IMLebanon

بنك التعمير الصيني أول ضحايا النظام المصرفي في الصين

CHINA-CONSTRUCTION-BANK

سقط بنك التعمير الصيني -ثاني أكبر البنوك الصينية- كأول ضحية لتراجع النمو في الصين، بعد أن أعلن عن نتائج أرباحه خلال الربع الثالث، والتي سجلت أدنى مستوياتها في خمسة أعوام.

نتائج أرباح البنك هي الأولى ضمن الخمسة بنوك الكبار في الصين، حيث من المنتظر الإعلان عن نتائج أرباحها لتتضح الصورة بشأن تأثير ضعف معدلات النمو على القطاع المصرفي في الصين، إلى جانب عزوف المستثمرين عن الاقتراض، مما قلل من أرباح البنوك الصينية.

نتائج أرباح ضعيفة

شهد الربع الثالث ارتفاع صافي دخل بنك التعمير الصيني بنسبة 5% إلى 59.6 مليار يوان صيني (9.7 مليار دولار أمريكي)، وهو أدنى ارتفاع لنسبة الدخل منذ أكثر من خمس سنوات. يذكر أن الربع الثالث من العام الماضي قد شهد صافي ربح بقيمة 56.8 مليار يوان صيني.

الجدير بالذكر أن مجموع أرباح أكبر خمس بنوك في الصين -ومن ضمنهم بنك التعمير الصيني- من المتوقع أن يستقر عند 8.2% خلال الربع الثالث من العام الجاري، بأقل من ارتفاع بنسبة 10% خلال نفس الفترة من العام الماضي.

بنك التعمير الصيني يعتمد بشكل أساسي على القروض العقارية، وعلى أداء قطاع المنازل في الصين، حيث بلغت القروض العقارية 25% تقريباً من إجمالي القروض التي يخرجها البنك.

القيود التي فرضها البنك المركزي الصيني على قطاع العقارات عقب أزمة الرهن العقاري العالمية، دفعت القطاع إلى التدهور بشكل كبير، ودفعت العديد من الاستثمارات إلى العزوف عن هذا القطاع، نظراً لتضييق الخناق من قبل الحكومة.

يذكر أن بنك التعمير الصيني قد خصص 16.3 مليار يوان صيني خلال الربع الثالث لمواجهة التدهور في الديون، وهو أعلى بنسبة 70% من العام الماضي.

يأتي هذا بعد أن ارتفعت الديون المتعثرة للبنك بنسبة 10% إلى 105.3 مليار يوان صيني.

أسباب أساسية لتدهور قطاع البنوك في الصين

– السبب الأول والرئيسي هو ضعف النمو العام في الأنشطة الاقتصادية في الصين.

– تدهور قطاع المنازل وما تلاه من تبعات سلبية على قطاع الإنشاء والتعمير وقطاع الائتمان البنكي الذي تدهور من تراجع القروض العقارية.

– تراجع الطلب العالمي في ظل ضعف النمو في الاقتصاديات العالمية، وعلى رأسها الاقتصاد الأوروبي، وهو ما تسبب في تراجع استثمارات الشركات المصدرة في الصين، وبالتالي أثر هذا عمليات الإقراض بغرض التوسع الاستثماري.

– هروب رؤوس الأموال مؤخراً من قطاع البنوك الصيني والتوجه إلى الاستثمار في أسواق المال والصناديق الخاصة التي تقدم عائد أعلى من البنوك الصينية.

إجراءات اتخذها البنك المركزي الصيني

اتخذ البنك المركزي الصيني العديد من الإجراءات بهدف مساعدة قطاع البنوك، والذي يعد الركيزة الأساسية لتوسع الاستثمار، وتعافي النمو في الصين، نذكر منها الإجراءات الأخيرة الآتية:

– ضخ 200 ميار يوان صيني (32.7 مليار دولار أمريكي) في 20 بنكاً مساهماً لدعم السيولة النقدية. التفاصيل

– مؤخراً، اتخذ البنك المركزي الصيني والحكومة إجراءات من شأنها تخفيف حدة القيود على قطاع العقارات. تعرف عليها

– الشهر الماضي، أعلن المركزي الصيني عن ضخ 500 مليار يوان في أكبر خمسة بنوك في الصين.

– ضخ 1.3 مليار دولار أمريكي في أسواق المال والقطاع البنكي في الصين.

– خفض أسعار الفائدة بين البنوك بقيمة 20 نقطة أساس لتصل إلى 3.5% لتسهيل عمليات الإقراض والائتمان.

الخلاصة

يتضح من الإجراءات السابقة أن صنّاع القرار في الصين يرفضون تنفيذ خطة تحفيزية كبيرة، وفي المقابل يقومون باتخاذ إجراءات تحسينية في القطاعات المتضررة، وعلى رأسها قطاع البنوك والقطاع العقاري.

يرجع هذا إلى المخاوف الصينية أنه في حالة تطبيق برنامج تحفيزي ضخم، سيزيد من المخاطر التضخمية، نظراً للسيولة النقدية الضخمة التي سيتم ضخها في القطاعات المختلفة من الدولة.