أكد مسؤول أمني عربي لصحيفة “السفير” عدم جدوى محاربة الإرهاب انتقائياً، مكرّرا أنّ الاهتمام العربي بلبنان لم يتراجع، لكن الأزمات العربية تضاعفت، ما أدّى الى تراجع في موقع لبنان ومعه فلسطين على الأجندة الدولية، وبات العراق وسوريا في صلب الأولويات.
وأشار الى أنّ لبنان يتأثر بما يجري في سوريا أكثر من أي مكان آخر، وسينعكس تحسن الوضع في سوريا حتما على لبنان، لكن لا أعتقد أنّ قواعد اللعبة المتعارف عليها في لبنان ستتغير في المدى المنظور.
وردّا على سؤال «السفير» قال المسؤول الأمني العربي إنّه لا بد من إيلاء اهتمام جدي وكبير بالمخيمات الفلسطينية في لبنان بسبب إهمالها اجتماعيا وإنسانيا، مضيفا: “لا يمكن تبرير وصول التطرف الى هذه المخيمات، لكن بعض التنظيمات تحاول استغلال الحالة الاجتماعية والفقر وقلة التعليم وانعدام الاستشفاء لكي تجنّد بعض الأفراد، ويمكن للحكومة اللبنانية أنّ تسهّل حياة الفلسطيني الذي بحسب علمي يجاهر بأنه لا يريد من لبنان إلا العيش بكرامة، لا أكثر ولا أقلّ، مع ضمان عدم الضرر بالأمن القومي اللبناني وبعدم التدخّل في الشأن الداخلي اللبناني بالمطلق”.
وعمّا إذا كان الاتفاق السعودي الإيراني مستقبلا سيغيّر في المعادلات اللبنانية، قال المسؤول الأمني العربي: “بالتأكيد، إذا حصلت تفاهمات إقليمية”. وأشار الى ان الأوراق تختلط في الآونة الأخيرة وما جرى أخيرا في العراق (تمدد «داعش») قد يخفف من حدّة بعض اللاعبين الاقليميين، لأنّ المصالح تتضرر كثيرا. في السابق كانت إيران تشعر بأنها طليقة اليد، لكن اليوم لا منتصر في الأزمات الحالية ولا أحد يمكنه الادعاء أنه يتحكّم بشؤون المنطقة وحده وكل ما يجري لا يصبّ في مصلحة الدول العربية”.
