جلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي تتوالى وتتشابه للمرة الرابعة عشرة منذ خلو هذا المنصب في 25 ايار الماضي لعدم اكتمال نصابها الدستوري، لم تتوقف عندها الاسواق المالية اللبنانية امس اذ ظلت منشغلة بما يتخذه الجيش من اجراءات ميدانية لضبط الامن شمالا وبقاعا وجنوبا بعد نجاحه في احباط مخططات الجماعات الارهابية المسلحة للنيل من استقرار طرابلس خصوصا والبلد عموما، وكذلك بما ستفضي اليه المساعي لاطلاق العسكريين اللبنانيين الذين سبق لهذه الجماعات الارهابية ان اختطفتهم من عرسال مطلع آب الماضي. وفي انتظار ذلك، آثر المتعاملون في بورصة بيروت التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربتهم الصكوك المالية المدرجة على لوائحها كما عكسته حركة العرض والطلب الخجولة التي تناولت عددا منها في اطار سعي البعض الى تزود حاجاته الملحة من السيولة بيعا لكميات منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المتدنية المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات الى حين انتهاء التداول اسهم “سوليدير” وغيرها في قطاع المصارف. ففي المجال الاول، تقلبت اسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير وسط بيروت بين أعلى على 11,50 دولارا وادنى على 11,26 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,41 دولارا في مقابل 11,46 اول من امس (ناقص 0,43 في المئة) والفئة “ب” بـ11,27 دولارا في مقابل 11,40 في الفترة عينها (ناقص 1,14 في المئة). وفي المجال الثاني، ارتفعت اسعار اسهم “بنك عوده” المدرجة من 6,02 دولارات الى 6,05 (زائد 0,49 في المئة) واستقرت اسعار اسهمه التفضيلية – G وH على 101,00 دولار مع اسعار شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” على 9,35 دولارات واسهمه المدرجة على 8,75 دولارات والتفضيلية – 2011 على 10,20 دولارات، لتتراجع اسعار اسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,61 دولار الى 1,60 (ناقص 0,62 في المئة).
وتبعاً لذلك، ومع اخذ استقرار اسعار اسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت على 15,00 دولاراً في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 1,22 نقطة ونسبته 0,11 في المئة على 1159,48 نقطة، في سوق اكثر نشاطاً تبودل فيها 209180 صكاً قيمتها 1,956,354 دولاراً، في مقابل تداول 34984 صكاً قيمتها 581,003 دولارات اول من امس.
في الخارج، وفي غياب البيانات الاقتصادية على جانبي الاطلسي، تركز اهتمام المتعاملين في اسواق المال العالمية على ما سيفضي اليه اجتماع هيئة السياسة النقدية التابعة للاحتياط الفيديرالي من مقررات ان من حيث المنحى الذي سيعطيه لمعدلات الفائدة الاميركية ام من حيث انهاء خطته التحفيزية للاقتصاد في بلاده التي تقضي بضخ المزيد من السيولة في القنوات المصرفية لشراء السندات. وفيما توقع الكثير من المحللين الماليين ان يعزز مجلس الاحتياط الفيديرالي رغبة اكثرية اعضائة المعلنة منذ مطلع الشهر في التريث فترة اضافية قبل رفع معدلات الفائدة واعلان انتهاء خطته التحفيزية للاقتصاد التي بقي منها 15 مليار دولار شهريا بعد الانتعاش الذي شهده في الآونة الاخيرة كما عكسته ارقام البطالة، التي لم تتجاوز في أيلول 5,9 في المئة من مجموع الشعب العامل في الولايات المتحدة للمرة الاولى منذ ست سنوات، ومؤشرات البناء والصناعة والخدمات. وفي انتظار مقررات الاحتياط الفيديرالي تقلب الاورو ضمن هوامش ضيقة حول عتبة الـ 1,2750 دولار الى حين اعلان جانيت يللين رسميا ان الاحتياط الفيديرالي قرر انهاء دعمه النقدي للاقتصاد الاميركي وابقاء معدل الفائدة الاساس لديه قريبا جدا من صفر في المئة والاقتناع عن رفع اسعار الفائدة مع بقاء التضخم ضمن المعدل المستهدف منه والمحدد سنويا بـ 2,00 في المئة، الامر الذي جعل الاورو يقفل في نيويورك بـ 1,2735 دولار في مقابل 1,2745 اول من امس بعد اعلى على 1,2775 دولار فترة، في تطور اضعف المعادن الثمينة ولا سيما منها الذهب الذي اقفلت الاونصة منه بـ 1211,50 دولارا في مقابل 1229,00 في الفترة عينها.
وسبق ذلك ان اقفلت البورصات متباينة في منطقة الاورو اذ ارتفعت بورصة فرانكفورت بنسبة 0,17 في المئة وتراجعت بورصة ميلانو بنسبة 1,64 في المئة، وقت تفاعلت الاسهم الاميركية مع مقررات الاحتياط الفيديرالي التي ضغطت الى حد ما على وول ستريت للانعكاسات السلبية لانهاء خطة التحفيز الكمي للاقتصاد، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 31,44 نقطة على 16974,31 نقطة و15,06 نقطة على 4549,23 نقطة تواليا.