Site icon IMLebanon

اتجاهات الأسواق استمرار الحذر والتردد في بورصة بيروت

Nahar
ايلي قهوجي

على رغم هشاشة الوضع الامني في البلاد، وتحديداً في البقاع والشمال، جاء الحديث عن مساع يبذلها البعض لاحتواء المخاوف التي تنامت عقب المواقف التي صدرت عن وزير الداخلية في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن عن اسباب تعثر الخطة الامنية وعمن يقف وراءه، يثير بعض الارتياح في الاسواق المالية اللبنانية التي كان المتعاملون فيها يخشون تطور الامور الى شل عمل الحكومة تمهيداً لتفجيرها. ولكن في انتظار ان تتضح صورة المشهد السياسي في البلاد لدى انعقاد جلسة مجلس الوزراء، ظل اداء بورصة بيروت يتسم أمس ايضا بالتردد والحذر في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها وذلك في غياب ضغوط البيع مما أدى الى اقتصار حركة التداول على تلبية الحاجات الملحة للبعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات اسهم “سوليدير” التي تقلبت أسعارها ضمن نطاق ضيق بين أعلى على 11,83 دولاراً وأدنى على 11,57 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,76 دولاراً في مقابل 11,83 أول من أمس (ناقص 0,59 في المئة) والفئة “ب” بـ11,83 دولاراً في مقابل 11,68 أول من أمس (زائد 1,28 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري من جهة، واسهم “بنك بيبلوس” العادية و”بنك لبنان والمهجر” المدرجة التي تراجعت اسعارها من 1,63 دولار الى 1,61 (ناقص 1,22 في المئة) ومن 8,79 دولارات الى 8,75 (ناقص 0,45 في المئة) توالياً، من جهة اخرى.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع جديد مقداره 1,70 نقطة ونسبته 0,15 في المئة على 1166,89 نقطة، في سوق بالغة الهشاشة تبودل فيها 11023 صكاً فقط قيمتها 100504 دولارات، في مقابل تداول 23683 صكاً قيمتها 4066,00 دولار أول من أمس.
في الخارج، اتجه الاورو نزولاً في أسواق القطع العالمية ليكسر بسرعة عتبة الـ1,28 دولار الى أدنى على 1,2710 دولار فترة، في تطور عزاه الخبراء الماليون الى ما أوردته “رويترز”، نقلاً عن مصادر موثوق بها، من أن المصرف المركزي الأوروبي يدرس جدياً شراء سندات عائدة الى شركات عدة اعتباراً من كانون الاول المقبل في اطار خطته التحفيزية للاقتصاد المتباطئ حتى الانكماش في منطقته بما مقداره ألف مليار أورو موزعة على أربع سنوات، غداة الخطوة المفاجئة التي اتخذها أول من أمس بشراء أصول القطاع الخاص المسندة (actifs sécurisés) بغية رفع السيولة التي يضخها المصرف المركزي في الأسواق دون اللجوء الى شراء السندات الحكومية المثيرة للجدل السياسي. واستباقاً لهذه الخطوة التي من شأنها تقليص العائدات على السندات المقومة بالأورو بصفة عامة على رغم تحسن عائدات السندات الألمانية أمس، ظهر ميل الى التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة حتى دون عتبة الـ 1,28 دولار، وخصوصاً بعد إعلان تجمع منشئي الابنية وتجارها أن مؤشرها الذي يقيس تطور مبيعات الشقق السكنية القائمة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 2,4 في المئة في أيلول الى 5,17 ملايين وحدة في مقابل تراجعه بنسبة 1,8 في المئة الى 5,05 ملايين وحدة في آب بقدر ما شكل عاملاً داعماً للورقة الخضراء، وخصوصاً بعد إعلان الصين أن الناتج المحلي الاجمالي فيها تراجع من 7,5 في المئة في الفصل الثاني الى 7,3 في المئة في الفصل الاول نظراً الى حجم التجارة الكبير بينها وبين الولايات المتحدة. وقد تداخلت كل هذه المعطيات لتجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ1,2715 دولار في مقابل 1,2815 أول من أمس، في تطور دعم الذهب الذي أقفلت الأونصة منه بـ1248,50 دولار في مقابل 1246,00 في الفترة عينها.
وتحولت البورصات الأوروبية الى الارتفاع مدعومة من الحوافز التي ستقدمها خطوة المركزي الاوروبي الرامية الى شراء سندات تصدرها الشركات في منطقته، فأٌقفلت بارتفاع راوح بين 2,79 في المئة في ميلانو و1,94 في المئة في فرانكفورت. وارتفعت أسواق الاسهم الأميركية أكثر فأكثر بعد الافتتاح لتتجه الى تسجيل مكاسب كبيرة للجلسة الرابعة توالياً بدعم من تحسن قطاع البناء ومن ارتياح المستثمرين الى النتائج الفصلية الجيدة لشركات عدة بقيادة “آبيل” و”تكساس انسترومنتس” وغيرهما، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 215,41 نقطة على 16614,81 نقطة و103,41 نقاط على 4419,48 نقطة توالياً.