IMLebanon

البترون «تقطعُ» زيتونها من أجل التدفئة

AlMustakbal
بات همّ التدفئة من الهموم الأساسية لدى المواطنين في منطقة البترون، لاسيما بالنسبة لهؤلاء القاطنين في المناطق الجبلية.
ومع اقتراب فصل الشتاء، بدأ أبناء القرى الوسطى والجردية يستعدون لتحضير مؤونة التدفئة ووسائلها كي لا يفاجأهم الصقيع والبرد وراحوا يبحثون عن الأفضل والأوفر بين مصادر التدفئة لاتقاء البرد القارس.
ويخصص البترونيون ميزانية جيدة للتدفئة لأن كل الوسائل المعتمدة وموادها باتت مكلفة، وفواتيرها باهظة، من الكهرباء الى المازوت والحطب، ومنهم من يعتمد على أسهل الوسائل كالغاز، رغم ارتفاع سعره وتكلفته العالية وعدم تلبيته الحاجة المطلوبة من الدفء.
ومن الوسائل التي تعتمد منذ سنوات قليلة الجفت المصنع في معاصر الزيتون والذي يلجأ اليه المواطنين عند الحاجة وفي حال نفاد الكميات الكافية من الحطب أو عدم توافره. ويشير أصحاب مصانع الجفت الى تهافت ملحوظ من قبل المواطنين لشرائه، باعتبارهِ الأسهل والأنظف بين المواد المتوفرة.
وفي ظل غياب الدولة وأي دعم منها يبقى المواطن فريسة لدفع فاتورة أي مصدر او مادة للتدفئة، بات مجبرا على تأميها مع مؤشرات بشتاء قاس ومثلج ومبكر.
وهاهي شاحنات نقل الحطب تنشط بين قرى البترون وبلداتها، إذ بدأ المواطنون بجمع حطب الزيتون حيث انتهى موسم القطاف. وما أن أنهى فريد خيرالله موسف قطاف الزيتون حتى بدأ بأعمال التشذيب لجمع أكبر كمية ممكنة من بستانه الذي يحوي 50 شجرة زيتون. ويرى ان «أفضل ما نقوم به هذا العام للتعويض عن خسارتنا في موسم الزيتون هو تأمين الحطب للتدفئة، لأن حاجتنا للحطب كبيرة ولا نستطيع شراء الكميات المطلوبة بالأسعار الحالية حيث يبلغ سعر الطن الواحد من الحطب 500 ألف ليرة، ما يعني أننا بحاجة لملايين الليرات لتأمين مؤونتنا من الحطب».
ويشكو المواطن ناصيف خليل عملية غش تعرض لها بعد تلقيه عرضاً من أحد تجار الحطب الجوالين بشراء 3 أطنان من الحطب بـ500 دولار «فأكلت الضربة الكبيرة حيث تبين لي أن نوعية الحطب غير صالحة للإشتعال في المدفأة. والمشكلة أن كل الخيارات صعبة على صعيد التدفئة. المازوت غير صحي ومكلف وفاتورة الكهرباء دائما مشتعلة، وليس أمامنا الا الحطب ولكن بشرط أن يكون حطب سنديان أو زيتون».
بدوره، جهاد الياس، وهو موظف بمعاش محدود، يقول «يأتي الشتاء وتأتينا المصاريف الاضافية في ظل تجاهل تام من دولتنا التي لا تهتم أبدا ولا تعنيها قضايا المواطن وكيفية تسهيل أمورهم. أين الدعم لمادة المازوت ونحن بحاجة لأكثر من خمسة براميل لحاجة التدفئة؟ ولماذا لا تفكر الدولة بذلك خصوصا على أبواب فصل الشتاء حيث الطلب يتضاعف عليه؟ نحن نعيش في دولة من آخر إهتماماتها الشعب. كيف لنا أن نستمر في ظل أزمة معيشية لا توصف والحاجات الضرورية لا نستطيع أن نؤمنها ولا من يسأل. نحن شعب عليه أن يتدبر أموره بنفسه وقد تعودنا على ذلك. إن جعنا، إن مرضنا إو عانينا من برد أو حاجة لا رأس فوقنا ولا دعم لنا وطبعا هذه هي الحياة في بلدنا من اليوم والى منتهى الدهر».