بعد ترقّب استمرّ أسبوعين تخلّلته حرب نفسيّة، وشدّ حبال، ومعركة إعلاميّة، و خلاف سياسيّ، ومواجهة اقتصاديّة تخطّت الملياري دولار أميركيّ، انتهى أخيراً الكلاسيكو، وانتهى معه فصل ترقّب من منهما سيحطّم الأرقام القياسيّة، ومن منهما سينكسر للآخر، ومن في النهاية سيتربّع على عرش العالم في كرة القدم، على الأقل لفترة ستّة أشهر، موعد مباراة الإياب، بينهما نهاية شهر أذار 2015.
وإلى ذلك التاريخ، أصبح بإمكان محبّي الفريق الملكيّ تنشّق طعم الانتصار بفوز فريقهم الريال على برشلونة 3-1. فجمهور البيرنابيو بإمكانه أيضاً تسجيل فوز، طعمه الضربة القاضية، إذ منعت كتيبة الميرينغيه ليونيل ميسي من تسجيل أيّ هدف في سعيه لتحطيم رقم قياسيّ لعدد الأهداف في بطولة الليغا، كما أنّ الفريق الملكيّ سجّل ثلاثة أهداف في مرمى برشلونة، هي الأولى منذ بداية الموسم، واضعاً حدّاً لإنجاز حارس كاتالونيا كلاوديو برافو، بالمحافظة لثمانية مراحل على نظافة شباكه.
والأكيد أنّ كرة القدم في أوروبّا شهدت أمسية لن ينساها محبّوها، فهي في مجرياتها ونتائجها ستدخل حتماً تاريخ اللعبة، ومن بابها العريض. فقد حسم ريال مدريد الكلاسيكو الأقوى في العالم، بفوزه المستحقّ على غريمه التاريخيّ وضيفه برشلونة 3-1 في المرحلة التاسعة من الدوري الإسبانيّ لكرة القدم، وقلّص الفارق معه إلى نقطة وحيدة في صدارة الليغا.
ففي ملعب سانتياغو برنابيو، و أمام نحو تسعين ألف متفرّج، ألحق ريال الخسارة الأولى ببرشلونة هذا الموسم. فبرشلونة صاحب الدفاع الأقوى في الدوري، حافظ على الصدارة مع 22 نقطة بفارق نقطة عن ريال مدريد صاحب أقوى هجوم، الذي دكّ شباك خصومه بـ33 هدفاً نصفها تقريباً لهدّافه الأسطوريّ البرتغاليّ كريستيانو رونالدو، فأعاد تقويم مساره بستّة انتصارات متتالية، بعد خسارتين مبكرتين أمام ريال سوسييداد 2-4 وجاره أتلتيكو مدريد حامل اللقب 1-2.
رونالدو أفضل لاعب في العالم للموسم الماضي، حقّق بداية خياليّة في الليغا، سجّل فيها 16 هدفاً حتّى الآن، علماً بأنّ اللاعب البرتغاليّ لعب 8 مباريات فقط في الليغا هذا الموسم، لأنّه غاب عن المباراة أمام ريال سوسييداد بسبب الإصابة، رافعاً رصيده من الأهداف هذا الموسم إلى 21 هدفاً في 14 مباراة في مختلف المسابقات، وإلى 273 هدفاً في 260 مباراة في مختلف المسابقات مع النادي الملكيّ، و193 هدفاً في 173 مباراة في الليغا.
وفي الطرف المقابل، أخفق الأرجنتينيّ ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم بين 2009 و2012، في تسجيل هدفه الرقم 251 في الليغا، ومعادلة الرقم القياسيّ لأفضل هدّاف في تاريخ الليغا، مهاجم أتلتيكو بلباو تيلمو زارا الذي لا يزال صامداً منذ 59 عاماً.
وفاجأ مدرّب برشلونة لويس أنريكي الجميع عندما دفع بسواريز المنتهية فترة إيقافه لأربعة أشهر بعد عضّه اللاعب الإيطاليّ في مونديال 2014، فحمل ألوان الفريق الكاتالونيّ للمرّة الأولى في مباراة رسميّة بعد اشتراكه في مباريات ودّية مع بلاده والفريق الكاتالونيّ.
سواريز، وهو أغلى لاعب رسميّاً في تاريخ برشلونة بعد انتقاله صيفاً من ليفربول مقابل 125 مليون دولار أميركيّ أو 95 مليون يورو، وجد نفسه بين المهاجمين البارعين ميسي والبرازيلي نيمار، لكنّه عجز عن إدراك طريق الشباك على غرار الموسم الماضي، عندما سجّل 31 هدفاً لليفربول في الدوري الإنكليزيّ.
كما دفع أنريكي بلاعب الوسط المخضرم تشافي أساسيّاً مع الفرنسيّ جيريمي ماتيو على حساب الكرواتي إيفان راكيتيتش، وبدرو رودريغيز وجوردي ألبا، فيما خاض أنشيلوتي اللقاء بتشكيلة معتادة غاب عنها الجناح الويلزيّ غاريث بايل المصاب.
وبكّر برشلونة في افتتاح التسجيل عندما سار البرازيليّ نيمار عرضيّاً فانزلق أمامه البرازيليّ بيبي، لينكشف المرمى الملكيّ، ويسدد كرة جميلة إلى يسار الحارس إيكر كاسياس، وهو الهدف الأسرع في الكلاسيكو منذ 1999 عندما سجّل مدرّب برشلونة الحاليّ لويس أنريكي في مرمى فريق العاصمة.
ويمرّ نيمار في أحلى فتراته مع برشلونة بعد انتقاله قبل موسمين من سانتوس البرازيليّ، إذ سجّل 11 هدفاً حتّى الآن في 12 مباراة في مختلف المسابقات.
ومن كرة عرضيّة للظهير البرازيلي مارسيلو، أبعد مدافع برشلونة جيرار بيكيه المتراجع مستواه أخيراً، الكرة بيده من دون أيّ مبرّر على مقربة من المرمى، فاحتسب الحكم ركلة جزاء ترجمها رونالدو إلى يسار التشيليّ كلاوديو برافو، مسجّلاً هدفه السادس عشر هذا الموسم على رأس ترتيب الهدّافين، وهو الأوّل في مرمى برشلونة في 9 مباريات.
وعبّر ريال عن نواياه مبكراً مطلع الشوط الثاني، فمن ضربة ركنيّة وصلت إلى رأس بيبي لعبها قويّة لا تردّ في مرمى برافو هدفاً ثانياً.
ومع محاولة برشلونة تعديل النتيجة، سجّل ريال مدريد هدفاً رائعاً جاء بعد سلسلة من التمريرات المميّزة، فبعد كرة خسرها إينييستا على حدود الملعب، انطلق إيسكو أحد نجوم المباراة، ولعبها إلى رونالدو ومنها إلى الفرنسيّ بنزيما الذي قضى على المباراة، ولم يترك أيّ فرصة لبرشلونة للتعويض.
وهذه هي المرّة الأولى منذ موسم 1977-1978 التي يسجّل فيها ريال 3 أهداف أو أكثر في مبارتين على التوالي في مرمى برشلونة في الدوريّ (خسر 3-4 الموسم الماضي على أرضه).
– ترتيب فرق الصدارة:
1- برشلونة 22 نقطة من 9 مباريات
2- ريال مدريد 21 من 9 مباريات
3- إشبيلية 19 من 8 مباريات
4- فالنسيا 17 من 8 مباريات
5- أتلتيكو مدريد 17 من 8 مباريات