو ثلاثة ملايين طن.
وقال خبراء لرويترز في أبريل نيسان إنهم يتوقعون أن يبلغ إجمالي محصول هذا العام ما بين مليون و1.7 مليون طن.
وقال المصدر إنه مع عدم سيطرة الحكومة على المنطقة الرئيسية لإنتاج القمح فإن مؤسسة حبوب اشترت فقط 523 ألف طن من القمح من المزارعين المحليين هذا العام بسعر 45 ألف ليرة سورية (277.26 دولار) للطن مقارنة مع أعلى قليلا من مليون طن في عام 2013.
ومعظم أنحاء المحافظات التي تشكل سلة الخبر وهي الرقة ودير الزور تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك محافظة الحسكة ماعدا عاصمتها التي تحمل الإسم نفسه والتي مازالت تحت سيطرة الحكومة.
وتقلصت مراكز التجميع التابعة لمؤسسة حبوب حيث يستطيع المزارعون توريد وبيع قمحهم من أكثر من 140 مركزا قبل اندلاع الحرب منذ ثلاث سنوات إلى 31 مركزا فقط هذا العام.
وقال المصدر إنه للتغلب على تلك العقبة عرضت المؤسسة تقديم أموال للمزارعين من خارج المناطق التي تسيطر عليها الحكومة مقابل نقل قمحهم إلى مراكز التجميع الحكومية.
وتم شراء نحو 17 ألف طن فقط من قمح الرقة في مركز تجميع في العاصمة دمشق.
وفي محافظة الحسكة تمكنت حبوب من شراء 366 ألف طن. لكن حتى في الحسكة أخفقت الحكومة في نقل نحو 200 ألف طن من محصول العام الماضي بسبب تقدم المعارضة المسلحة.
وقبل الحرب كانت سوريا تنتج نحو 3.5 مليون طن من القمح في المتوسط سنويا وكانت الحكومة تشتري حوالي 2.5 مليون طن من تلك الكميات.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الاستهلاك السنوي لسوريا من القمح بما بين 2.7 مليون وثلاثة ملايين طن.
ومع بدء الزراعة الآن للمحصول القادم في الفترة من مايو أيار إلى يونيو حزيران تقول الفاو إن المزارعين لن يعانوا فقط من تدهور الوضع الأمني وإنما أيضا من النقص في البذور والوقود والسماد بسبب انهيار الشبكة الحكومية التي توزع ذلك بشكل كبير.
وقال إيريكو هيبي ممثل الفاو في سوريا “سيتواصل الإنتاج في ظل فترة شديدة الصعوبة.”
ويجعل القتال من الصعب تحديد مساحات الأراضي الزراعية التي فقدت جراء الصراع لكن هيبي قال إن معظم الأرقام في الآونة الأخيرة تشير إلى أن المساحات المزروعة بالقمح تقلصت 15 في المئة عن متوسط المناطق المزروعة فيما بين عامي 2007 و2011.
وتعمل الفاو مع الهلال الأحمر العربي السوري لتوصيل بذور القمح والشعير للمزارعين في الرقة لمساعدتهم على إنتاج محصول في 2014-2015 يكفي لاستهلاك الأسر وربما يتبقى كميات للبيع.
ووصلت ثلاث قوافل تحمل بذورا إلى الرقة حتى الآن.
وقال هيبي “وفرنا حتى الآن بذور قمح لنحو 1800 أسرة في أنحاء عديدة بمحافظة الرقة ونسعى لاستكمال عملية التوزيع بأكملها والتي تستهدف 4400 أسرة.”
وفي العراق المجاورة قال مسؤول لرويترز في أغسطس آب إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يقومون بطحن القمح المخزن في صوامع الحكومة ويوزعون الدقيق في السوق المحلية ويحاولون بيع قمح مهرب إلى الحكومة لتمويل مجهودهم الحربي.