أعربت مصادر ديبلوماسية في بيروت عن قلقها البالغ من وقوع الانفجار السني ـ الشيعي على الساحة اللبنانية، وذلك على خلفية السجالات الساخنة المستمرة والتي تأتي على وقع تفاقم الخلاف السعودي ـ الإيراني المتصاعد على أكثر من ساحة عربية خصوصا في العراق وسورية واليمن وليبيا.
وأشارت الى أن القرار الدولي بحماية الساحة اللبنانية ومنع انجرارها نحو منزلقات الفوضى والفتنة لايزال ساري المفعول، إلا أن هذا القرار بدأت ركائزه بالاهتزاز خصوصا في ظل انشغال المجتمع الدولي بالحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم “داعش”.
ويبدي خبراء عسكريون اعتقادهم بأن غزوة بريتال قد تتكرر بعدما فشلت الغزوة الأولى في تحقيق أهدافها لأن الرد الفوري لمقاتلي حزب الله كان فاعلا ومنسقا، على الرغم من العدد الكبير نسبيا للذين سقطوا في صفوف مقاتلي الحزب، من هنا، فإن المراجع تتحدث من أن محاولة اختراق الطوق المفروض على المسلحين في جرود القلمون وعرسال ستتكرر لأن انسحابهم في اتجاه القلمون السوري متعذر لأن كل المنافذ مسدودة من الجيش السوري وحزب الله، وقد فشلت محاولة تأمين ممر آمن لانسحابهم، لكن أي محاولة للهجوم على بريتال ستشعل مواجهة قوية بين المسلحين ومقاتلي حزب الله في ضوء الإجراءات التي اتخذها الحزب ومنها نشر «قوات النخبة» في المواقع التي تعتبر حساسة.
ويخشى الخبراء من أن ينقل الإرهابيون نشاطهم العدواني الى شبعا والعرقوب والبقاع الغربي عبر بعض الخلايا النائمة التي رصد الجيش وجودها في عدد من القرى ويتعامل معها تباعا، أو الى الساحل الجنوبي، إضافة الى نقاط رخوة عسكريا في القاع ورأس بعلبك بهدف إحداث إرباكات متتالية.
ويتحدث الخبراء عن مخطط لدى المسلحين بخرق جبهة النبي شيت ـ بريتال في البقاع الأوسط بغية تحقيق انتصار في القلمون من الجهة اللبنانية، ثم الوصول الى رياق، ما يتيح تقسيم البقاع الى شطرين أوسط وشمالي، إلا أن تنفيذ هذا المخطط يحتاج الى حشد مقاتلين بأعداد كبيرة، فضلا عن أن المجموعات التي ستتولى تنفيذه تقع تحت مرمى صواريخ ومدفعية حزب الله في القلمون.
ويتحدث خبير عسكري عن سيناريو من المحتمل أن يكون قيد التنفيذ، ويكمن في دخول مجموعات صغرى باتجاه منطقة مجدل عنجر وجوارها والتوغل من منطقة غرب دمشق باتجاه منطقة العرقوب وتحديدا بين طريق الجامعة العربية حتى منطقة راشيا، وهذا السيناريو خطر لأن المنطقة فارغة من السكان (المسيحيون قلة والسنة مهاجرون) مع وجود كثيف للنازحين السوريين، وهذه المنطقة خارجة عن التماس مع القرى الشيعية، وما يحكم المنطقة العسكرية هو الوجود الإسرائيلي في جبل الشيخ. وما عملية حزب الله في شبعا بعد يومين من غزوة بريتال إلا رسالة واضحة للإسرائيليين بأن تورطهم في الحرب الى جانب التنظيمات الإرهابية سيعني فتح جبهة الحدود مجددا، مع ما يحمله ذلك من تداعيات كبيرة وخطيرة.
ويقول إن هذا السيناريو “إذا وقع ستكون له أهداف سياسية واستراتيجية كبرى لأنه يدخل إسرائيل الى مسرح العمليات مع قوات الائتلاف الدولي ضد داعش”.
على صعيد آخر، تناقلت وسائل الإعلام معلومات حول قيام الجبهة الشعبية القيادة العامة بتعزيز مراكزها ومواقعها في منطقة البقاع المنتشرة على طول 14 كلم تقريبا، بالتنسيق مع حزب الله والنظام السوري، من أجل حماية المناطق الحدودية في البقاعين الأوسط والشرقي من هجوم قد يشنه مقاتلو “جبهة النصرة” والجبهة الإسلامية والجيش الحر من الزبداني باتجاه البقاع بالتنسيق مع خلايا أصولية نائمة منتشرة في مناطق مجدل عنجر ـ الصويري ـ بر الياس ـ دير زنون.
وتشرف مواقع القيادة العامة على أراض سورية ولبنانية، وترصد الخط المقابل لمواقع الجبهة من الضفة السورية، بدءا ببلدة كفير يابوس السورية القريبة مرورا بالزبداني ومضايا وسرغايا. أما من الجهة اللبنانية فتشرف على سهل دير زنون ـ زحلة وجزء من البقاع الأوسط، بدءا بعنجر من الجنوب، امتدادا الى الفاعور وكفرزبد وعين كفرزبد وقوسايا ودير غزال ورعيت ورياق ومطار رياق العسكري في الغرب، وأبلح وبدنايل حتى النبي آيلا في الشمال.