أكد مصدر برلماني وجود تمرد وسط مقاتلي “حزب الله” في سوريا، مشيراً إلى أن بعض المقاتلين في جرود عرسال رفضوا تنفيذ أوامر بشن هجوم على مقاتلي جبهة “النصرة”.
وكشف المصدر في تصريح إلى صحيفة “الوطن” السعودية، ان قادة في مليشيات الحزب احتجوا على عدم تدريب المقاتلين الذين ترسلهم قيادة الحزب إلى الصفوف الأمامية مباشرة بعد تجنيدهم، مؤكدين عدم قدرة أولئك على تنفيذ المهام القتالية الموكلة إليهم.
وأكد ان هذه من المرات النادرة التي يتم فيها عصيان تنفيذ الأوامر وسط مقاتلي “حزب الله”، لأنه حزب عقائدي يعتمد أساساً على حشد العناصر وتعبئتهم دينيا وبث الحماسة في نفوسهم، لذلك كان مقاتلو الحزب يوصفون دوماً بأنهم ينفذون ما يصدر إليهم دون تفكير أو إبداء لوجهة نظر. أما أن يتم رفض تنفيذ الأوامر فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة أصابت جزءاً مهماً من عقيدة أولئك المقاتلين.
وأكد المصدر انه نظرًا لخطورة الأمر، اضطر أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله مغادرة مخبئه الآمن، حيث ذهب إلى القلمون، وخاطب الجنود في محاولة لرفع روحهم المعنوية عقب الخسائر الفادحة التي منوا بها في بريتال، لافتًا الى أنه اصطدم بموقف قوي من قادة مليشياته الذين طالبوه بتوفير تدريب للمقاتلين قبل الزج بهم في أتون القتال.
وعن إصرار نصر الله على استمرار وجود المقاتلين في سوريا، أشار المصدر الى ان مثل هذا الموقف طبيعي لزعيم حزب، قراره ليس في يده، بل مرتبط بإيران، مشددا على أن الحزب المذهبي يلتزم بالمصالح الإيرانية وليس بالمصالح اللبنانية.
في المقابل، اعتبرت مصادر سياسية لبنانية ان هناك أزمة حقيقية داخل الحكومة في ظل ازدواجية المعايير في حفظ الأمن وبسط سيطرة الدولة، وهو الأمر الذي دفع بوزير الداخلية نهاد المشنوق إلى التحذير من أن عدم معالجة الثغرات الأمنية قد يتسبب في انفجار حاد بعد حالة التسيب والفلتان التي تجري لاسيما في البقاع، حيث يهيمن “حزب الله” وتمنع بعض الأجهزة الأمنية من إنجاز مهامها.