إيلي قهوجي
لا تزال أجواء الحذر مخيمة على الاسواق المالية اللبنانية مع استمرار السجالات السياسية بين مؤيدي التمديد مجددا لولاية مجلس النواب الحالي والمطالبين باجراء انتخابات نيابية لاعادة تكوين السلطة التنفيذية، في ظل اصرار البعض على أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل أي عمل آخر، بعد خلو هذا المنصب منذ خمسة أشهر لاعتبارات سياسية.
ومما زاد مشاعر القلق في الاسواق تزايد الهواجس الامنية بعد ربط مصير العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم جماعات ارهابية من عرسال مطلع آب الماضي باستجابة مطالب خاطفيهم، الامر الذي يسبب انقسامات.
لذا التزم المتعاملون في بورصة بيروت جانب الحيطة أمس ايضا في مقاربتهم الصكوك المالية المدرجة على لوائحها حتى في معرض اغتنام البعض فرص تدني أسعار عدد منها على نحو مبالغ فيه لشرائه بالاسعار المعروض بها، الامر الذي شكل عاملا اضافيا ضاغطا عليها. وفي هذا المجال تندرج اسهم سوليدير الاكثر انتشاراً في السوق، إذ بعدما افتتحت جلسة امس بـ11,79 دولارا للسهم الواحد، اتجهت نزولا وبسرعة الى ادنى على 11,50 دولارا لتردد المهتمين بها في الشراء، قبل ان تقفل الفئة “أ” منها بـ11,50 دولارا في مقابل 11,76 اول من أمس (ناقص 2,21 في المئة) والفئة “ب” بـ11,53 دولارا في مقابل 11,83 في الفترة عينها (ناقص 2,53 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري. إلا أن الصكوك المصرفية ظلت ممسوكة اجمالا فتقلبت تلك التي جرى تداولها امس ضمن هوامش ضيقة مع ميل الى المراوحة باستثناء اسهم “بنك عودة” التفضيلية – H التي ارتفعت اسعارها من 100,00 دولار الى 101,00 (زائد 1,00 في المئة)، وقت جاء تسجيل صفقة خاصة تناولت تبادل 100000 سهم مدرج من بنك لبنان والمهجر دفعة واحدة بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ8,57 دولارات بعد تداول 350 سهما بالسعر عينه وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية، وهو السعر الذي أقفل به (دونما تغيير) عاملا داعما للنشاط مع استقرار اسهم بنك عودة التفضيلية – E على 101,50 دولار واسهم بنك بيبلوس التفضيلية – 2009 على 101,10 دولار وبنك بيروت المدرجة على 18,39 دولارا، الى صفقة خاصة اخرى عند الاقفال تناولت تبادل 825000 سهم مدرج من بنك عودة دفعة واحدة بسعر تحدد بـ6,00 دولارات للسهم الواحد (دونما تغيير).
وأدى ذلك الى تراجع مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية 5,36 نقاط نسبتها 0,46 في المئة على 1161,53 نقطة بتأثير من سوليدير في سوق نشيطة جدا بفضل الصفقات الخاصة المشار اليها اذ تبودل فيها 994458 صكا قيمتها 9,902,503 دولارات في مقابل تداول 11023 صكا قيمتها 100504 دولارات أول من أمس.
في الخارج، واصل الاورو تراجعه امس ايضا ليكسر نزولا عتبة الـ1,27 دولار غداة كسره عتبة الـ1,28 دولار، في تطور عزاه خبراء أسواق القطع العالمية الى استمرار تحسب المستثمرين لوضع المصرف المركزي الأوروبي موضع التنفيذ برنامجه لشراء سندات الشركات في منطقته دعماً للاقتصاد فيها في كانون الأول المقبل بما يزيد المعروض من الأورو في القنوات المالية لمصلحة الدولار الذي لقي دعماً أمس من ارتفاع أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة بنسبة 0٫1 في المئة في أيلول بوتيرة شهرية وبنسبة 1٫7 في المئة بوتيرة سنوية مما قد يمهد الطريق أمام رفع أسعار الفائدة الأميركية للحيلولة دون تنامي مظاهر التضخم فيها. الى ذلك، جاء الحديث عن توقع فشل 18 مصرفاً أوروبياً في اختبارات تحمل الأزمات عندما سيعلن المصرف المركزي الأوروبي نتائج هذه الاختبارات الأحد المقبل تأثيره الضاغط أيضاً على الأورو الذي أقفل في نيويورك بـ 1٫2640 دولار في مقابل 1٫2715 أول من أمس، الأمر الذي حرّك جني الأرباح على الذهب الذي أقفلت الأونصة منه بـ 1241٫00 دولاراً في مقابل 1249٫00 في الفترة عينها.
وواصلت الأسهم الأوروبية ارتفاعها مع توسم المستثمرين خيراً بخطة المركزي الأوروبي لشراء سندات الشركات لاحياء اقتصاد منطقة الأورو وكذلك بتحسن الثقة بنتائج هذه الشركات، فأقفلت البورصات فيها بمكاسب راوحت بين 1٫09 في المئة في ميلانو و0٫39 في المئة في أمستردام. إلا أن أسواق الأسهم الأميركية عادت وأخفقت في مواصلة ارتفاعها بعد بداية مترددة عقب موجة ارتفاع دامت أربعة أيام مع التقاط المستثمرين أنفاسهم مما حملهم على جني ما تيسر لهم من أرباح على شركات عدة، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 15439 نقطة على 16461٫32 نقطة و36٫63 نقطة على 4382٫85 نقطة توالياً.