IMLebanon

دروس من «لينوفو» لإنجاح عمليات الاستحواذ

FinancialTimes
أندرو هيل

إذا كنت تتساءل أين مكمن الخطأ في عملية الاندماج التحويلي التي قمت بها، ربما ترغب في النظر في المراحيض. بعد أن اشترت لينوفو أعمال أجهزة الكمبيوتر الشخصي من IBM في عام 2005، أبدلت الشركة الصينية بمراحيض القرفصاء التقليدية في مقر الشركة في بكين مراحيض ذات نمط غربي يتم الجلوس عليها، للتسهيل على زملائهم وزبائنهم غير الصينيين.

كان هذا أحد الأمثلة فقط على الاهتمام بالتفاصيل التي أدت في نهاية المطاف إلى نجاح التكامل المضني أحياناً بين الشركتين. وتضمنت التغييرات الأخرى التحول من أول يوم إلى اللغة الإنجليزية بوصفها لغة المجموعة الموسعة ـ الأمر الذي شقّ على بعض الصينيين الذين يتحدثون الماندرين ـ والتأكد من أن القهوة، وكذلك أوراق الشاي غير المعبأة التقليدية، كانت متوافرة عندما زار الغربيون المرافق الصينية.

منذ كانون الثاني (يناير)، أعلنت لينوفو شراء قسم الخوادمx86 التابع لـ IBM مقابل 2.3 مليار دولار، وأعمال الهاتف الجوال، موتورولا، من جوجل بمبلغ 2.9 مليار دولار. استيعاب واحدة فقط من تلك الصفقات الكبيرة سيكون صعباً، لكن يولاندا كونيرز، مسؤولة التنوع في لينوفو، قالت إن الشركة تعلمت من التجربة: “لقد أصبح الأمر أسهل لأننا أنجزنا العمل الشاق في وقت مبكر”.

ليت هذا كان ينطبق على جميع الشركات. ترأستُ مناقشة مع 60 من كبار التنفيذيين والمستشارين الأسبوع الماضي حول كيفية تحويل الصفقات الرؤيوية إلى واقع ملموس. من خلال رفع الأيدي، شارك كل شخص منهم تقريباً بصفة مهنية، أو أخرى في إحدى عمليات الاستحواذ، وهو ما يفترض أن يعني أن تنفيذ الاندماج أصبح الآن مهارة أساسية بالنسبة لكثيرين منهم. لكن مع أن عملية عقد الصفقات لم تعد تعاني نسبة فشل تصل إلى 70 في المائة في الصفقات التي تقوم على تقديم العرض أولاً ثم طرح الأسئلة لاحقاً، التي كانت سائدة في التسعينيات، إلا أن 54 في المائة من عينة الصفقات التي أبرمت حديثا في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، التي تم فحصها من قبل كلية كاس لإدارة الأعمال في لندن، أتلفت قيمتها في غضون عامين بعد الاستحواذ. ومهما كانت اللغة التي تترجم بها ذلك، الرسالة واضحة: ليست صفقات جيدة بما فيه الكفاية.

من السهل للغاية دعوة الشركات لوقف عقد الصفقات تماما. المشاكل التي واجهتها لينوفو – موجودة بالتفصيل في “طريق لينوفو”، وهو كتاب جديد لكونيرز وزميلتها جينا كياو – تكفي لصد أي شخص عن الدخول في النوع التحويلي للشراء عبر الحدود. يجب على مجالس الإدارات توخي الحذر في الصفقات التي يبرمها الرئيس التنفيذي بسبب اغتراره بذاته. لكن كثيراً من الشركات الكبرى على الأقل تحتاج إلى تطوير أسلوب لاستيعاب عمليات الاستحواذ الأصغر بنجاح.

نقطة الانطلاق يمكن أن تكون التوقف عن وصف هذه الصفقات بأنها تشبه “الاندفاع والتركيب المباشر” وأن الأمر يمكن أن يُنجز في صباحية واحدة. فمجرد الاندفاع نحو الاستحواذ يعد ضمانة بأنه بمرور الوقت سيعلو الصدأ كل شيء ـ نتيجة للإهمال.

البحث الذي أجرته كلية كاس – وكذلك خبراء استشرتهم الأسبوع الماضي – تشير إلى أن إهمال التشاور مع الموظفين والعارفين بأمور الشركة يجعل الناس يرجحون في وقت مبكر فشل الصفقة. حين تشرك قسم الموارد البشرية أيضاً في استهداف عمليات الاستحواذ، فمن المفترض أن يعمل هذا على تحسين فرص النجاح. تحديد الجهة التي ستكون مسؤولة يعتبر أمراً بالغ الأهمية، لكن القرارات الصعبة الخاصة بالأشخاص والثقافة بحاجة إلى أن يتم اتخاذها من خلال المنظمة. وكانت صفقة IBM لأجهزة الكمبيوتر المحمولة كما تعترف كياو عبارة عن “صراع لأننا لم نعرف كيف نتعامل مع التنوع والقيادة والثقافة”.

يمكن للفشل في دمج الأنظمة أيضاً أن يؤذي الصفقة. جوهانا واتيروس – بصفتها مستشار حول الملكية الخاصة وعضو غير تنفيذي في مجلس إدارة لينوفو شهدت معاملات من جميع الزوايا – تقول إن التكامل الضعيف لتكنولوجيا المعلومات يمكن أن يتسبب في وجود مشاكل في المنظمة بأكملها تستمر لسنوات. قاعدتها البسيطة والمباشرة هي أن مجالس الإدارة تحتاج إلى افتراض أن عملية تحسين تكنولوجيا المعلومات تتطلب، من حيث التكلفة والوقت، خمسة أضعاف تقديرات الإدارة الأولية.

إنه سلاح ذو حدين كون شركات الاستشارات الآن في متناول اليد دائماً بما لديها من “الكتاب الكبير لتكامل الصفقات” للمساعدة في العملية. المستشارون الذين عملوا على إنجاز 40 أو 50 صفقة وأكثر يعرفون عن الجوانب العملية للصفقات أكثر مما يعرفه الرئيس التنفيذي المتوتر الذي يقوم، أو تقوم، بأول صفقة كبيرة له.

لكن الرئيس التنفيذي وحده هو الذي سيعيش مع العواقب، وليس هناك دليل يمكن أن يفسر الاختلافات الكثيرة بين الشركات والتحديات المتعددة التي ستتولد نتيجة الجمع بينها. في هذا الصدد فقط، لم تستفد كونيرز وكياو بسبب عنوان كتابهما (الذي لم يكن خيارهما الأول). وكما تشيران، فإن حالة العقل القابلة للتكيف تعتبر أكثر أهمية من “الطريق” الثابت أو القالب لتحقيق التكامل. إذا كنت لا تستطيع أن تكون مرنا، فإنك قد تزيل المنطق كله وتنزعه من الصفقة.