IMLebanon

“السفير”: مرحلة المساكنة مع المسلحين انتهت.. والجيش في طرابلس: الدولة أو “الإمارة”

lebanese-army-clashes

 

نقلت صحيفة “السفير” عن مرجع سياسي أن المستويات السياسية والأمنية اللبنانية تبلغت من بعض السفراء أخيراً أن هناك إرادة تخريب كبرى للبنان من قبل المجموعات الإرهابية، وان المستجدات الطرابلسية ترسم علامات استفهام حول دور فيها لقوى إقليمية لها تأثير على بعض المجموعات المسلحة في طرابلس. ما يعني أن تحرّك تلك المجموعات ضد الجيش اللبناني ليس معزولا عن تحرّك المجموعات الداعشية في العراق وسوريا، والاحتمال الأقوى أن تلك المجموعات الطرابلسية تتحرك وفق أجندة محددة، لا تشكل تهديدا لمكوّن بعينه، بل لكل المكونات السياسية في لبنان، بسنتها وشيعتها ومسيحييها. على أن الهدف الأساس هو ضرب الاعتدال السني في لبنان وتهديد وجوده وحضوره السياسي ضمن المعادلة الداخلية.

وأضاف: “المؤسف أن تلك المجموعات لا يمكن أن تتحرّك بمعزل عن بيئة حاضنة لها. واللافت للانتباه أن بعض القيادات الطرابلسية تبدو أمام هذه الفئة التي “تسيّدت” الشارع الطرابلسي في الأيام الأخيرة، إما محرجة أو ضعيفة وقليلة الحيل أو متراجعة الحضور ولا سلطة قرار لها. والمثال الأبرز “تيار المستقبل” الذي لطالما تعاطى مع طرابلس والشمال على انهما خزانه البشري، لكن وقائع الأيام الأخيرة، أظهرت عجزه عن التحكم بالدفة السياسية الطرابلسية، وظهر بلا فعالية في المشهد أمام شركاء “تكفيريين” جدد، لم يكن يحسب لهم حسابا في السابق، وظن للحظة أنه قد يستثمر عليهم في مواجهة خصومه فارتدوا عليه.

ولفت المرجع إلى أن ما حصل أكد انتهاء فترة المساكنة القسرية بين الجيش كمؤسسة حامية للوطن مطلوب رأسها من قبل مشروع تكفيري، ومسلحين تكفيريين يتظللون بخطاب يؤمّن لهم المظلة والحاضنة والحماية، يشترك فيه “تيار المستقبل” ونواب وسياسيون يريدون بناء شعبية على دماء العسكريين.

وأشار إلى أن الملاحظة الأساس، هي أن أداء الجيش في أحداث طرابلس انطلق من قاعدة: “إما الدولة .. وإما الإمارة”. ومن هنا كان الجيش في طرابلس المبادر وصاحب قرار في مواجهة أخطر حرب تتعرض لها المؤسسة العسكرية ومعها كل لبنان.

واعتبر المرجع السياسي أن ما حصل يرتب على المكوّنات والقيادات السنية، على اختلافها، أن تشكل المانع لتنامي تلك الأصوات التي تسعى الى ضرب الوحدة ولا تعيش إلا على رائحة الدم. ولعل سعد الحريري أكثر المطالبين من غيره بجملة خطوات، من بينها:

– الإقلاع عن سياسة الوجهين واللسانين، أي تقديم خطاب للخارج يراعي الخارج في حربه على «داعش»، وخطاب للداخل اللبناني لا ينسجم مع خطاب الخارج بل يكاد يقف معها ومن خلال تصريحات بعض نوابه وسياسييه، في خندق واحد مع تلك الفئة.

– المبادرة سريعا الى اتخاذ إجراءات زجرية وعقابية بحق الضاربين بسيف “داعش” من قبل بعض نواب وسياسيي “تيار المستقبل”. والتبرؤ علنا من أي موقف سياسي يشكل، مباشرة أو مواربة، غطاء لمنطق التكفير وقتل الجيش وضباطه وجنوده، فمرحلة الرمادية قد انتهت والموقف يكون إما أبيض أو أسود.

في الخلاصة، يقول المرجع السياسي إنه يشعر بأن المجتمع الدولي ما زال معنياً بتحييد لبنان وباستمرار الاستقرار فيه، وألا يتمدد “داعش” الى لبنان، ولكنه يخشى “ان نجد أنفسنا، اذا ما تفاقم الوضع في طرابلس أكثر، أمام كرة نار قد تتدحرج ليس على الشمال فقط بل على كل لبنان”.