قال صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين، إنه “من المرجح أن ينكمش اقتصاد العراق بنسبة 2.7 في المئة هذا العام”، في أول انكماش منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وذلك بعد أن سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مساحات شاسعة من العراق إحدى كبرى الدول المصدرة للنفط. وأظهرت التوقعات الاقتصادية الإقليمية لصندوق النقد، أن التباطؤ الاقتصادي الحالي يأتي بعد نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.2 في المئة في 2013 والذي كان أضعف معدل منذ 2007. وقال الصندوق إن “الصراع أدى إلى توقف نمو إنتاج النفط العراقي المتوقع أن ينخفض قليلاً إلى 2.9 مليون برميل يومياً، بينما تظل الصادرات البالغة 2.4 مليون برميل يومياً قريبة من مستوى العام الماضي”. وأضاف أنه “من المرجح أيضاً أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي مقارنة مع نمو يزيد على سبعة في المئة في 2013 في ظل القتال الذي يقوض الثقة ويعطل إمدادات الوقود والكهرباء ويزيد من كلفة التجارة والتوزيع ويقلص الاستثمارات”. ويتوقع الصندوق “تسارع النمو مجدداً إلى 1.5 في المئة خلال 2015، بدعم من ارتفاع إنتاج النفط لكنه خفّض توقعاته لإنتاج الخام على المدى الطويل إلى 4.4 مليون برميل يومياً في 2019، من 5.6 مليون برميل يومياً في توقعات أيار (مايو)”. وقال الصندوق إن “تأثير الحرب على إنتاج النفط وصادراته في الأجل القريب يبدو محدوداً في الوقت الحالي”. مضيفاً أن “تدهور الوضع الأمني سيضر بالقدرة الفنية والإدارية على زيادة إنتاج النفط وصادراته في الأجل المتوسط”. وأكد صندوق النقد أن “موازنة الحكومة تتعرض لضغوط جراء ارتفاع الإنفاق على الأمن وجهود الإغاثة”. وتشير تقديرات صندوق النقد إلى أن سعر النفط اللازم لوصول موازنة العراق إلى نقطة التعادل يبلغ 111.2 دولار للبرميل في 2014، ارتفاعاً من 106.1 دولار في العام الماضي. وحذر الصندوق من أنه “إذا امتد القتال إلى بغداد والمنطقة الجنوبية، فإن صادرات النفط العراقية قد تهبط إلى النصف بما يعادل نحو 1.5 في المئة من الاستهلاك العالمي مقارنة مع المستويات الحالية”. وأضاف أن “ارتفاع الإنتاج من الطاقة الاحتياطية العالمية لن يعوض سوى نصف هذا النقص”.
الى ذلك، قالت مصادر في صناعة النفط ومسؤولون اليوم الاثنين، إن “منطقة كردستان العراق تعتزم زيادة طاقة خط أنابيب يمتد لتركيا إلى 700 ألف برميل يومياً بعد أعمال تطوير”. وسيضخ الخط 400 ألف برميل يومياً نهاية العام، من 280 ألف برميل يومياً حالياً، ما يزيد الضغط على الأسعار العالمية التي تضررت جراء زيادة الإمدادات. وقال مصدر في الصناعة: “تنفذ حالياً أعمال تطوير فنية، وستصل طاقة خط الأنابيب للطاقة القصوى عند 700 ألف برميل يومياً عند استكمالها”. وأشار الى أنه “أعتقد أن العمل سيستكمل في غضون أسبوعين أو ثلاثة”.