Site icon IMLebanon

50 مسلحاً يفتحون معركة في طرابلس وأوساط المشنوق: العلاج بالمسكنات لم يعد مفيداً

 

ذكرت صحيفة “النهار” أن تحريك الوضع الامني مساء الجمعة في طرابلس لم يكن سوى انعكاس لترددات العملية العسكرية – الامنية التي نفذها الجيش في بلدة عاصون في قضاء الضنية، وأوقف خلالها أحمد ميقاتي الذي يعتبر أحد المطلوبين الأشد خطورة بين الارهابيين المرتبطين بتنظيم “داعش”، والتي كشفت على ما يبدو امتدادات “نائمة” للخلايا الارهابية.
واتخذت الاشتباكات التي شهدتها المدينة امتدادا حتى ساعات الليل بعدا خطيرا، اذ تبين ان مجموعات مسلحة أعدت لتفجير الوضع سلفا بدليل الانتشار المسلح الكثيف الذي حصل في عدد من أحياء المدينة وعمليات الكرّ والفرّ التي أعقبت انطلاق الشرارة الاولى للاشتباكات واتساعها الى مناطق عدة.

واذ استعادت المدينة أجواء الجولات القتالية السابقة لتنفيذ الخطة الامنية فيها، تسارعت الاتصالات السياسية والامنية ليلا في مسعى لاحتواء التفجير ومنع تفاقم الوضع، وخصوصا بعدما لجأت مجموعة مسلحة الى التحصن داخل احدى الكنائس الامر الذي اكتسب دلالة خطرة.
وكان الوضع قد انفجر عقب اعتداء على دورية للجيش ذكر انها كانت تدهم منطقة التربية التي كان يقيم فيها الموقوف احمد سليم ميقاتي الذي أوقفه الجيش في عملية عاصون.

وبعد الثامنة مساء شهدت مناطق السويقة والتربيعة والقلعة اشتباكات حادة سرعان ما امتدت الى الاسواق الداخلية ومحيط التل وباب الحديد والسرايا القديمة، فيما وصلت تعزيزات للجيش وانتشرت في معظم احياء المدينة وقطع الجيش طرقا عدة وأقام حواجز تفتيش.

وأفادت معلومات أمنية بان الجيش قتل مسلحا قرب التل وأوقف مجموعة من أربعة مسلحين، ثم لاحق مجموعة أخرى لجأت الى كنيسة السريان القديمة في الزاهرية وتحصنت فيها، بينما ضرب الجيش طوقا حول الكنيسة.

وأفيد بأن ضابطا برتبة ملازم أول وأكثر من أربعة عسكريين من فوج التدخل الاول أصيبوا بجروح في الاشتباكات في الاسواق موقفها الى اصابة ثلاثة مدنيين بجروح.
وذكرت “النهار” ان نحو 50 مسلحا على الاقل تولوا الاعتداءات على الجيش وراحوا يفرون في اتجاهات متعددة لتشتيت القوات التي كانت تطاردهم. ولكن اقفال الجيش عددا من الطرق حال دون تمكنهم من الاستعانة بمسلحين آخرين مما يعني ان التفجير كان معدا سلفا.
وتراجعت حدة الاشتباكات نسبيا بعد عمليات التطويق للمجموعات المسلحة التي نفذها الجيش، ولكن ظل الوضع على توتره بعد العاشرة ليلا وكانت تسجل رشقات رشاشة واطلاق بعض القذائف الصاروخية بين الحين والاخر.
وفي سياق متصل بعملية عاصون، أعلنت قيادة الجيش انه نتيجة فحص الحمض النووي “دي ان آي” لاحدى جثث المسلحين تبين انها للمجند الفار عبد القادر الاكومي.

مراجع رسمية وصفت ما يجري في طرابلس بأنه ليس غريباً ولا مفاجئاً، بل كان متوقعاً ربطاً بالتطورات الأمنية الأخيرة، وقالت لـ”السفير”: “إن هذه المعركة إن اتسعت رقعتها في طرابلس هذه المرة، ستكون مفصلية ومختلفة عن باقي المعارك”.
وعلّقت أوساط وزير الداخلية نهاد المشنوق على ما يجري في طرابلس بالقول لـ”السفير” إن العلاج بالمسكنات لم يعد مفيداً”.
وربطاً بذلك، أكدت المصادر الأمنية أن الجيش دفع في الأيام القليلة الماضية بتعزيزات كبيرة الى منطقة البقاع الشمالي، بالتوازي مع الاعلان عن البدء بتطويع دفعات جديدة من العسكريين، حيث سُجل إقبال ملحوظ على التطوع في الجيش.
وقالت مصادر امنية واسعة الاطلاع ان العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش والمداهمات التي يقوم بها افضت الى توقيف عدد كبير من المطلوبين الخطيرين، ومن دون إثارة إعلامية، واعترف البعض منهم بالتحضير لعمليات إرهابية، وكذلك تفكيك ما سمتها المصادر “شبكات عنقودية” إرهابية تنتمي الى “داعش”و”النصرة” وتنظيمات ارهابية اخرى، كانت تتخذ من بعض مخيمات النزوح السوري ملاذاً لها.
وأشارت المصادر الى أن عمليات البحث تستمر بحثاً عن عدد من المطلوبين الذين يشكلون قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، على حد تعبيير المصادر نفسها.
من جهة ثانية، اكدت مصادر امنية واسعة الاطلاع امتلاك الجهات المعنية معلومات عن أن عدداً من العسكريين الذين اعلنوا انشقاقهم من الجيش في الآونة الاخيرة، لم يغادروا الاراضي اللبنانية، وأنهم تواروا في احدى المناطق الشمالية، ولم يتمكنوا من الانتقال الى الجرود داخل الاراضي السورية نظراً للإجراءات التي ينفذها الجيش، والتي أدت الى إقفال المعابر ما بين تلك الجرود ومنطقة عرسال تحديداً.