كشفت صحيفة “السفير” ان الاعترافات مع الموقوفين المشتبه بقيامهم بأعمال ارهابية اظهرت أنّ أبو مالك التلي أمير “جبهة النصرة” في منطقة القلمون طلب من المجموعات الإرهابية التركيز سياسياً على الجيش اللبناني، بهدف خلق بيئة معنوية ونفسية تشجع على انشقاق العسكريين السنّة وفرارهم من المؤسسة العسكرية، سواء عبر زرع مجموعات في الجيش، أو التحريض عبر مواقع التواصل والمنابر الدينية، على أن يتم التركيز على مقولة أن الجيش ومخابراته أدوات بيد “حزب الله”، وفي موازاتها التركيز على “ظلم أهل السنّة”.
ولفتت الصحيفة نفسها الى أنّ الهدف المركزي لـ”جبهة النصرة” هو محاولة إيجاد منطقة آمنة في الشمال، تسمح بفتح جرود منطقة الضنية التي تشكل امتداداً لجرود المنية، على منطقة جرود الهرمل، بحيث تصبح على تماس مباشر هناك مع معسكرات “حزب الله” وقواعده، وبالتزامن، يتولى أبو مالك التلي مهمة اختراق جبهة عرسال بالوصول الى منطقة رأس بعلبك لملاقاة مجموعات الشمال بقيادة الرباعي أحمد ميقاتي، شادي المولوي، أسامة منصور، خالد حبلص، وبذلك يوضع “حزب الله” بين فكي كماشة، بحيث يصبح ظهره في المنطقة المقابلة لعرسال وجردها عرضة للنيران، وفي الوقت نفسه، تقدم هذه المجموعات الإرهابية أوراق اعتمادها لمن يهمه الأمر وصولاً الى محاولة تطوير المنطقة الآمنة مستقبلاً نحو البحر.
وكان الرهان كبيراً عند المجموعات بأن تراكم عمليات الانشقاق والفرار من الجيش، معطوفة على عملية الابتزاز اليومية المتمثلة في تهديد العسكريين الأسرى بالذبح والإعدام، سيؤدي تلقائياً إلى خلق حالة من الإحباط عند العسكريين، وبالتالي عندما يتم تحديد “الساعة الصفر” سيُصار أولاً إلى تفكيك بنية الجيش في الضنية والمنية وعكار وطرابلس، بالترافق مع محاولة إغراء عدد من الضباط بالمال، على طريقة ما جرى في الموصل في العراق، فإذا نجحت الخطة، تضع المجموعات الإرهابية يدها على كل ثكنات الجيش ومواقعه وترسانته العسكرية في هذه المناطق، في ظل تقدير بإمكان الاستفادة من عامل السرعة والسهولة في الحركة في المناطق الجبلية والريفية بعكس مدينة طرابلس.
وتأخذ الخطة في الاعتبار عجز “حزب الله” عن المخاطرة بإرسال أي من مقاتليه إلى الشمال، وفي الوقت نفسه، تعذر الدعم من الجانب السوري، الأمر الذي من شأنه أن يخلق أمراً واقعاً يصعب القضاء عليه بسهولة، خصوصاً أن الجيش اللبناني سيكون في ضوء واقع كهذا مهدداً بانشقاقات كبيرة!
وبيّنت التحقيقات أن هذه المجموعات كانت تراهن على عنصر الوقت، أي أنها كانت تحتاج إلى وقت إضافي من أجل اكتمال جهوزيتها، وهو العنصر الذي كانت قيادة الجيش قد وضعته في الحسبان عندما قررت تحديد الساعة الصفر لبدء عملية “البزة العسكرية”.