نقلت صحيفة “السفير” ان التحقيقات في وزارة الدفاع في اليرزة مع أعضاء الخلية الإرهابية المقربين من الشيخ المتواري أحمد الأسير، والذين تم توقيفهم في صيدا، كشفت المزيد من التفاصيل عن “الهجوم المزدوج” على مقر مخابرات الجيش و”مجمع الزهراء” في المدينة.
وأشارت مصادر متابعة إلى أنّ عين الحلوة بكلّ مكوّناته الإسلامية المتشدّدة والوطنيّة رفضت الانجرار الى هذا المخطط، وان مخابرات الجيش كشفت عن اتصالات أجريت من طرابلس مع عين الحلوة في وقت احتدام المعركة وقبل البدء باقتحام باب التبانة، ولفتت إلى أنّ الاتصالات شملت المتشددين الإسلاميين من أجل فتح معركة مع الجيش حول المخيم لإشغاله وإلهائه بمعركة أخرى.
وكشفت المصادر انه حتى القيادات الاسلامية السلفية المتشددة في المخيم رفضت فتح هذه المعركة والانجرار اليها وهي جنّبت المخيم وأهله معركة هم بغنى عنها وعن تداعياتها.
وأكّدت أن رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور كان على تواصل مباشر مع قيادات المخيم طوال فترة معركة طرابلس، خاصة قائد “قوات الامن الوطني الفلسطينية” اللواء صبحي ابو عرب وأمير “عصبة الأنصار” الشيخ ابو طارق السعدي وأمير “الحركة الاسلامية المجاهدة” الشيخ جمال خطاب الذين شددوا على عدم انجرار أي من مكونات المخيم على أي مستوى في هذه المعركة أو التعرض للجيش.
وأوضحت المصادر أنّ الاتصالات التي أجريت من طرابلس ركّزت أيضاً على أنصار الأسير في صيدا الذين استجابوا لهذه المهمة وكانت الخطة جاهزة باستهداف مركز المخابرات و”مجمع الزهراء”.
ولفتت المصادر إلى أنّه لم يكن مطلوباً تدمير “مجمع فاطمة الزهراء” عن بكرة أبيه والقضاء على من فيه، وكذلك الأمر بالنسبة لمقرّ المخابرات، على اعتبار أن تحقيقهما يتطلّب أطناناً من المواد الشديدة الانفجار. بل كان المطلوب زعزعة الأمن الاستقرار في صيدا بإثارة الفتنة المذهبية في عاشوراء وإلهاء الجيش عن معركة طرابلس بمعركة جانبية تفتح له في مدينة شديدة الحساسية على مدخل الجنوب، وفي الوقت نفسه متعددة المذاهب وفيها كثافة فلسطينية.
وشددت المصادر على أن قيام مخابرات الجيش بعملية استباقية على المجموعة التابعة للأسير قبل ساعة الصفر لبدء الهجوم، أنقذ صيدا ومنطقتها ومحيطها من تداعيات فتنة كان يحضّر لها بإمعان.