حوّلت الأسواق المالية اتجاهها من الارتفاع إلى الانخفاض، وخسرت نحو 6 مليارات درهم، تحت ضغط من استعجال جني الأرباح التي تعرضت لها في الساعة الأخيرة من تعاملات أمس، إلى جانب مبيعات استباقية أخرى بعد افتتاحات سلبية للأسواق العالمية والمعاملات الآجلة في بورصة نيويورك الأميركية، وهو الأمر الذي يرى العديد من المحللين أنه يعكس مبالغة في ردة فعل المستثمرين، وأنه تعبير غير موضوعي عن واقع الارتباط بين الأسواق المحلية مع نظيرتها الأجنبية.
وتعرضت أسهم العقار المدرجة في السوقين للجزء الأكبر من عمليات جني الأرباح، وانخفض إعمار من أعلى قمة بلغها خلال الجلسة، وهي 10.40 إلى 10.35 دراهم، ولحق به أرابتك الذي بعدما نجح في العودة إلى فوق مستوى 4 دراهم عاد إلى الانخفاض إلى 3.82 دراهم، وخسر سهم الاتحاد العقارية 2.3% من قيمته، مغلقاً عند 1.74 درهم وديار 1.07 درهم، وتجاوزت خسائر الدار 4.3% هابطاً إلى 3.14 دراهم.
تراجع ملحوظ
وفي ظل الحصيلة السلبية للتعاملات، تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 0.95% إلى 4377 نقطة، وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 4719 نقطة وبنسبة 1.54%، بعدما كان رابحاً أكثر من ساعتين.
وانعكس الأداء في السوقين على مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع الهابط بنسبة 0.75% ليغلق على 4974.20 نقطة. وعلى صعيد السيولة، تم تداول ما يقارب 620 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.62 مليار درهم نفذت من خلال 11840 صفقة.
وقال نبيل فرحات، المدير الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، «لقد تابعت الأسواق المالية هبوطها، وسط تشكيك المستثمرين في الارتداد الذي حصل في جلسة بداية الأسبوع»، مشيراً إلى أن عمليات التسييل في الأسواق المحلية تزامنت مع تراجع الأسواق الأوروبية عند افتتاحها.
وأضاف «بات من الواضح ارتباط أسواقنا بالأسواق العالمية، وأن التذبذب السعري الذي تشهده الأسواق العالمية ألقى بظلاله على أسواقنا المحلية»، قائلاً «إننا ندعو صغار المستثمرين، وخصوصاً المضاربين منهم، إلى تقليص عمليات المضاربة اليومية، وتقليص عمليات المارجن، إلى حين استقرار الأسواق، لتجنب أخذ مخاطر كبيرة، في ظل التذبذب السعري العالي الذي تشهده الأسواق المالية المحلية والإقليمية والعالمية».
سوق دبي
وبالعودة إلى تفاصيل التعاملات في سوق دبي المالي، فقد افتتح على اللون الأخضر، معززاً من مكاسبه، بدعم من غالبية الأسهم، وفي مقدمتها العقار والبنوك، وتواصل التحسن بدعم من ارتفاع شهية التداول، إذ شجعت الارتفاعات القوية المسجلة بداية الأسبوع على دخول المزيد من السيولة.
ومع بداية الساعة الأخيرة من الجلسة، لوحظ بدء عمليات جني أرباح، في خطوة وصفت بأنها تعكس استعجالاً غير مبرر من قبل البعض والأفراد والمؤسسات، إذ كان من المفترض إعطاء الأسهم فرصة للعودة إلى مستويات سعرية تخلت عنها الأسبوع الماضي، لكن الخوف دفع إلى قطف مبكر للأرباح، بانتظار ما سيكون عليه الوضع في الأسواق الأميركية التي زاد معامل الارتباط معها، بحسب رأي العديد من المحللين في الفترة الأخيرة.
