IMLebanon

«مشروع سيليب» يدعم 53 مؤسسة و3000 أسرة

Safir
باسكال صوما

يبدو لافتاً للانتباه في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي ترمي بأثقالها على مختلف القطاعات الاقتصادية، أن يتمكّن مشروع «سيليب» من زرع بارقة أمل في قطاعي الزراعة والصناعة.
فبعد إنجاز المرحلتين الأولى والثانية من «مشروع تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز سبل العيش» (سيليب)، أطلقت أمس المرحلة الثالثة المتعلقة بـ«دعم القدرات الإنتاجية للصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتعاونيات الزراعية»، برعاية وزارتي الزراعة والصناعة، علماً أن الجهة المانحة هي الحكومة الايطالية، وتنفذ المشروع «منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية» (اليونيدو) و«المعهد الإيطالي للتعاون الجامعي».
نتائج المرحلتين
في نهاية المرحلتين المنفذتين، تبين النتائج أنه خلال 48 شهراً تم دعم 53 مؤسسة و17 تعاونية، فزادت عدد موظّفيها فاتحةً المجال للشباب لإيجاد فرص عمل ممكنة. وقد شملت هذه المساعدات تأمين أعمال البناء وتوفير آلات وتقنيات جديدة، إضافةً إلى إعداد دورات تدريبية حول سلامة الأغذية والإدارة. ويمكن القول إنّ المشروع قد ساهم وإن جزئياً في تحسين المؤسسات الريفية وتحفيز المرأة على العمل. كما جرى تسليم 188 آلة صناعية، إضافةً إلى تأهيل 17 مؤسسة. وتظهر النتائج أن 1700 شخص استفادوا من نشاطات بناء القدرات، ومن بينهم 500 امرأة. وقد أظهرت دراسة أجريت حول فرص العمل في آب 2014 أن 3 آلاف أسرة استفادت من نشاطات المشروع.
في حفل الإطلاق في «فندق موفنبك»، أوضح وزير الصناعة حسين الحاج حسن أننا «نطلق المرحلة الثالثة من المشروع في وقت يمر فيه لبنان في ظروف صعبة على كل المستويات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية»، آملاً ان «يشكل فرصة مهمة لتأمين المساعدة الحقيقية لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المناطق في البقاع والشمال». وشدد على أهمية دعم هذه المؤسسات «لتزيد قدراتها التنافسية والانتاجية وترفع جودة انتاجها وتزيد مبيعاتها في الاسواق المحلية والخارجية، الامر الذي يؤدي ايضاً الى تأمين المزيد من فرص العمل وتوسيع آفاق النمو». وأضاف: «لقد تراجعت صادراتنا خلال الاشهر العشرة الماضية اكثر من 20 في المئة، وبلغ عجز ميزاننا التجاري 17 مليار دولار، في اقتصاد يتراوح حجمه بين 40 و45 مليار دولار، اي ان العجز يقارب ثلث الناتج المحلي، وتراجعت التحويلات، والبطالة تتفاقم، وقطاعاتنا الانتاجية لا تعمل كما يجب، بما معناه اننا بتنا مجتمعاً استهلاكياً بامتياز». ورأى أن «الحل يتطلب إعلان حالة طوارئ اقتصادية، ومعالجة هذه المشكلات بصورة غير روتينية، واتخاذ الإجراءات الردعية والاستثنائية التي تتلاءم مع دقة هذه المرحلة».
من جهته، أوضح ممثل منظمة اليونيدو في لبنان كريستيانو باسيني أنه «يتم تمويل المرحلة الثالثة من المشروع من الحكومة الايطالية، لدعم القدرات الإنتاجية للصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتعاونيات الزراعية في سهل البقاع وشمال لبنان». وقدّم لمحة عن كيفية اطلاق منظمة اليونيدو مشروع «سيليب» بالشراكة مع المؤسسة الايطالية، وبالتنسيق مع وزارتي الصناعة والزراعة «بهدف تشجيع الحكومة اللبنانية على دعم المشاريع الصناعية المستديمة».
ولفت نائب رئيس «جمعية الصناعيين اللبنانيين» زياد بكداش الانتباه إلى ان «اطلاق المشروع بعد تنفيذ مرحلتين سابقتين، يدل على حركية ناجحة انطلقت من نتائج تقييم المشاريع المنفذة، وآثارها الايجابية الجلية في التنمية المناطقية والمحلية والريفية، التي هي اساس النمو المستديم». وأضاف: «لقد تطور مفهوم التنمية وتعددت ابعادها، حيث غدت تنمية اقتصادية واجتماعية وتربوية وسياسية، ولم تعد تتركز عملية التنمية في مجالات محددة من دون غيرها، ولا تقتصر على فئات او مناطق من دون الفئات والمناطق الاخرى، انما تشمل المجتمع بكامل مناطقه وفئاته بشكل متوازن».
وتحدث السفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو عارضاً اهداف المرحلتين الاولى والثانية من مشروع « سيليب»، مشيراً إلى استفادة المرأة اللبنانية من هذا المشروع، واشراكها في نشاطات البرامج القائمة.
وأضاف: «بناء على المساهمة الايطالية وعلى مواصلة التعاون مع وزارتي الصناعة والزراعة، نطلق المرحلة الثالثة من المشروع بهدف تقوية قدرات المؤسسات اللبنانية من اجل تحسين تعاملها مع الازمة المستجدة، ولتحسين القدرات الإنتاجية للمجتمعات المضيفة، وتحضيرها ومساعدتها على الاستجابة لمتطلبات الأسواق المحلية والخارجية، وذلك بهدف تحقيق النمو الاقتصادي في مناطقهم».
القضاء على الفقر
والقى مستشار وزير الزراعة انور ضو كلمة وزير الزراعة اكرم شهيب، حيث شدد على أهمية المرحلة الثالثة من المشروع «لجهة دعم المجتمعات المضيفة المتأثرة من تدفق اللاجئين السوريين، عبر مشروع جديد، تموّله أيضاً الحكومة الايطالية، ويهدف الى القضاء على الفقر والجوع عبر مساعدة لبنان والمجتمعات المضيفة للاجئين على تحمّل العبء الكبير في بلدنا الذي يحتضن أكثر من مليوني لاجئ سوري وعراقي وفلسطيني». وأمل أن «ننجح، مع شركائنا، في تحقيق أهداف المشروع وأن نوظّف نقاط القوّة التي رافقـت مشروع (سيليب) ونستفيد من تجربتنا المشتركة بايجابياتها وسلبياتها، لنساهم معا في التخفيف من الأعباء عن وطننا».
ثم قدم ممثلون عن وزارتي الصناعة والزراعة ويونيدو والمؤسسة الايطالية شروحات عن النتائج المتوقعة والتأثيرات المرتقبة من المشروع، وجرى افتتاح معرض للمنتجات الصناعية للمشاركين في المرحلتين الأولى والثانية لمشروع «سيليب».