يسيطر الهدوء الحذر في اماكن الاشتباكات في الاسواق الداخلية القديمة في طرابلس. وقد دعت هيئة علماء المسلمين بعد اتصال مع وزير العدل اللواء اشرف ريفي وقيادات المدينة الاعلاميين الى الدخول الى اماكن المواجهات لاظهار الصورة بأن المسلحين قد انسحبوا من الشوارع التي شهدت مواجهات عنيفة منذ ليل امس.
وكانت المساع الجدية مع المسلحين عبر مشايخ وفاعليات منطقة الاسواق قد نجحت بتأمين دخول القوى الامنية الاسواق القديمة في طرابلس بالتزامن مع خروج المسلحين منها.
وكان الجيش قد أحكم طوقًا على المسلحين وعملت عناصره على تضييق الخناق عليهم. المجموعة المسلحة التي بدأت المعركة ضد الجيش يقودها شادي المولوي وأسامة منصور انتقامًا لاعتقال الجيش لسليم ميقاتي، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”.
مصادر أمنية أكّدت لقناة الـ”LBCI” إصابة المولوي فجرًا في كمين نصبه له الجيش في منطقة سوق الخضار، وجرح شخص آخر كان برفقته.
واذ أشارت مصادر أمنية للـLBCI الى تعهدات بسحب المسلحين وتسليم من اطلق النار مباشرة على الجيش وإعادة اﻹعتبار للخطة اﻷمنية بطرابلس وتفعيل اﻹستنابات القضائية، أكدت مصادر الجيش للـLBCI أن لا تراجع ولا مساومة وان المعركة مستمرة حتى ازالة الوضع الشاذ في طرابلس، ولا علاقة لنا بما تقوم به بعض الجهات وسنطلق النار على المسلحين فور رؤيتهم ولن نمنحهم اي تسهيلات
ولفتت المصادر أمنية الى أن ما جرى في طرابلس هو عرسال 2 مصغرة والى ان الطابع اﻹرهابي غلب على المسلحين وهناك من أعطى أوامر وتوجيهات مباشرة بفتح المعركة.
ولاحقًا اصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيانًا أعلنت فيه مواصلت وحداتها العسكرية تنفيذ عمليات دهم لأماكن المسلحين وتضييق الطوق عليهم في منطقة الزاهرية- طرابلس، وقد تمكنت من توقيف عدد منهم وضبط كمية من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية، كما أوقعت عددا من الإصابات في صفوفهم.
كما اعلنت مداهمة منزل الإرهابي أحمد ميقاتي في طرابلس وضبط كمية كبيرة من المتفجرات مشيرة الى ان الخبير العسكري يعمل على نقلها إلى مكان آمن ليصار إلى تفجيرها.
وإذ حيت فعاليات مدينة طرابلس وأبنائها على وقفتهم إلى جانب الجيش ودعم مهمّته، أكدت القيادة مضيّها قدماً في عملياتها العسكرية حتى القضاء على المسلحين ومنع جميع المظاهر المسلحة في مدينة طرابلس، تمهيداً لعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية، داعيةً المواطنين إلى التجاوب التام مع الإجراءات التي تنفذها وحدات الجيش تباعاً، وإبلاغ المراكز العسكرية عن أي حالات مشبوهة، وذلك حفاظاً على سلامتهم، واستكمالاً للعمليات العسكرية في أسرع وقت ممكن.
هذا ودهمت قوى الجيش منزل الإرهابي المطلوب ربيع الشامي في محلة دفتردار، حيث أوقفته وعثرت بداخل المنزل على كميات من الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال، بالإضافة إلى مخزن يحتوي على معدات طبية، كان يستخدمه المسلحون لمعالجة المصابين منهم.
وبلغت حصيلة الاشتباكات منذ ليل الجمعة 9 عسكريين، بينهم ملازم أول، إصابتهم طفيفة، و4 مدنيين بينهم مصور صحافي في جريدة “الانوار”، وهم: جمال رجب، محمد عز الدين، علاء بدوي والمصور الصحافي فتحي المصري.في المقابل، لم يفد عن عدد الاصابات لدى الارهابيين نظرًا لعدم قدرة الصليب الاحمر من الوصول الى مكان الاشتباكات.