وعاد قطاع العقار إلى ممارسة الضغط الأكبر على السوق، بعدما كانت أسهمه الأكثر تعرضاً لعمليات جني الأرباح، عقب المكاسب التي حققتها في اليوم السابق، وبرغم الصعود الجيد الذي حققه سهم إعمار في ربع الساعة الأولى من التعاملات، وبلغ خلاله مستوى 10.40 دراهم، فإنه تخلى تدريجياً عن ربحيته، وأخذ في الانخفاض حتى أغلق عند 10.05 دراهم، وكذلك الحال بالنسبة إلى سهم أرابتك الذي نجح في العودة إلى فوق مستوى 4 دراهم، لكنه عاد إلى التراجع في نهاية التعاملات إلى 3.82 دراهم، بخسارة نسبتها 1.3%.
ولم يختلف الوضع في حصيلة تعاملات غالبية بقية أسهم القطاع، إذ انخفض سهم الاتحاد العقارية بنسبة 2.3% تقريباً، بعدما كان مرتفعاً إلى 1.83 درهم طيلة ثلاث ساعات من عمر الجلسة، وسهم ديار إلى 1.07 درهم، في حين ثبت سهم دريك أند سكل عند 1.07 درهم، وسار سهم إعمار مولز بعكس الاتجاه، مرتفعاً إلى 3.11 دراهم.
وكان لافتاً للنظر النشاط الذي أظهره سهم بنك الإمارات دبي الوطني قبل الإعلان عن بيانات الربع الثالث من العام الجاري، إذ ارتفع بنسبة 4.8%، عائداً إلى مستوى 9.12 دراهم، في حين لم يستطع سهم بنك دبي الإسلامي التمسك بمكاسبه، منخفضاً إلى 7 دراهم، بعدما كان مرتفعاً إلى 7.29 دراهم في فترة من فترات التداول، ولحق به في الاتجاه نفسه سهم مصرف عجمان إلى 2.34 درهم.
وشملت عمليات جني الأرباح بقية القطاعات، ومنها الاستثمار، وهبط سهم السوق إلى 2.67 درهم وبنسبة 3.06%، من أعلى قيمة بلغها خلال الجلسة، وهي 2.87 درهم، وخسر سهم دبي للاستثمار 2.3% من قيمته، مغلقاً عند 2.95 درهم، وتكبد سهم تبريد تراجعاً بنسبة 4.7% إلى 1.42 درهم، في حين وصلت في سهم طيران العربية 2.3% إلى 1.25 درهم.
وكان سهم أرامكس من الأسهم التي حافظت على مكاسبها، مرتفعاً إلى 3.08 دراهم، إلى جانب سهم ماركة 1.25 درهم، وهو الأمر الذي قلص من خسائر السوق.
وواصل سهم ماركة، المدرج حديثاً بسوق دبي، أداءه الإيجابي، بعد إعلان الشركة أنها تخطط للاستحواذ على 6 علامات تجارية في قطاع التجزئة. وارتفع السهم 0.81 % ليصعد إلى مستوى 1.25 درهم، ليكمل مكاسبه القوية التي حققها مطلع الأسبوع.
الصفقات المبرمة
وعلى صعيد السيولة، بلغت قيمة الصفقات المبرمة 1.3 مليار درهم، نُفذ الجزء الأكبر منها على أسهم العقار، ووصل عدد الأسهم المتداولة أمس إلى 538 مليون سهم نفذت من خلال 8910 صفقات.
وأغلقت أسهم 23 شركة على تراجع من إجمالي أسهم 30 شركة، جرى تداولها في السوق مقابل ارتفاع أسعار أسهم 6 شركات، ومحافظة سهم شركة واحدة على سعر السابق. أما في تعاملات بورصة ناسداك دبي، فقد سيطر التباين، وفيما انخفض سهم موانئ دبي العالمية إلى 18.90 دولاراً، ارتفع سهم الإمارات ريت إلى 1.42 دولار.
