إيلي قهوجي
نجاح الجيش اللبناني في حسم المعارك في إحياء طرابلس التي دارت منذ منتصف الأسبوع الماضي لمصلحته بانسحاب من بقي فيها من مسلحين، خلّف ارتياحاً في كل الأوساط داخلياً وخارجياً من غير أن ينعكس ذلك حتى الآن على أداء بورصة بيروت اذ آثر المتعاملون فيها أمس أيضاً التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها، في انتظار أن تتضح أكثر صورة الوضع الأمني الذي لا يزال هشاً في أكثر من منطقة شمالا وبقاعاً وجنوباً. الى ذلك، ظلّ مصير العسكريين من المخطوفين منذ نحو ثلاثة أشهر يلقي بثقله على الوضع في البلاد مع مواصلة خاطفيهم التهديد بتصفيتهم تباعاً في حال عدم تلبية الحكومة مطالبهم لإطلاقهم. وأدى ذلك، الى اقتصار حركة العرض والطلب على عدد محدود من الصكوك المالية اللبنانية المدرجة للتداول والتي لم يقيض لها أن تؤمن تلاقيهما الا لتلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات منها كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها بما لا ينم عن وجود مضاربات على ارتفاعها أو تراجعها. وأفادت من هذه العمليات أسهم “سوليدير” أكثر من غيرها أمس، فراجت أسعارها تتقلب بين أعلى على 11,49 دولاراً أو أدنى على 11,25 دولاراً بعد الخسائر التي لحقت بها منذ منتصف الشهر عندما كسرت نزولاً عتبة الـ12,00 دولاراً للسهم الواحد، لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,46 دولاراً في مقابل 11,36 اول من أمس (زائد 0,38 في المئة) والفئة “ب” بـ11,40 دولارا في مقابل 11,33 في الفترة عينها (زائد 0,61 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري.
وفي قطاع المصارف الذي اتسم التداول فيه بكثير من الانتقائية ارتفعت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 من 100,90 دولار الى 101,00 (زائد 0,09 في المئة) وتراجعت اسعار اسهم “بنك عودة” المدرجة من 6,15 دولارات الى 6,02 (ناقص 2,11 في المئة) واستقرت أسعار اسهمه التفضيلية – F على 101,00 دولار وارتفعت اسهار اسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2009 من 100,90 دولار الى 101,30 (زائد 0,39 في المئة).
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 2,76 نقطتان ونسبته 0,24 في المئة على 1160,70 نقطة، في سوق اقل نشاطا تبودل فيها 34984 صكا قيمتها 581003 دولارات، في مقابل تداول 82870 صكا قيمتها 1,429,629 دولارا اول من أمس.
الأورو والبورصات العالمية الى ارتفاع
في الخارج، مضى الاورو في تعزيز مواقعه فوق عتبة الـ1,27 دولار في أسواق القطع العالمية اثر بداية مترددة صعودا في الاسواق الاوروبية بعدما هضم المتعاملون فيها نتائج اختبارات التحمل التي خضعت لها المصارف في منطقته والتي صدرت رسميا الاحد الماضي وأظهرت تخلفا لـ25 مصرفا عن اجتيازها بنجاح. وجاء ذلك بعد صدور بيانات اقتصادية متباينة في الولايات المتحدة غير داعمة للدولار، وقت تتباين ايضا التوقعات للمنحى الذي سيعطيه الاحتياط الفيديرالي لسياسته النقدية لدى انتهاء اجتماع مجلس حاكميته اليوم ان من حيث انهاء خطته التحفيزية للاقتصاد التي اطلقها عام 2012 والتي لم يتبق منها سوى 15 مليار دولار من اصل 60 مليارا، أم من حيث رفع معدلات الفائدة لاحتواء مظاهر التضخم المتنامية. الى ذلك، كان لتراجع الطلبات على السلع المعمّرة فيها بنسبة 1,3 في المئة في ايلول الى 18,3 في المئة في آب انعكاسه الضاغط على الدولار اذ حجب ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين الذي يعده مجلس المؤتمر عن 89,00 نقطة في ايلول الى 94,50 في تشرين الاول وتحسن اسعار المنازل بنسبة 0,2 في المئة في آب الى 0,6 في المئة في تموز وجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ1,2740 دولار في مقابل 1,2705 اول من امس واونصة الذهب بـ1228,80 دولارا في مقابل 1227,75 في الفترة عينها.
واتجهت اسواق الاسهم الاوروبية الى الارتفاع امس لتعوض الخسائر التي تكبدتها مطلع الاسبوع بعدما جاءت نتائج عدد من الاسهم القيادية افضل من التوقعات بقيادة مصرف U.B.S. السويسري وشركتي “نوفارتس” و”سانوفي” للادوية وغيرها. وادى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الأورو بارتفاع راوح بين 2,35 في المئة في ميلانو و0,39 في المئة في باريس. كما واصلت الاسهم الاميركية ارتفاعها على رغم البيانات الاقتصادية التي صدرت امس وجاءت دون التوقعات وقت يستعد الاحتياط الفيديرالي لبدء اجتماعه الدوري. وفي انتظار ذلك انهى مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك الجلسة بزيادة راوحت بين 187,81 نقطة على 17005,75 نقاط و78,36 نقطة على 4564,29 نقطة تواليا.