يستمر الجيش اللبناني في معركة تصديه للمجموعات الإرهابية في شمال لبنان. وفي هذا الإطار، أعلنت قيادة الجيش، في اتصال مع “الوكالة الوطنية للاعلام”، عن انّ “لا صحة للمعلومات التي تردّدت عن مساع لوقف اطلاق النار وإخراج المسلحين”، مؤكدةً أنّ “الجيش مستمر في عملياته العسكرية حتى القضاء على كل عمل إرهابي”.
وبناءً على مناشدات أهل طرابلس، طلب رئيس الحكومة تمام سلام من قائد الجيش العماد جان قهوجي توفير ممر آمن لاخراج الجرحى والمدنيين من مناطق الاشتباكات في طرابلس، وقد أبدى قهوجي تجاوبه في هذا الشأن.
وعلى أثر ذلك، دخلت 20 سيارة اسعاف في داخلها عشرات المسعفين، إلى أماكن الاشتباكات في التبانة، لاجلاء الجرحى، ومساعدة من يحتاج إلى عمليات إسعاف.
إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش في بيان، عن أنّ “عملياتها العسكرية متواصلة في منطقة باب التبانة ـ طرابلس وفي منطقة المحمّرة ـ المنية ومحيطها، مشيرةً إلى أنّ قوة من الجيش تعرضت بعد ظهر اليوم أثناء انتشارها في محلة ضهور المحمّرة لمكمن مسلح من قبل مجموعة إرهابية، فاشتبكت معها وأوقعت عدداً من الإصابات في صفوفها، وقد استشهد خلال الاشتباك أربعة عسكريين بينهم ضابطان، وهم: النقيب جهاد الهبر، الملازم نديم سمعان، العسكري ابراهيم سلهب والعسكري نديم السمان.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أنّ الاشتباكات إشتدت في محلة ضهور بحنين بين الجيش والمسلحين على خلفية استهداف المسلحين لاليتين عسكريتين تابعتين للجيش امام “افران لبنان الاخضر” على الطريق الدولية التي تربط بحنين ببلدة المحمرة، لافتةً الى أنّ الجيش يطارد المسلحين في ضهور بحنين ـ بيت عجاج ـ الريحانية وصولاً الى معمل انتاج الكهرباء على نهر البارد، ويستخدم الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، حيث اوقع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، ويعمل على تعقب الباقين.
وأشارت إلى أنّه خلال المواجهات التي يخوضها الجيش مع المجموعات الإرهابية في تلال بحنين، استشهد العسكري د.ط من بلدة القرقف، واصيب الجندي ح.إ من بلدة تلمعيان، وحالته حرجة.
هذا وبلغ عدد العسكريين الجرحى الذين نقلوا إلى مركز اليوسف الطبي في حلبا 9، أحدهم في حالة الخطر الشديد. ونقل أحد العسكريين المصابين في منطقة بحنين، الى مستوصف الشفاء في مخيم نهر البارد حيث تم تقديم الاسعافات الاولية له، ومن ثم جرى نقله الى مستشفى خارج المنطقة لمتابعة العلاج.
واصيب الفلسطيني حسين عبادة بالرصاص الطائش الذي بلغ مخيم نهر البارد خلال المواجهات عند اطراف المخيم لناحية بحنين المنية.
تزامناً، إشتدت الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في باب التبانة، وتحديداً في حي الغرباء ومحيط براد البيسار، حيث سجل سقوط عدد كبير من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، فضلاً عن الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة.
وكان أبناء منطقة التبانة ناشدوا المعنيين، العمل على تأمين إخلاء عدد من الجرحى سقطوا نتيجة هذه الاشتباكات، وكذلك توفير مخرج آمن للمدنيين.
وأعلنت ادارة المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس عن انّ الشاب يحيى احمد الصعيد قد وصل الى طوارىء المستشفى مصاباً بطلق ناري برأسه، ووضعه حرج، ويخضع لعملية جراحية سريعة.
وكان سبقه وصول احمد البب مصاباً اصابة حرجة، اخضع على اثرها لعملية جراحية، إلا أنّه ما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجراحه.
وأوضحت أنّ هناك ثلاث اصابات، اثنان منها متوسطة وهما صلاح عبد الحي واحمد حمد، فيما اصابة نادر عويد خفيفة وغادر الى منزله.
هذا ونقل المواطن محمود ياسر درغام جثة إلى المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، وقد كان مصاباً بطلق ناري في الرأس. كذلك، نقل إلى المستشفى المذكور، الطفل عبد الرحمن عبد اللطيف (8 سنوات) مصاباً بطلق ناري بالرأس، وهو في حال خطرة، وقد أخضع لعملية جراحية.
كما وصل الى المستشفى الاسلامي 4 جرحى جراء الاشتباكات في باب التبانة، هم: مصطفى وسلمى وآمنة ستيتيه، من عائلة واحدة، وهويدا الارناؤوط. ووصفت إصابات الأربعة بالطفيفة.
ولا يزال الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار مقطوعاً بالاتجاهين بآليات كبيرة أمام المجمع التربوي في البداوي، وقد تم تحويل السيارات المتوجهة الى طرابلس، إلى الطريق البحرية حفاظاً على سلامة ركابها.
وفي هذا السياق، ذكرت قناة الـ”LBCI” أنّ المدعو شادي المولوي أكد أنّ المعاون أول المخطوف فايز العموري بخير، مشترطاً وقف الجيش للعملية العسكرية للافراج عنه.
وكان وزير العدل اللواء أشرف ريفي قد دعا السلطات العسكرية والأمنية إلى “توفير ممر آمن للصليب الاحمر وسيارات الاسعاف، ليتمكنوا من إخلاء الجرحى وإخراج المدنيين من مناطق الاشتباكات”.
إلى ذلك، أعلن وزير التربية والتعليم العالي إلياس بو صعب عن اقفال جميع المدارس الرسمية والخاصة في مدينة طرابلس وعكار والمنية يوم غد الاثنين بسبب الأحداث الأمنية الدائرة هناك. كما أعلن عن انّه وبعد التشاور مع الرئيس سلام، قرّر وضع مباني المدارس الرسمية الواقعة في مناطق آمنة في مدينة طرابلس، بتصرف الاهالي الذين غادروا منازلهم هرباً من الاشتباكات الدائرة في المدينة، ابتداءً من هذه الليلة، لاستخدامها ملاجئ موقتة.
من جهته، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين عن إقفال فروع الجامعة ومراكزها في محافظة الشمال، غداً، بسبب الأوضاع الأمنية.