الى ذلك، عقدت فاعليات طرابلس اجتماعًا أمنيًا في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، بحضور الرئيس نجيب ميقاتي وبعض نواب المدينة، أكّد خلاله المجتمعون الحرص على الأمن والإستقرار ودعم الجيش والقوى الامنية، ولفتوا الى أنّ خطط السياسيين هي بالحفاظ على أمن البلد وتراثه وثقافته وعلى المواطنين.
الشعار وبإسم المجتمعين قال إنّ طرابلس هي الهمّ الأول والشغل الشاغل، مشيرًا الى التواصل مع الحكومة والمسؤولين للحفاظ على الأمن والمواطنين، ونقل دعم المجتمعين للخطط الأمنية كافة. وقال: “لا بدّ للهيئة العليا للإغاثة التحرّك لإنقاذ المدنيين المحاصرين وتأمين أماكن سكن لهم، وثقتنا كبيرة بالمواطنين بأن يحسنوا التعاون مع طلب الهدوء والأمن والتعامل مع الجيش ومع المسؤولين عن المنطقة”.
وبدوره، أكّد ميقاتي أنّ طرابلس وأهلها لا تقبل أي فئة إرهابية وفي الوقت نفسه فهي تدعم الجيش في مواقفه، لكي يقوم الامن فيها مع الحفاظ على المدنيين وعلى التراث التاريخي للمدينة. وأضاف: “نداء لكلّ مواطن أن نكون متحدين ومتكاتفين لما فيه خير المدينة، وعلى المسلحين أن يعلموا أنّ طرابلس لا تقبل إلا أن تكون تحت حماية السلطة الشرعية”.
وحاول المسلحون في ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﺎﺑﻌﺔ لـ”جبهة ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ’” ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﺃﻱ ﺗﺠﺎﻭﺏ.
وزير الدفاع سمير مقبل أعلن للـ”mtv” أنّ الجيش يتحرك بمواقف دفاعية لا هجومية وعلى أولياء طرابلس المساعدة بردّ المسلحين ودعم الجيش، مؤكّدًا أنّ “الجيش سيدافع عن نفسه متى هوجم، لكننا لسنا في وارد الهجوم وتكبيده شهداء اضافيين “عالفاضي”.
معلومات ذكرت أنّ الجيش يستخدم طائرات استطلاع وهو حذر في التقدم بالمعركة نظرًا لوجود مدنيين محاصرين في منازلهم في منطقة الاسواق القديمة.
واحترق منزل في ساحة النجمة قرب مسجد المنصوري في طرابلس. ومن حين الى آخر، كانت تشتدّ حدّة المعارك في المدينة وسُمعت أصوات القذائف والاسلحة الرشاشة إضافة الى أعمال القنص.
بدورها، أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيانًا لفتت فيه الى أنّه واعتباراً من مساء الجمعة تعمل قوى الإرهاب على زعزعة الوضع الأمني في مدينة طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، فعمدت إلى نشر عناصر مسلحة في محلة الزاهرية، وعلى الفور تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث عملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة.
وأشارت الى أنّه نتج عن الاشتباكات إصابة 8 عسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين.
ولا تزال وحدات الجيش تقوم بتنفيذ عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم إلى القضاء المختص.
أسماء الجرحى نتيجة الاشتباكات الدائرة في طرابلس:
الجرحى العسكريين: الملازم أول فادي بو رجيلي والعسكريون عدنان أحمد الحكم، عباس المصري، عودة العويد، قاسم محمد فوعاني، علي ابو حمدان، سليمان زعرور، مصطفى صالح، شادي بو حرب ومحمد سعيد الباي.
الجرحى المدنيين: جمال رجب، جمال علي سلامة، محمد بدرا، محمد عز الدين إضافة إلى المصور الصحافي فتحي المصري.
وذكرت معلومات عن وجود جثة لقتيل أمام مبنى في السوق العريض في طرابلس عجز السكان عن سحبها بسبب اﻹشتباكات الدائرة. وأفيد عن مقتل المواطن عبدو المصري لم يتّضح ما إذا كان نفسه صاحب الجثة.
وفي سياق متّصل، عمّم وزير الصحة أبو فاعور على جميع مستشفيات مدينة طرابلس استقبال الجرحى من المدنيين في اشتباكات المدينة ومعالجتهم على نفقة الوزارة.
