IMLebanon

شحّ الأمطار يرفع سعر زيت مرجعيون وزيتونها

Safir
مي مارون

يشكو المزارعون في منطقة مرجعيون من شح غير مسبوق في محصول الزيتون لهذا العام على عكس السنوات الماضية. ويعود ذلك أساسا إلى الشحّ الكبير في الأمطار في فصل الشتاء الفائت.
أمام هذا الوضع، من الطبيعي توقع زيادة ملحوظة في الأسعار مع ارتفاع الطلب، وتدني الكمية المعروضة. وتتداول أوساط المزارعين زيادة 150 في المئة على سعر صفيحة الزيت. فبعدما كان يتراوح سعرها بين 80 و100 دولار في العام الماضي، بدأ المزارعون هذا العام ببيع تنكة الزيت بـ140 دولاراً وأكثر، فيما وصل سعر كيلو الزيتون إلى 10 دولارات.
دورة الإنتاج
يتحدث المزارعون عن دورة الانتاج التي تمتد على سنتين، عادة ينتج في الاولى الكميات الأكبر من المحصول، فيما ينخفض الانتاج في السنة التالية، لما يقارب نصف الكمية. هذا الموسم ينتمي الى القسم الثاني من الدورة، ما يبرّر تدني كمية الانتاج، ولكن اللافت للانتباه هذا العام، ان التدني وصل الى مستوى الشح، وأن الكمية المنتجة تكفي في أحسن الأحوال الاستهلاك الذاتي للعائلات، بعدما كانت هذه الزراعة باب رزق لغالبية العائلات الجنوبية، بحسب قول المزارعين.
لموسم الزيتون في قرى مرجعيون «رهجته»، كما يؤكد المزارعون، اذ إنهم اعتادوا على تكريس شهر تشرين الاول كله أو القسم الاكبر منه على الاقل من كل عام، لقطاف الزيتون. ولا بد من الاشارة الى أن قرى الجنوب تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الزيت والزيتون، لا سيما قرى حاصبيا، تليها قرى مرجعيون. ومحصول مرجعيون، يتميز عن محصول باقي المناطق، فبحسب مزارعي المنطقة «لا يرتوي زيتون مرجعيون إلا من الأمطار، ما يعطيه هذا الطعم المتميز والجودة العالية».
تشكل الزراعة مورد الرزق الاول لأهالي قرى مرجعيون، وتحتل زراعة الزيتون المرتبة الاولى بين الزراعات، نظراً للمساحات الكبيرة التي يحتلها شجر الزيتون في هذه المنطقة والإنتاج الكبير الذي يقدمه لأصحابه.

إرث ثمين

لشجرة الزيتون رمزيتها في مرجعيون، فهي إرث ثمين يرتبط بتاريخ أهل المنطقة، الذين يحرصون بدورهم على زرع أشجار جديدة في كل عام، ليرثها أولادهم من بعدهم.
يؤكد فايز عبدالله، أحد المزارعين، أنه كمعظم سكان المنطقة «يعتمد اعتماداً أساسياً على مواسم الزيتون لتغطية التكاليف المدرسية والجامعية لأولاده والتكاليف الصحية له ولزوجته ولأهله»، مشيراً إلى أنه «مع بدء تشرين، يعود الحديث عن موسم الزيتون الى الواجهة، ويصبح الكلام عن شح الإنتاج لهذا الموسم سيد الأحاديث».
ويصف عبدالله «هذا الموسم بالكارثي»، مؤكداً أن «تراجع المحصول لم ينعكس سلباً على المزارعين فقط، بل على سوق البيع عامة». ويعزو السبب «لشح الأمطار المورد الأساسي لري الزيتون».
يتحدّث مزارعون عن صعوبة إيجاد عمال لبنانيين وسوريين في المواسم الماضية نظراً لوفرة المحصول، فكانوا غالباً ما ينتظرون حتى ينتهي جيرانهم من القطاف للاستعانة بعمالهم ليتمكنوا من إنهاء الموسم. أما مشهد اليوم فيختصر القصة، بأعداد العمال السوريين المتجمهرين في ساحة مرجعيون أو على أطراف مخيماتهم بانتظار أن يأتي أحد، ويطلب منهم العمل في حقوله، ما يشكّل خير دليل على شح الموسم وقلة الإنتاج.
يوضح العديد من العمال أن «موسم الزيتون كان يشكل مورد رزق أساسياً لهم ولعائلاتهم، حيث يعمل كل من تجاوز الثالثة عشرة من العمر من أفرادها في القطاف، ما يشكل مدخولاً كبيراً للعائلات العاملة»، مشيرين إلى ان «هذا الشح مع قرار بعض أصحاب الاراضي الزراعية في المنطقة بإراحة أرضهم من الزراعة هذا الموسم، يشكل كارثة اقتصادية على العائلات المعتمدة على العمل في القطاع الزراعي، ما ينعكس سلباً على اقتصاد المنطقة عامة».