سوق أبوظبي
وعلى الجانب الآخر من الصورة، لم يختلف الوضع في سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي حوّل اتجاهه من الربحية إلى الخسارة، تحت ضغط من مبيعات جني الأرباح على بعض أسهم البنوك والعقار، ما دفع المؤشر إلى الانخفاض إلى مستوى 4719 نقطة، وبنسبة 1.54%، مقارنة بجلسة أمس الأول.
تداولات الأجانب والعرب في دبي
بلغت قيمة مشتريات الأجانب غير العرب في سوق دبي المالي أمس 223.090 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 172.900 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب غير الخليجيين 232.660 مليون درهم، وقيمة مبيعاتهم نحو 217.870 مليون درهم. أما بالنسبة إلى المستثمرين الخليجيين، فقد بلغت قيمة مشترياتهم 77.370 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 150.570 مليون درهم خلال الفترة نفسها.
ونتيجة لهذه التطورات، بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 533.120 مليون درهم، لتشكّل ما نسبته 40.780 % من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 541.340 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 41.410 % من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 8.220 ملايين درهم كمحصلة بيع.
اكتتاب «أمانات» ينطلق و95 ٪ من المحصلة تذهب لاستحواذات
بدأ المستثمرون الاكتتاب في نحو 1.3 مليار سهم من أسهم شركة أمانات القابضة، وهي شركة مساهمة عامة قيد التأسيس. ومن المنتظر أن تصبح «أمانات» أكبر شركة مساهمة عامة في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم في المنطقة، بعد إتمام عملية الاكتتاب وإدراج أسهمها في «سوق دبي المالي» برأسمال إجمالي قدره 2.5 مليار درهم.
وقال مصدر الشركة لـ (البيان)، إن الشركة تتوقع تغطية كبيرة لاكتتابها بعد الأداء المميز الذي حققه اكتتاب إعمار مولز وماركة.
وأضاف أن الشركة تنوي استثمار 95 % من محصلة الاكتتاب في الاستحواذ على شركات قائمة أو قيد التطوير، تعمل في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، الذي من المتوقع أن ينمو بـ 11 % سنوياً.
وقال المحلل المالي حسام الحسيني، إنه من المتوقع أن يشهد اكتتاب أمانات تغطية مماثلة لتغطية ماركة، مشيراً إلى أن توقعات التغطية ستبدأ بالظهور خلال اليوم الثالث من الاكتتاب، واصفاً سوق دبي بالجاهز لاستقبال اكتتابات جديدة.
ووفقاً لما ورد في نشرة الاكتتاب الذي يستمر حتى الرابع من نوفمبر المقبل، فيمكن للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات، على حد سواء، المشاركة في الاكتتاب على الأسهم المخصصة لهذه الشريحة. وتم تخصيص 68.7 مليون سهم لجهاز الإمارات للاستثمار.
وسيكون باب الاكتتاب مفتوحاً أمام المستثمرين الأفراد الإماراتيين والخليجيين والعالميين الذين يمتلكون رقم مستثمر في «سوق دبي المالي»، بالإضافة إلى المستثمرين من المؤسسات.
وأما الحد الأدنى للاكتتاب، فهو 5000 سهم، على أن تكون كل زيادة فوق هذا الحد بواقع 1000 سهم أو من مضاعفاتها. ومن المتوقع إدراج أسهم الشركة في «سوق دبي المالي» في التاسع والعشرين من نوفمبر، بعد انعقاد اجتماع الجمعية العمومية التأسيسية في الثالث عشر من الشهر نفسه.
وتضم قائمة البنوك المتلقية للاكتتاب، كلاً من «بنك أبوظبي الوطني»، و«بنك الإمارات دبي الوطني»، و«بنك أبوظبي التجاري»، و«مصرف أبوظبي الإسلامي»، و«شركة أبوظبي الوطني للتمويل الإسلامي»، و«مصرف عجمان»، و«بنك دبي الإسلامي» و«دار التمويل»، و«بنك الاتحاد الوطني».