في اللقاء الاخير لهما في باريس، اتفق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مع وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل على لقاءات دورية يتبادلان فيها الافكار حول التطورات في المنطقة ولبنان، ليأتي لقاؤهما في المملكة ضمن باقة اجتماعات ولقاءات عقدها جعجع مع عدد من كبار المسؤولين والاصدقاء هناك، علماً انه لم يزر المملكة السعودية منذ مدة، فجاءت هذه اللقاءات في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة في سوريا والعراق وبالأخص بعد نشوء التحالف الدولي في مواجهة داعش.
وأفاد مصدر قواتي مطلع على أجواء الزيارة “المركزية” أن جعجع باشر ليلة وصوله الى جدة جملة اجتماعات مهيأة منذ اسابيع مع المسؤولين السعوديين، في مواكبة وصفت بـ”المميزة” من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي كان ينزل في الفندق المقابل حيث جعجع. واذا كان السعوديون يقدرون في جعجع حرصه على أمانات المجالس وعدم اعلانه عن اسماء من التقاهم خارج البيان الرسمي، الا ان المصدر ذاته اكد ان هذه اللقاءات كان لها نكهة مميزة بين ما هو رسمي وما هو شخصي ووديّ لما لعلاقة جعجع بالسعوديين من خصوصية لجهة الاحترام والصداقة والثقة المتبادلة.
وبحسب المصدر، فإن القادة السعوديين رددوا أمام جعجع واكدوا تقديرهم الكبير لرموز لبنانية لا يزال يشكّل هو سليلها السياسي الموثوق، وهما الرئيسان كميل شمعون وبشير الجميل. واذ ابدى السعوديون ارتياحهم لاسلوب مقاربة رئيس القوات للملف اللبناني، فانهم اكدوا له ان “اهل مكة ادرى بشعابها” وحبذوا الوقوف عند رأيه في الملفات الداخلية اللبنانية، خصوصاً ان ثقة السعوديين بسمير جعجع كبيرة منذ أن واكبوه قبل ومع مرحلة الاعتقال في زمن الوصاية السورية الى ما بعد الخروج السوري من لبنان، وهم يرددون دوماً على مسامعه ومسامع من يلتقونهم من المسؤولين اللبنانيين ان سمير جعجع شخصٌ موثوق أمينٌ لمبادئه وخطه، وصلبٌ في مواجهة الاغتيال ويُجيد التكتيك واللعبة السياسية وهو صديقٌ صدوق لحلفائه.
وفي مناقشة التعطيل القاسي الذي يسود ملف رئاسة الجمهورية والاستياء السعودي من ذلك، اشار المصدر الى ان توافقاً كاملاً على الاسلوب المتّبع في ادارة المعركة ساد بين المسؤولين السعوديين وجعجع، حيث اجمع الطرفان على ان قوى 14 آذار فعلت كل ما في وسعها حتى الآن، ولكن تعنت الفريق الآخر وعدم جهوزيته لمد اليد وتمسكه بمرشح واحد أو لا أحد يُبقي الأمور معلّقة.
تجدر الإشارة الى أن لقاءات جعجع مع المسؤولين السعوديين لم تتطرق الى أسماء المرشحين بل تُرك لرئيس القوات اللبنانية وحلفائه وعلى رأسهم سعد الحريري البت في هذا الموضوع.