IMLebanon

الجيش يحبط مخطّط المتطرفين والقيادة العسكرية: أهل طرابلس يجسّدون بيئة حاضنة للمؤسسة

lebanese-army-tripoli-tebbeneh-4

نفى سياسي متابع لتفاصيل الحوادث في شمال أن تكون قيادة الجيش قامت بتسوية مع المجموعات المسلحة، ناقلاً عن قائد الجيش العماد جان قهوجي تشدده في رفض أي تنازل عن بسط سيطرة الجيش والأجهزة الأمنية.

وأوضح أن ما حصل ببساطة هو تلقي القيادة العسكرية اتصالاً من مرجعية دينية في الشمال فحواها أن المسلحين سوف يقدمون بادرة حسن نية بالإفراج عن المواطن المدني المتعاقد مع الجيش طنوس نعمة الذي كانوا يحتجزونه، وطلب وقفاً للنار إذا أمكن لمدة نصف ساعة أو ساعة لإخراج الجرحى والمدنيين. وعندما انتهت فترة وقف النار كان المسلحون قد اختفوا، والأرجح أنهم رموا أسلحتهم وتفرقوا كل في اتجاه وربما توارى بعضهم عن الأنظار في بعض المخابئ بعدما تبين لهم أنهم أصيبوا بخسائر جسيمة ولا يمكنهم الإستمرار في القتال.

كما أكد أن المزاج الشعبي في البيئة السنية في طرابلس والضنية وعكار وقف قبل المعركة وبعدها بقوة إلى جانب الجيش، مما ينفي صحة أي حديث عن وجود حاضنة للإرهاب.

وفي المقابل، أبدت مصادر وزارية بارزة لـ”النهار” اقتناعها بأن المواجهة لم تنتهِ، ولفتت إلى ما تضمنه بيان “جبهة النصرة” من إعلان انتصار سائلة: “هل كان المطلوب خروج المسلحين من طرابلس ومحيطها؟”

وإذ أشارت إلى أن الشمال كله منطقة واحدة تشملها ترددات المواجهة، استبعدت المصادر أن تكون الجماعات التكفيرية قررت حصر حدود معركتها بما حصل، مضيفة أنها تشعر بأن ما جرى هو “جولة من جولات”.

الى ذلك، أكد مصدر عسكري لبناني بارز لـ”الشرق الأوسط” أن الجيش “كسر شوكة” مشروع لإقامة “إمارة إسلامية” كانت المجموعات المتشددة تحضر له في شمال البلاد.

وقال المصدر إن طرابلس، كانت الحجر الأساس في مخطط “داعش” للوصول إلى البحر. وأوضح أن اعترافات أحد قادة “جبهة النصرة”، عماد جمعة، كشفت المخطط الذي يقضي بالسيطرة على المنطقة التي تربط القلمون (في سوريا) بالبحر لتأمين ممر بحري لـ”الإمارة الإسلامية”. كما كشف المصدر أن من بين المخططين موقوفين في سجن رومية كان التواصل يتم معهما هاتفيا وعبر الرسائل، وهما فايز عثمان وغسان الصليبي.

ورجح مصدر منفصل أن خطة المتشددين كانت تقضي بإسقاط طرابلس، على غرار السيناريو الذي حصل في مدينة الموصل العراقية، ثم يتمددون منها إلى بقية القرى والبلدات المجاورة لإسقاطها تباعا.

ونقلت مصادر مواكبة في حديث لصحيفة “المستقبل” تقدير القيادة العسكرية للتعاطف الملحوظ الذي أبداه الطرابلسيون مع الجيش في مواجهة المجموعات المسلّحة، بحيث قطعت المعطيات الأهلية والميدانية خيوط الشك بيقين حاسم وجازم يثبت بما لا يقبل التشكيك أنّ أهل طرابلس هم أهل اعتدال وتفكير وطني لا أهل تطرّف وتكفير إرهابي.

وأوضحت المصادر أنّ الجيش لمس على مدى أيام المعارك الأخيرة في طرابلس تأييداً جلياً من أهالي المدينة الذين أثبتوا مرة جديدة أنّهم يجسدون فعلاً بيئة حاضنة للمؤسسة العسكرية وعصيّة على الإرهاب والتطرّف، بدليل أنّ الشهداء العسكريين الأحد عشر سقط منهم 6 في القتال المباشر مع المجموعات الإرهابية و5 بنيران الغدر أثناء انسحاب المسلحين من أحياء طرابلس تحت وطأة ضربات الجيش والموقف الوطني المؤازر لأبناء المدينة، مع التشديد في الوقت عينه على كون الوحدات العسكرية أوْلت في المقابل بالغ الحرص أثناء المعارك على ضمان أولوية تحييد المدنيين وضمان سلامتهم.

وإذ تمكن الجيش من توقيف 162 إرهابياً خلال المعركة، تواصل وحداته تعزيز انتشارها في باب التبانة وسائر أحياء طرابلس، بالتوازي مع تنفيذ عمليات دهم وتمشيط واسعة في جرود عكار وتلال بحنين تشارك فيها وحدات من مغاوير الجيش، وفق ما ذكرت “المستقبل”، بحثاً عن المسلحين الفارين.

في حين أكدت المصادر أنّ الجيش مصمّم على المضي قدماً في تعقّب المجموعات والخلايا الإرهابية بعدما بسط سيطرة الدولة على مناطق وأحياء عاصمة الشمال، لاعتباره أنّ ما حصل خلال الأيام الأخيرة لا يعدو كونه جولة من جولات الحرب المستمرة على الإرهاب وتنظيماته.

October 28, 2014 07:39 AM